الخليج

ماذا كشفت الشيخة حسينة في حوارها مع «عكاظ»؟

• كيف ترى الشيخة حسينة مستقبل بلادها؟ فهل توقعت انقلابا شعبيا عليها؟

• ماذا قالت الشيخة حسينة لـ«بوابة البلد» عن «داعش» و«التطرف»؟

• هل تم تنفيذ المشاريع التي كشفت عنها في حوارها مع “بوابة البلد” قبل 8 سنوات؟

لم يكن أحد يتخيل أن يتلاشى نجم رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة الشيخة حسينة واجد، عندما استقالت من منصب رئيسة الوزراء، الذي شغلته طوال 15 عاما، وغادرت العاصمة دكا، على متن مروحية نقلتهم إلى الهند، التي يبدو أنها منفاهم الأبدي.

ذكرت الشيخة حسينة داخليا وخارجيا أنها ابنة الزعيم المؤسس لجمهورية بنغلاديش (غرب باكستان سابقا)، الشيخ مجيب الرحمن. وبقيت في السلطة حتى طغت عليها ثورات معارضيها ومعارضيها، ممثلين بالثورة الطلابية، الذين فوجئوا بإصدار حكومة الشيخة حسينة قانونا يحتكر الوظائف لفئة معينة وملايين الخريجين، مما أدى إلى اندلاع انتفاضة طلابية ضخمة قُتل فيها حوالي 300 شخص. وانتهت الاضطرابات باستقالة الشيخة حسينة ورحيلها إلى الهند.

وعندما زارت الشيخة حسينة المملكة العربية السعودية في يونيو/حزيران 2016، أجرى معها زميلها جميل الذيابي “رئيس التحرير” مقابلة معها. لمعرفة ما تريد فعله وما تريد تحقيقه من حيث استجابة المملكة العربية السعودية وتعاونها مع بلادها. وبما أن بنجلاديش قريبة من الاضطرابات التي أطلقها متطرفو داعش والقاعدة في القارة الآسيوية، فقد كانت هناك مخاوف من أن تجد هذه التنظيمات الإرهابية ملاذا آمنا في جميع أنحاء بنجلاديش، وبالتالي تقليل المأساة الإنسانية الناجمة عن فظائع الجماعات المتطرفة.

تعيد “بوابة البلد” نشر مقابلتها النادرة مع الشيخة حسينة واجد، لتعاد قراءتها في ظل الواقع الجديد، وهو خروجها من المشهد السياسي، وهو خروج قد لا رجعة عنه.

تعتبر رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة واجد شخصية مهمة في القارة الآسيوية، وخاصة في شبه القارة الهندية، وتكتسب أهمية لأن بلادها تصدر عدداً كبيراً من العمالة إلى المنطقة العربية، وخاصة إلى دول الخليج. ورغم أن بلدها الذي ينعم بالهدوء منذ عقود، أصبح في الآونة الأخيرة أرضا خصبة للجماعات المتطرفة التي نفذت سلسلة من الاغتيالات والهجمات الإرهابية، إلا أن الشيخة حسينة ترى أن “داعش” و”القاعدة” لا وجود لهما في العالم. بنغلاديش! ووصفت رئيسة وزراء بنجلاديش الإسلام بأنه دين السلام الذي لا يتسامح مع التطرف والتطرف. لكنها رأت أن الصراعات في الدول الإسلامية تشوه الصورة وتعطي صورة سلبية عن الإسلام الداعي إلى التسامح والاعتدال. وأكدت الشيخة حسينة، في مقابلة مع بوابة البلد في جدة خلال زيارتها الأخيرة للمملكة الأسبوع الماضي، أن مباحثاتها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كانت مثمرة وإيجابية للغاية. ورأت أن الملك سلمان اتخذ خطوات جريئة ومبادرات ممتازة لمكافحة الإرهاب من خلال إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب. المقر الرئيسي لمركز التنسيق هو الرياض. واعتبرت زيارتها للمملكة ناجحة للغاية، وقالت إنها توفر المزيد من فرص التعاون بين البلدين. وقالت إن أبواب بلادها مفتوحة أمام الاستثمار السعودي.

وفيما يلي نص المقابلة المنشورة بتاريخ 12 يونيو 2016:

• نسألك عن زيارتك للمملكة والعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وبلدك وآفاق التعاون بين البلدين.

•• كان لي شرف زيارة المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة تلقيتها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث مختلف القضايا، لاسيما سبل تعزيز العلاقات في المجالين السياسي والاقتصادي. مجالات التجارة والاستثمار. أديت عمرة وزرت المسجد النبوي والحمد لله. وأنا راضٍ جدًا عن النتائج الإيجابية للزيارة وحسن الاستقبال الذي حظيت به خلال إقامتي في المملكة.

في الواقع، يتمتع بلدينا بعلاقات جيدة للغاية في مجالات الأمن والاقتصاد والاستثمار. وأعتقد أن زيارتي كانت ناجحة، مما يتيح لنا فتح المزيد من فرص التعاون الثنائي، خاصة في مجال التنمية الاقتصادية والتبادل التجاري والاستثماري. وهذا مهم جدا بالنسبة لنا. وأعتقد أنه بعد زيارتي الناجحة، ستأتي المزيد من الاستثمارات السعودية إلى بنغلاديش حيث التقيت برجال الأعمال السعوديين في الغرفة التجارية الصناعية بجدة وعرفتهم بالتفصيل عن الفرص الاستثمارية المتاحة في بنغلاديش وكذلك الحوافز الاقتصادية المتاحة لبنغلاديش. ويمكن تقديم المستثمر السعودي في عدة مجالات وخاصة في مجال الزراعة. حكومة بنجلاديش مستعدة لتقديم الأراضي للمستثمرين السعوديين للاستثمار والتطوير.

• هل أعربت عن رغبتك في زيارة خادم الحرمين الشريفين لبلادك؟

•• نعم، قمنا بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لزيارة بنجلاديش. وسنكون سعداء بقبوله الدعوة وزيارة بلادنا، والشعب البنغلاديشي يتطلع إلى هذه الزيارة، خاصة وأنه يحترم ويقدر الملك سلمان والشعب السعودي. لأن مواقف المملكة كانت دائماً في مصلحة بلدي. كما قمنا بدعوة بعض الوزراء السعوديين لزيارة بنجلاديش.

خطوات جريئة وحاسمة

• كيف ترى الدور الذي يلعبه الملك سلمان بن عبد العزيز في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والدول الإسلامية؟

•• وفي الواقع، اتخذ الملك سلمان بن عبد العزيز خطوات جريئة واستباقية لمكافحة الإرهاب في الدول الإسلامية من خلال إنشاء التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والذي يعتبر مبادرة استراتيجية في غاية الأهمية للقضاء على الإرهاب. ونحن نؤيد بقوة هذا التحالف الإسلامي. وأؤكد أن الإسلام دين السلام والأمن والوسطية والاعتدال. ويرفض التطرف والتطرف والإرهاب. وهناك من يتصرف بشكل مختلف فيسيء للإسلام والأمة الإسلامية. ونحن نرفض الأعمال الإرهابية التي يقوم بها أي طرف. ونقدر المبادرة السعودية التي أدت إلى تشكيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وكما تعلمون، نحن أعضاء في هذا الائتلاف. إنها مبادرة جيدة جدًا انضمت إليها عدة دول وأشيد بها وستؤدي إلى نتائج جيدة لصالح الأمة الإسلامية.

• كيف يمكن مكافحة الإرهاب في بنجلاديش؟

•• نحن في بنجلاديش نتخذ موقفا حازما ضد أي نوع من التطرف والإرهاب ولا نسمح بالأنشطة الإرهابية في بلادنا. وبما أن الإرهاب هو أحد عوامل تدمير التنمية والازدهار، فإننا نحاول إيجاد حلول لجميع المشاكل الداخلية والتصدي بقوة للنزعات المتطرفة أو الإرهابية، وكذلك أي محاولة للتحايل على قوانين البلاد.

خلايا داعش؟

• بعض التقارير الدولية تشير إلى وجود خلايا إرهابية لداعش في بنغلادش؟

•• في بعض الأحيان تشير الدول الغربية إلى وجود تنظيم داعش في بنجلاديش. في الواقع، لا توجد معلومات أمنية موثوقة بشكل خاص بخصوص هذا الأمر. نطلب منك تزويدنا بمعلومات محددة عن شخص أو منظمة معينة حتى نتمكن من اتخاذ الإجراء المناسب. بشكل عام، لا يوجد تنظيم داعش في بلادنا ويمكن أن تحدث هجمات فردية لإنشاء مجموعة ترتكب جرائم قتل وهجمات إرهابية هنا وهناك. لكن كمنظمة إرهابية، أؤكد لكم أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل. كما تقوم أجهزتنا الأمنية بمراقبة الوضع وتنشط في كافة المجالات للتأكد من خلو البلاد من الأنشطة الإرهابية.

إننا نتخذ إجراءات حاسمة ضد الإرهاب

• هل تتعرضين لخطر تنظيم القاعدة في بنغلادش في ظل تواجده في شبه القارة الهندية؟

•• لا.. لا.. لقد كانت هناك محاولات معزولة في الماضي واجهناها بقوة وإصرار فوريين. وكما قلت لكم من قبل، لقد عملنا معًا في الماضي وسنواصل العمل بشكل حاسم وقوي ضد الإرهاب.

• ولكن هل تم القبض على إرهابيين من الجنسية البنغلاديشية في المملكة المتحدة؟

•• في الحقيقة هؤلاء مواطنون بريطانيون يعيشون في بريطانيا العظمى ويحملون جنسيتها. وقد يكون لديهم جنسيتين بريطانية وبنغلاديشية.

• هل تواجه بلدك مشاكل من بعض الجماعات المتطرفة؟

•• في الماضي كانت الجماعات تحظى بالاهتمام من قبل النظام السابق، لكن عندما استولت على السلطة تعامل معها بحسم. هناك مجموعات وأقليات مختلفة في بنجلاديش، مثل المسيحيين والبوذيين، لكن العلاقات بينهم ممتازة ولا توجد صراعات بينهم. إننا نعيش في بنجلاديش المعتدلة والمعتدلة مع أقليات مختلطة ونسعى دائمًا إلى تعزيز التسامح بين جميع الأقليات.

أزمة اليمن

• كيف تتابعون الوضع في اليمن لاستعادة شرعية قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، فضلا عن الجهود الحالية لدعم المفاوضات لإيجاد حلول سلمية بين الأطراف اليمنية؟

•• تدعم بنجلاديش المبادرات السعودية لحل الأزمة في الإطار الخليجي حيث يمكن حل هذه القضية من خلال المناقشات والحوار بين الأطراف المعنية. كما أننا ندعم الحكومة الشرعية في اليمن. ونؤمن بأن الأمة الإسلامية يجب أن تتوحد وترفض كل من يعارضها.

• ماذا عن الأزمة السورية؟ كيف تشعر حيال ذلك؟

•• أعتقد أن أي صراع يحدث في بلد إسلامي يشوه صورة الإسلام ولذلك يجب الحفاظ على السلام هناك. وعلينا أن نعمل على إحلال الأمن والسلام في كافة الدول الإسلامية ونبذ القتل والمجازر والسعي إلى الحل السلمي.

التدخلات الإيرانية

• كيف تقيمون التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة العربية؟

•• ما نراه هو أن الإسلام دين السلام ولا نقبل أي تطرف. لأنه يشوه صورة الإسلام والطائفية بشكل عام ليس في صالح الإسلام وأي عمل يدخل في نطاق التدخل فهو غير مقبول.

• هل أنتم قلقون من جهود إيران لتوسيع المذهب الشيعي في بلدكم؟

•• كما ذكرت لكم أننا في بلدي مهتمون بتحقيق التسامح ولن نسمح لأي أيديولوجية طائفية أن تؤدي إلى عدم الاستقرار في بنجلاديش.

• كيف تقيمون حالة العلاقات بين بنجلاديش وجارتيها باكستان والهند؟

•• محور سياستنا الخارجية هو الصداقة مع جميع جيران بلادنا، ونحن نقدر علاقاتنا مع الدول المجاورة. قد تكون هناك بعض المشاكل، ونحن على علم بها. إذا كانت هناك مشكلة مع دولة مجاورة فيمكن حلها بالمناقشة والحوار، لأن الحوار دائما يؤدي إلى الحل. مهمتنا الأساسية هي تحسين حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الأمن والغذاء والاقتصاد والتعليم والسكن، وخلق فرص العمل، وهذا مهم بالنسبة لنا.

• ما هي المشاكل التي تواجه حكومتكم؟

•• في بنجلاديش لدينا العديد من المشاكل الداخلية ونقوم بحلها بطريقتنا ولكن دون مساعدة خارجية. وقعنا على اتفاق للحفاظ على السلام وكانت هناك بعض الحركات المتمردة في بنجلاديش. وتم التوصل إلى اتفاق معهم، وتم حل مشاكلهم وسلموا أسلحتهم طوعا إلى الحكومة. كانت لدينا مشكلة حدودية مع الهند وتم حلها. لقد صدق برلماننا آنذاك على الاتفاقية التي وقعناها في هذا الشأن، لكن البرلمان الهندي لم يوافق عليها إلا بعد 44 سنة! كما تم حل مشاكل الحدود بين بلادنا وميانمار. أعتقد أنه من خلال الحفاظ على العلاقات الودية، يمكن حل أي مشكلة بسهولة دون قتال، ولا يمكن حل المشاكل عن طريق الحروب. ولذلك أؤكد لكم أن بلادي تحاول حل مشاكلها مع الدول المجاورة لها من خلال التنسيق والحوار وليس من خلال القتال. لأن الحرب لا تؤدي إلى التنمية، ولكن بالحوار يتم التوصل إلى الحل والحفاظ على أمن وسيادة واستقرار البلاد.

• هل تقبلون اللاجئين من ميانمار؟

•• نعم، نقبل اللاجئين من ميانمار. عندما كنت خارج السلطة في عام 1991، تساءلت لماذا لم نفتح الحدود ونسمح بدخول اللاجئين من ميانمار. ويعيش اللاجئون في بنغلاديش منذ ذلك الحين. وفي الهند كان هناك أيضًا لاجئون من بنغلاديش عادوا إلى بلادهم بعد توقيع اتفاقية مع نيودلهي. أعتقد أنه من غير المناسب للاجئين البنغلاديشيين أن يعيشوا في بلد آخر. لأنني أرى أن من مسؤوليتي ضمان سلامة جميع البنجلاديشيين في الداخل والخارج.

العمال البنجلاديشيين

• هل تحدثت مع المسؤولين السعوديين حول قبول المزيد من العمال من بنجلاديش؟

•• لقد ناقشنا هذا الأمر مع المسؤولين السعوديين المعنيين واتخذنا خطوات في هذا الصدد لتوفير الفرص للعمال البنغلاديشيين الذين يرغبون في العمل في المملكة في ظل الظروف المناسبة. السعوديون كرماء معنا في هذا الصدد، وقد أولت الحكومة السعودية اهتماما كبيرا لمسألة التوظيف، وخاصة العمال المهرة مثل الأطباء والممرضين والمهندسين.

إنشاء 100 منطقة حرة

• إلى أي مدى تحدثت مع رجال الأعمال السعوديين عن الاستثمارات السعودية في بنجلاديش؟

•• أبوابنا مفتوحة للمستثمرين السعوديين ومستعدون للعمل معهم وندعوهم للاستثمار في بنجلاديش في مجالات تطوير الأراضي والصناعة. نعمل على إنشاء 100 منطقة حرة ومن خلال هذه المناطق الحرة يمكن إنشاء مدن صناعية.

• التقيت خلال زيارتك للمملكة بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني. ماذا ناقشت معه؟ هل تطرق الحديث إلى مواضيع محددة؟

•• أجرينا محادثات مثمرة مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حول التعاون في مجال تحسين صورة الإسلام كدين سلام وليس دين تطرف وقتل.

• ماذا عن مناقشاتكم مع مسؤولي البنك الإسلامي للتنمية؟

•• بنجلاديش تتطور بسرعة وتريد المزيد من الاستثمارات. لقد التقيت مسؤولين في البنك الإسلامي للتنمية ونحن مهتمون بالتواجد في أنشطة البنك في مختلف المجالات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية، خاصة أن بلدي يريد تحقيق التنمية ولدينا خطط طويلة المدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى