اخبار مصر

خبير عالمي لـ«الأسبوع»: هذه أسباب ظهور أسماك الأرنب السامة ونمو قنديل البحر وتهديد بيئة المتوسط

توجه العم محمد عبد العاطي إلى حقله على الجانب الآخر من النيل بمنطقة أهناسيا بمحافظة بني سويف في وقت مبكر من الصباح، إلا أنه لدغه ثعبان لم يعتاد عليه أهلنا في هذه القرية، على ما يبدو كأنه نزل من الجبل إلى الحقول. فتوجهت أسرة عم عبد العاطي إلى المركز الصحي، الذي لم يكن مجهزًا بالأمصال المناسبة للدغ العقارب والثعابين، والتي كانت مناسبة حسب البيئة والمناخ، وبحسب العلماء فإن هذه الكائنات الزاحفة تعود إلى الحرارة الشديدة في البلاد تترك الأرض كهوفها التقليدية وتخرج.

وهذا ما أكده رئيس دائرة الأرصاد الجوية بوزارة الزراعة بشأن هجرة هذه الزواحف إلى المدن ذات الطابع الصحراوي والجبلي مثل: ب- مناطق 6 أكتوبر والشيخ زايد والتجمع الخامس ومحافظات الصعيد.

تحذيرات ومخاطر يرصدها د. عاطف محمد كامل أحمد – سفير النوايا الحسنة – مؤسس كلية الطب البيطري جامعة عين شمس – أستاذ ونائب عميد كلية خدمة المجتمع وشئون تنمية البيئة ورئيس إنشاء قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو لجنة اللجنة العلمية لاتفاقية سايتس – وخبير الحياة البرية والمناطق المحمية لدى اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وخبير البيئة والتغير المناخي في وزارة البيئة – الأمين العام المساعد للحياة البرية في الاتحاد العربي لحماية الحياة البرية والبحرية .

وأكد عاطف أن تغير المناخ لن يؤثر على الإنسان فحسب، بل سيؤثر أيضًا على الحياة البرية والحياة البحرية، وستكون له آثار مدمرة على الإنسان والطبيعة إذا لم يتوقفوا عن الاستهانة بمشاكل تغير المناخ.

سألناه: من الشائع أن تلدغ الثعابين الناس في الأماكن غير المأهولة، لكن هل ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة تواجدها؟

دكتور. ويقول عاطف إنه مع ارتفاع درجات الحرارة، ستواجه الأنواع الحيوانية والنباتية حول العالم ظروفًا معيشية جديدة لا يمكن التنبؤ بها، يمكن أن تغير النظم البيئية بطرق غير مسبوقة. وبسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة ستظهر العقارب والثعابين. ويهدد سكان المناطق الريفية والمناطق الصحراوية.

لماذا تنتشر العقارب والثعابين في درجات الحرارة المرتفعة؟

لأن حرارة سطح الأرض تجعل معظم الكائنات التي تعيش تحت سطح الأرض تخرج وتختبئ تحت التربة الطينية الناعمة بسبب الحرارة الشديدة.

ويعرف فصل الصيف بارتفاع حالات لدغات العقارب ولدغات الثعابين. على سبيل المثال، قال القطاع الصحي بمحافظة الوادي الجديد إنه رصد 78 حالة لدغات عقارب وثعابين خلال شهر يونيو من العام الجاري.

ويعني ذلك أن البيئة المصرية تأثرت بارتفاع درجات الحرارة وظهور الثعابين والعقارب في مناطق لم نعتد عليها من قبل بحثا عن أماكن أكثر رطوبة.

هل تتفاعل الزواحف مع تقلبات الطقس الموسمية؟

بالطبع يتأثر، وفقا لدراسة جديدة حول أهمية درجة الحرارة في تحديد موقع الأنواع الحيوانية لفهم كيف سيؤثر المناخ الدافئ على المكان الذي قد تعيش فيه في المستقبل. وأجريت الدراسة على 460 نوعا من الحيوانات ذوات الدم البارد، حيث قام الباحثون باختبار دور درجة الحرارة كعامل يمكن أن يحد من نطاق الموائل المحتملة للأنواع، ومقارنة درجات الحرارة والمناطق التي يعيش فيها 460 نوعا من الحيوانات ذوات الدم البارد حاليا. تعيش مع درجات الحرارة والمناطق التي يمكن أن تعيش فيها، ووجدت أن الحيوانات البرية مثل الزواحف والبرمائيات والحشرات تتأثر بشكل مباشر بدرجة الحرارة أقل من الأنواع البحرية. يقول الباحثون إنه كلما زاد عدد الأنواع الحيوانية عند خط عرض معين، قل ميلها للعيش في مناطق قريبة من خط الاستواء حيث يمكنها تحمل درجات الحرارة. وهذا يعني أن التفاعلات السلبية مع الأنواع الأخرى – مثل المنافسين أو الطفيليات – لا يمكن أن تكون العامل الأساسي في تحمل درجة الحرارة، بل التفاعلات السلبية مع الأنواع الأخرى – مثل المنافسين أو الطفيليات – هي التي تبقي هذه الأنواع بعيدة عن هذا الموطن المحتمل.

وبالتالي فإن عدم توازن درجات الحرارة يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي. هل التأثير شديد؟

يلعب التنوع البيولوجي دورًا أساسيًا في جميع مجالات الحياة ويوفر للبشرية الموارد والوظائف وخدمات النظام البيئي الأساسية. فهو يساهم في التخفيف من حدة الفقر أو القضاء عليه، خاصة وأن أكثر من 70% من الأشخاص الذين يعيشون في فقر يعتمدون – جزئياً على الأقل – على الموارد الطبيعية لدعم سبل عيشهم، سواء من خلال الزراعة أو صيد الأسماك أو الغابات أو غيرها من الأنشطة القائمة على الطبيعة. إن أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي ما يعادل نحو 44 تريليون دولار أمريكي، يعتمد إلى حد كبير أو متوسط على الطبيعة. كما أنه يساعد في الحفاظ على الاستقرار البيئي حيث تقوم جميع الكائنات الحية بأدوارها الطبيعية في البيئة وتتم العمليات الحيوية وغيرها بطريقة صحية وطبيعية.

ما هي الخسائر التي تنشأ من الخسارة العددية للتنوع البيولوجي؟

ووفقا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، فإن أكثر من 26 ألف نوع من الثدييات و13% من الطيور وما يقرب من نصف البرمائيات معرضة لخطر الانقراض. انخفض عدد الفقاريات بأكثر من النصف خلال الأربعين عامًا الماضية. وقد انخفض عدد أنواع الحيوانات والنباتات البرية بنسبة 42% في العقد الماضي، كما تغيرت ثلاثة أرباع البيئة البرية وحوالي 66% من البيئة البحرية بشكل كبير بسبب الأنشطة البشرية.

وبالإضافة إلى ذلك، تعد الغابات موطناً لأكثر من 80% من جميع أنواع الحيوانات والنباتات والحشرات الأرضية، في حين تبلغ مساحة الغابات في العالم اليوم حوالي 68% فقط من المساحة المغطاة في عصر ما قبل الصناعة.

يتراكم أكثر من 150 مليون طن من النفايات البلاستيكية في محيطات العالم، حيث يدخل حوالي 13 مليون من النفايات البلاستيكية إلى المحيطات كل عام ويموت 100 ألف كائن بحري كل عام مع ارتفاع درجات الحرارة.

هل ثروات البحر الأبيض المتوسط في خطر؟

وبطبيعة الحال، يوجد خطر كبير في البحر الأبيض المتوسط منذ يوليو الماضي، وقد وصل إلى مستويات قياسية، مما تسبب في أضرار للنظام المائي، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة يشكل خطر اختناق الكائنات البحرية ويذوب ثاني أكسيد الكربون بشكل أفضل في الطقس البارد. وهذا يعني أنه كلما ارتفعت درجة حرارة الماء، قلت حاجة الكائنات البحرية للأكسجين للتنفس.

كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة عملية التمثيل الغذائي، مما يجبر الكائنات البحرية على التنفس أكثر من المعتاد، مما يؤدي إلى زيادة خطر نفوق الكائنات البحرية.

كما يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تسريع عملية التمثيل الغذائي، بينما تحتاج الكائنات الحية إلى المزيد من الطعام للحفاظ على عملية التمثيل الغذائي.

يمنح الماء الأكثر سخونة الفرصة للطحالب للنمو، مما يعني استخدام المزيد من الأكسجين وينتج أيضًا سمومًا ضارة بالأسماك والثدييات البحرية، بينما تتضرر الطيور أيضًا.

ما هي الكائنات البحرية الأكثر عرضة للخطر؟

إن البحر الأبيض المتوسط مليء بالأنظمة البيئية المتنوعة بيولوجيا، وسوف نفقد المزيد منها، وخاصة في المياه الضحلة. يعد ارتفاع درجات حرارة المياه أكثر ضررًا للكائنات الحية التي تعيش في قاع المحيطات أو البحيرات أو الأنهار، بما في ذلك الشعاب المرجانية وبلح البحر والإسفنج ونجم البحر والرخويات وحتى النباتات مثل الطحالب التي ترتبط في الغالب بالصخور. بين عامي 2015 و2019، لاحظ العلماء انقراضات جماعية لمخلوقات تعيش في قاع المحيط على طول آلاف الكيلومترات من ساحل البحر الأبيض المتوسط.

هل تتأثر الكائنات الحية في قاع البحر بالاحتباس الحراري؟

وبالطبع فإنها تتأثر بل وتفقد دورها المهم، لأن هذه الكائنات البحرية التي تعيش في قاع البحر تلعب دورا بارزا في الحفاظ على النظام البيئي البحري حيث تقوم بتنقية المياه لأنها تتغذى على الكائنات الميتة، في حين أن بعضها عبارة عن مصدر غذاء للكائنات الحية الأخرى، بالإضافة إلى دور الشعاب المرجانية الناعمة والطحالب والطحالب في توفير موائل تكاثر لبعض الأسماك واللافقاريات.

وهناك أيضًا النباتات البحرية “البوزيدونيا” التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة وتفقد وظيفتها المهمة باعتبارها من أهم نباتات البحر الأبيض المتوسط، فهي توفر الأكسجين في وسط البحر وتكسر الأمواج القوية وتحافظ على الرمال حتى عروقها يتم إبعادها عن تيارات المحيط وبالتالي فهي حلقة أساسية في سلسلة التوازن البيئي. كما أن للنبات أهمية خاصة للإنسان لأنه بمثابة مخزن طبيعي مهم للكربون، مما يجعله أحد أكثر النظم البيئية فعالية لتخزين الكربون على المدى الطويل.

هل يمكن أن يكون الطقس الحار مفيدًا؟

ولن تستفيد الكائنات البحرية إلا من ارتفاع درجات الحرارة لأنها تنمو بشكل أسرع في ظل هذه الظروف. إن الصيد الجائر وفقدان موائل الأسماك يعني أن هناك عددًا أقل من الكائنات الحية التي يمكن لقناديل البحر أن تفترسها، مما سيؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري.

يعد البحر موطنًا لحوالي ألف نوع من الكائنات الحية الغازية، وهو أعلى رقم في العالم. ورغم أن هذا الأمر لا يرتبط بشكل مباشر بتغير المناخ أو ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الطقس الحار يخلق ظروفا مناسبة لنمو الكائنات الغريبة الغازية مثل سمكة الأرنب التي تعيش في المحيطين الهندي والهادئ، وذلك بسبب المناخ في المحيط الهادئ. شرق البحر الأبيض المتوسط سيطرت عليها.

ما الضرر الذي يسببه ارتفاع درجات حرارة المياه في البحر الأبيض المتوسط للإنسان؟

ويؤثر ارتفاع درجات حرارة البحر بالفعل على أنشطة الصيد في المنطقة، حيث يصطاد الصيادون الأنواع الأقل شهرة ويجدون أنواعًا أكثر غزوًا يصعب بيعها في الأسواق.

ثم ما هو الحل؟

ويتفق الباحثون على أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ موائل الأسماك في البحر الأبيض المتوسط هي وقف انبعاث الغازات الدفيئة. لا توجد طريقة مباشرة لحماية موائل الأسماك في أعماق البحر الأبيض المتوسط من الإجهاد الحراري، ولكن يمكن جعلها أكثر مرونة من خلال التحكم في تكاثر الطحالب.

ويأمل العلماء أن يكون ما أعلنته الأمم المتحدة بحماية 30% من البحر بحلول عام 2030، يصب في مصلحة الحفاظ على البحر الأبيض المتوسط، إذ أن حوالي 8% فقط من مساحته محمية حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى