الخليج

أرصدة مشبوهة !

ولم يترك «الغاسلون» بابًا موصدًا إلا وطرقوه بحثًا عن الربح المشبوه وإضفاء الشرعية على العائدات المالية لأنشطتهم الإجرامية. فاستغلوا المؤسسات التجارية التي أراد أصحابها الربح، بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبوها، وكانت هذه سرقة الثروات التي تم الحصول عليها عن طريق استثمار الأموال غير المشروعة بطرق مختلفة.

ولم تتوقف جميع الدول عن التحذير من جرائمهم لأنها تقتطع من الدخل القومي وتثقل كاهل الاقتصاد لصالح أطراف أخرى. ومن عيوب هذه العمليات حوافزها للتهرب من الضرائب المباشرة، وارتفاع معدلات التضخم، وإضفاء الشرعية على الأنشطة المشبوهة والجرائم المحظورة مثل الاتجار بالمخدرات والبشر والأسلحة وغيرها من الأنشطة الإجرامية.

إلا أن الجهات المعنية تتخذ موقفاً حازماً تجاه مثل هذه الجرائم وتكافحها بأنظمة وقوانين صارمة لا يفلت منها أي مجرم. وبحسب تصريحاته، يواصل مكتب المدعي العام مكافحة الجرائم الاقتصادية، ويحيل أي شخص يجرؤ على تعريض الأمن الاقتصادي والمالي للخطر إلى المحكمة المسؤولة ويطالب بعقوبات صارمة.

حددت النيابة العامة أربع حالات يمكن فيها تخفيف العقوبات على مرتكب جريمة غسل الأموال: وهي تشمل المبادرة إلى تقديم معلومات من شأنها أن تساعد في منع ارتكاب جريمة غسل أموال أخرى أو الحد من تأثيرها، وغيرها. أو ملاحقة مرتكبي الجريمة والحصول على الأدلة وحرمان الجماعات الإجرامية المنظمة من الأموال التي لا يحق لها الحصول عليها أو منعها من السيطرة عليها.

ولفتت إلى أن عمليات غسيل الأموال تنطوي على إضفاء الشرعية على العوائد المالية. هناك عقوبات صارمة نتيجة لنشاط إجرامي أو مصدر غير قانوني.

الشركات الخفية والجرائم الاقتصادية

المصدر: تم الإعلان عن العديد من قضايا غسيل الأموال في الأيام الأخيرة، أبرزها الحكم بالسجن على مقيمين بتهمة غسل الأموال، بعد أن كشفت التحقيقات أن المتهمين كانا يملكان أموالاً تقدر بنحو 2,480,000 ريال، ووضعوها في حسابات شركات تجارية، وإخفاء طبيعتها. وملكية الأموال المحولة. وبالتحقق من مصدرها، تبين أنها كانت نتيجة جرائم جنائية وانتهاكات لعدد من اللوائح.

وتم إلقاء القبض عليهم وفتح قضية جنائية عامة ضدهم أمام المحكمة المختصة وتقديم الأدلة على ادعاءاتهم والمطالبة بالعقوبات المقررة قانوناً. وتم إحالة المنشآت التجارية إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها.

تحويل ملايين اليورو إلى الخارج

أكد مصدر مسؤول في النيابة العامة أن تحقيقات نيابة الجرائم الاقتصادية أدت إلى توجيه اتهامات إلى سعوديين اثنين ووافد من الجنسية العربية بتهم غسل أموال، وأن إجراءات التحقيق أسفرت عن فتح سعوديين سجلات لفتح شركات تجارية وبنوك حسابات هذه الشركات وتسليمها للوافد وإتاحة الفرصة للتصرف فيها. وكشفت سلسلة من التحقيقات المالية في حسابات المتهمين والشركات التجارية، قيام الوافد بإيداع مبالغ مالية كبيرة وتحويلها إلى خارج المملكة. وعندما تم التحقق من مصدر الأموال تبين أنها من مصدر غير مشروع وقاموا بإخفاء حقيقتها وإظهار أنها ذات مصدر مشروع، ليتم القبض على المتهمين ومحاكمتهم أمام المحكمة المختصة والشهادة كشهود. ووجهت إليهم الاتهامات وصدر حكم قضائي بإدانتهم وأن الشركات التجارية لم تكن سوى غطاء لتحويل أموال مجهولة المصدر إلى الخارج. وحكم عليهم بالسجن حتى 18 سنة، وغرامة 500 ألف ريال، ومصادرة ما يعادل الأموال التي ارتكبت بها الجريمة وعائداتها وعوائدها، وترحيل المهاجر من البلاد نهاية العام. حكم سجنه.

غسل في الإمدادات الطبية

كشف مصدر مسؤول في النيابة العامة أن تحريات نيابة الجرائم الاقتصادية أدت إلى القبض على متهمين اثنين (مواطن ووافد من الجنسية العربية) بتهمتي غسل الأموال والتستر.

وكشفت إجراءات التحقيق أن المواطن المقيم في الخارج تمكن من ممارسة النشاط التجاري والعمل الحر في صناعة الرعاية الطبية مقابل راتب شهري، وتمكن من شراء وبيع الأدوية من الشركات، وإبرام العقود مع الجهات الحكومية والتفاوض معها. أصحاب العقارات وكذلك إيداع وتحويل الأموال للشركات.

وكشفت التحقيقات أن الوافد قام بإيداع أكثر من سبعة ملايين ريال وتحويلها إلى خارج المملكة. وعثر خلال تفتيش الشركات التجارية على متحصلات جريمة غسل أموال بقيمة ستة ملايين وخمس بطاقات صراف آلي وخمسة أختام للشركة التجارية ودفتري شيكات وتسعة شيكات على بياض. وأحالت النيابة العامة المتهمين إلى المحكمة المختصة وأصدرت في حقهما حكماً بإدانتهما بما نسب إليهما. وحكم على كل منهم بالسجن أربع سنوات وغرامة إجمالية ستة ملايين ريال، مع مصادرة أموال مماثلة للأموال التي ارتكبت بها الجريمة، وكذلك متحصلاتها، وترحيل المهاجر من المملكة بعد نهايتها حكمه بالسجن.

جريمة بقيمة 17 مليار

أصدرت محكمة الاستئناف بالرياض حكماً بإدانة 24 متهماً من مواطنين ومقيمين، يمثلون تشكيلاً عصابياً منظماً لارتكاب جريمة غسل الأموال، بمبلغ مالي نحو 17 مليار ريال، ومعاقبتهم بالسجن لمدد تصل إلى إلى 3 سنوات إلى 20 سنة لإدانتهم بالجرائم المنسوبة إليهم.

وقررت المحكمة منع المواطنين المدانين في القضية من السفر لمدة مماثلة لأحكام السجن الصادرة بحقهم، وترحيل الأمريكيين غير السعوديين بعد انتهاء الأحكام الصادرة بحقهم. كما قررت فرض غرامات مالية تجاوزت 75 مليون ريال عليهم، ومصادرة كافة الأموال المتورطة في الجريمة والتي تقدر بمليارات الريالات.

ونفذ التشكيل العصابي أنشطته الإجرامية في إطار منظم تحت ستار المؤسسات التجارية، والتي تنوعت بين مصانع وشركات ومؤسسات وعيادات طبية. وتنوعت أدوارهم بين ارتكاب جريمة غسل الأموال والمشاركة في تلك الجريمة. وجمع وإيداع وتحويل الأموال إلى الخارج لارتكاب هذه الجريمة. كما أدانت المحكمة عدداً منهم لعدم الإبلاغ عن عمليات غسيل أموال رغم علمهم بها، علاوة على موافقتهم على ارتكاب الجريمة ومساعدتهم ونصحهم لارتكاب جريمة الرشوة.

مسابقات مثيرة وجوائز مشبوهة

أكد الخبير الأمني اللواء المتقاعد عبدالله حسن الجداوي، أن من أهم مهام الإدارة العامة للمباحث المالية التابعة للنيابة العامة، إجراء تحليل عملياتي يستخدم المعلومات المتوفرة والمحصلة لتحديد هوية ملاحقة أهداف محددة. يتتبع المسار أنشطة أو عمليات محددة ويحدد الروابط بين تلك الأهداف والعائدات المحتملة للجريمة أو تمويل الإرهاب أو غسل الأموال أو الجرائم الأصلية.

وأوضح أن عمليات غسيل الأموال لها تأثير سلبي. وأهمها ضعف قدرة السلطات على تنفيذ السياسات الاقتصادية بكفاءة. كما أنه يساهم في التضخم وارتفاع المستوى العام للأسعار، ويهدد الاستقرار المالي والمصرفي، ويسيء استخدام الأموال المغسولة لتمويل الإرهاب ولا يخلق فرص عمل حقيقية، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة البطالة وانخفاض أجور العاملين ويؤدي إلى انخفاض مستويات المعيشة. .

وحذر الجداوي من استخدام أساليب غسيل الأموال مثل تحويل الأموال للقيام بعمليات غسيل الأموال، الأمر الذي يتطلب الحذر إذا طلب شخص ما، تحت أي ذريعة، تحويل مبلغ مالي من حسابك إلى شخص مجهول، قم بالشك لدى الجهات المعنية. . لذلك يجب الحذر من تحويل الأموال إلى أشخاص مجهولين لأن ذلك قد يؤدي إلى رفع دعوى قضائية تتعلق بغسل الأموال.

وسلط الجداوي الضوء على العديد من الظواهر التي يمكن أن تشير إلى وجود عمليات غسيل أموال، منها الثروة المفاجئة بدون ميراث أو المشاريع الناجحة أو التملك المفاجئ للأسهم والعقارات أو ظهور مشاريع صغيرة تقوم بحملة إعلانية غير منطقية على نطاق واسع ومستمر و ظهور المستثمرين بأموال ضخمة في الأسواق العقارية والتجارية.

وأوضح الجداوي أن من المظاهر التي تثير شبهات غسيل الأموال ظهور منافسات مشبوهة في بعض المنشآت التجارية، والتي يتم فيها توزيع جوائز كبيرة لا تتناسب مع قيمة المشتريات والأرباح التي يمكن الحصول عليها من الشراء تتوافق.

غسيل الأموال

وأوضح المحامي والمستشار القانوني عبدالعزيز بن دبشي، أن عقوبة جريمة غسل الأموال هي الغرامة التي تصل إلى سبعة ملايين ريال، والسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، أو العقوبتين معاً ويمنع مرتكب جريمة غسل الأموال من مغادرة المملكة للمغادرة لمدة تقابل مدة السجن التي حكم عليه بها. وحذر بن دبشي من ضرورة الكشف عن المصدر الحقيقي للأموال والهدف الحقيقي للعملية عند التعامل مع المؤسسات المالية، حيث أن البيانات الكاذبة تعرض الفرد للمسؤولية، وحذر من تسليم الشركات التجارية للمتورطين في غسيل الأموال أو غسيل الأموال: من خلال السماح للأجانب بإدارة الحسابات المالية، يصبحون مسؤولية الشركات التي تحمل أصحابها المسؤولية الكاملة. إن الجهل والسعي وراء الربح لا فائدة منهما ويتطلبان منهما مواجهة عواقب أفعالهما.

وأكد المحامي بن دبشي أن هناك حالات في قضايا غسيل الأموال يتم فيها اتخاذ القرارات بناء على الظروف المشددة وتشديد العقوبة على مرتكبيها. ويشمل ذلك الجاني الذي يرتكب الجريمة من خلال عصابة منظمة ويستخدم العنف أو السلاح في ارتكاب الجريمة، وكذلك الجاني الذي يستغل نفوذ وسلطة الوظيفة العامة أو يخدع النساء والقاصرين ويستغلهم في جرائم غسيل الأموال. .

4 حالات تخفف العقوبة

حددت النيابة العامة أربع حالات يمكن فيها تخفيف العقوبات على مرتكب جريمة غسل الأموال: وهي تشمل المبادرة إلى تقديم معلومات من شأنها أن تساعد في منع ارتكاب جريمة غسل أموال أخرى أو الحد من تأثيرها، وغيرها. أو ملاحقة مرتكبي الجريمة والحصول على الأدلة وحرمان الجماعات الإجرامية المنظمة من الأموال التي لا يحق لها الحصول عليها أو منعها من السيطرة عليها.

ولفتت إلى أن عمليات غسيل الأموال تنطوي على إضفاء الشرعية على العوائد المالية. هناك عقوبات صارمة نتيجة لنشاط إجرامي أو مصدر غير قانوني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى