مفتي الجمهورية بـ مؤتمر وزارة الأوقاف: الوعي الصحيح هو أساس بناء الحضارة والعمران
دكتور. وقال فضيلة مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لمجالس الإفتاء وهيئات الإفتاء في العالم نذير عياد: “إن المرأة تلعب دوراً حاسماً في تعزيز الوعي الديني والوطني، وأشاد بجهودها في بناء الحضارة والتنمية”.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في افتتاح المؤتمر العالمي الأول للداعيات، الذي يعقد في إطار فعاليات المؤتمر الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي تنظمه وزارة الأوقاف تحت عنوان: “ دور المرأة في رفع الوعي”.
وفي بداية كلمته أعرب سماحة المفتي عن خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على إسناده لمنصب الفتوى، معتبرا هذه المهمة شرفا عظيما ومسؤولية جسيمة توسع الدعاء والدعاء. العون من الله عز وجل يتطلب . كما أعرب عن عظيم امتنانه لشيخ الأزهر د. أحمد الطيب الذي وصفه بـ”مفاجأة شيوخ الإسلام”، مشيراً إلى دوره الكبير في تعزيز القيم الدينية والوطنية في المجتمع، كما أشاد بالتضحيات الكبيرة للمرأة الفلسطينية.
وتطرق مفتي الجمهورية في كلمته إلى أهمية الوعي في الإسلام، مؤكدا أن الوعي الصحيح والتصور السليم يشكلان أساس البناء الثقافي والعمراني.
واستشهد بعدد من الآيات القرآنية التي تؤكد أهمية الوعي والفهم، منها قوله تعالى: “” وَهُوَ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَوْكُم فِيهَا”” [هود: 61] وقوله: “” ولنجعلنه لكم تذكرة وتفهمه أذن واعية} [الحاقة: 12]. وأوضح أن إدانة القرآن للتقليد الأعمى مرتبطة بنقص الوعي والفهم، مما يعيق الحركة الحضارية.
ونوه سماحته بحرص سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على بناء الوعي الثقافي والعمراني من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الوعي الصحيح بالشريعة الإسلامية. ونقل مواقف عن النبي تؤكد أهمية الوعي، مثل قوله: «إذا جاءت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فلم يستطع أن يقوم حتى يغرسها فليتركها». افعلوا هذا» ودوره في رفع الوعي الوطني من خلال قوله عن مكة: «والله إنكم لخير في أرض الله وأعز في أرض الله».
وأكد المفتي أن الإسلام ينظر إلى المرأة على أنها راعية ومسؤولة عن رعيتها، الأمر الذي يتطلب منها تنمية الوعي العقلاني والقيادة الصحيحة. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع ومسئول عن رعيته.. والزوجة راعية في بيت زوجها وأولاده، وهي راعية» «مسؤولة عنهم»، مشيراً إلى أن دور المرأة في التوعية لا يقتصر على البيت والأسرة، بل يتعداه إلى الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما أشار مفتي الجمهورية إلى موقف الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب أكد فيها أن الشريعة الإسلامية هي أول من حرر المرأة وأعطتها حقوقها كما أن الشريعة الإسلامية هي أول من حرر المرأة وأعطتها حقوقها والقرآن الكريم هو أول كتاب إلهي أعاد لها الكرامة من النساء. وأضاف أن الإسلام أعطى المرأة دورا مركزيا في تشكيل المجتمعات والرجل.
وأشاد سيادته بدور المرأة الريفية المصرية، التي وصفها بـ”النموذج الحضاري الدائم للمرأة الوطنية التي تشارك في رفع مستوى الوعي”. وأكد أن المرأة الريفية لعبت وما زالت تلعب دوراً فطرياً وعقلانياً في بناء أجيال واعية عصامية، مشيراً إلى أن هذا الدور يستحق الاحتفاء به وتخليده باعتباره قدوة للأجيال الناشئة.
وتطرق سماحة المفتي في كلمته إلى دور دار الإفتاء المصرية في بناء الوعي الديني والوطني منذ تأسيسها وحتى الوقت الحاضر مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، لافتا إلى أن الدار عملت على دون كلل أو ملل في الجهود الرامية إلى تعزيز المفاهيم الصحيحة للقضايا الدينية والوطنية، مؤكدا أنها نموذج فريد يجب الاقتداء به في هذا المجال.
وتشمل الجهود التي يقوم بها مجلس النواب: إصدار الفتاوى المنضبطة المعبرة عن الدين الحنيف، وإطلاق برامج توعوية حول قضايا الأسرة والمجتمع، وكتابة ونشر أهم القضايا المثيرة للجدل والحساسة، وإصدار البيانات الدينية والوطنية التي تعالج قضايا التطرف والإرهاب. والتكيف مع تطورات العصر بما لا يتعارض مع الثوابت الدينية، وتقديم خطاب فتوي معاصر ومعتدل قادر على مواجهة التطرف والإرهاب، والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لصياغة خطاب توعوي عقلاني للشباب والمجتمع، وإعداد دورات تدريبية وتأهيلية لتحسين الوعي المعرفي والثقافي للمفتين والمفتيات.
وفي هذا السياق، شكر سماحة المفتي سماحة العلامة الجليل الأستاذ د. علي جمعة، وفضيلة المفتي الأستاذ د. شوقي علام، خالص التقدير والتقدير لدورهم المتميز في تولي منصب الإفتاء، وتوعية من يصدرون الفتوى في واقع اليوم، ويتمنى لهم دوام التوفيق والازدهار.
وحذر سماحة المفتي من مخاطر الوعي الزائف الذي يسعى إلى التشكيك في الثوابت الدينية والوطنية، لافتا إلى أن هذا الوعي الزائف أدى إلى ظهور بعض الأفكار والتعاليم الإلحادية وغير الدينية التي تستهدف الشباب والقاضية على النساء. كما أكد على أهمية الوعي المؤسسي الذي يتجلى في التكامل بين المؤسسات الدينية والمجتمعية، مشيراً إلى أن دار الإفتاء المصرية تمد يدها إلى كافة المؤسسات الدينية والمجتمعية للعمل على بناء وتعزيز الوعي للمشاركة.
وفي ختام كلمته أوصى سماحة المفتي الدعاة ووجهاء الفتوى بأخذ الأمر على محمل الجد والمشاركة الفعالة في تكوين الوعي الوطني والديني وتكريس جهودهم لتقديم خطاب ديني رشيد يسهم في الحفاظ والازدهار. الأمة.
وشدد سماحته على ضرورة تعزيز الدراسات الأكاديمية التي توضح دور المرأة في نشر الوعي، مؤكدا أن الجامعات والأقسام العلمية تلعب دورا مهما في هذا المجال. ودعا إلى الاستفادة من تجربة الدولة المصرية في مجال التوعية، لافتا إلى أن تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع كان جزءا لا يتجزأ من هذه التجربة الناجحة.
وفي ختام كلمته، أعرب سماحة المفتي عن التزام دار الإفتاء المصرية بالتفاعل مع كافة المبادرات الدينية والوطنية التي ستخرج من هذا المؤتمر، وأكد التزام الدار بكل ما يصدر عنه من نتائج وتوصيات علمية واجتماعية لتفعيلها بما يسهم في تحقيق السلام. تعزيز الوعي الوطني والديني وتقديم خطاب ديني معتدل يساهم في الحفاظ على الوطن واستقراره.