«معلومات الوزراء»: مبادرة حياة كريمة متعددة بأركانها ومتكاملة في ملامحها
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عدداً جديداً من كتاب “رؤى على الطريق إلى التنمية”. وهي سلسلة غير دورية تتميز بالبحوث التطبيقية التي تساهم في تحقيق رسالة المركز في دعم متخذي القرار من خلال تكامل الجهود البحثية بين خبراء متخصصين وباحثين في محور كافة الجوانب السياسية والاجتماعية مما يثري جهود الدولة المصرية في مختلف الجوانب. كما تهدف إلى تحقيق استراتيجيات عمل متكاملة وبناءة من خلال آليات عمل مبتكرة يمكن تنفيذها من قبل مؤسسات الدولة المختلفة.
يعرض هذا العدد ورقة سياسات بعنوان “تقييم نظام الحماية الاجتماعية في مصر في ضوء أهداف التنمية المستدامة: مبادرة الرئيس من أجل حياة كريمة”، والتي تم إعدادها ضمن مبادرة المركز ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسيف) )، حيث تم إعداد الورقة من قبل مجموعة من الشباب المتدربين في مركز المعلومات ضمن مبادرة تمكين الشباب من حملة الشهادات الجامعية وتدريبهم في مجال السياسة العامة كالأبحاث، إعداد أوراق السياسات، الدراسات المستقبلية والمناظرات وغيرها من المهارات، انطلاقاً من إيمان اليونيسف والمركز بأهمية تحسين مشاركة الشباب في إنتاج ونشر المعرفة وتشكيل السياسات الاجتماعية.
وأوضحت أن المناطق الريفية المصرية تعاني من التهميش والإهمال منذ عقود طويلة، بسبب عوامل تراكمت على مر السنين وأثرت على هيكلها ومكوناتها ومستوى هذه الخدمات.
تؤكد مؤشرات التنمية في مصر عدم المساواة القائمة بين المناطق الحضرية والريفية، وخاصة في ريف الصعيد. وعلى هذا الأساس كانت المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” بمثابة نموذج لتحسين رأس المال البشري للفئات الأكثر ضعفاً في القرى المستهدفة، بالإضافة إلى تحسين المستوى المعيشي للفئات الأكثر ضعفاً، “وتحسين المياه والصرف الصحي”. “، فضلا عن تحسين خدمات التعليم – والصحة، ثم اتخذت المبادرة نهجا شاملا من خلال التركيز على كافة جوانب الحياة الكريمة وإدماجها في تدخلاتها الاجتماعية والاقتصادية من أجل تحقيق أربعة أهداف استراتيجية: “”بناء الإنسان”” وتحسين نوعية حياة المواطنين وتحسين “المستوى المعيشي للمواطنين الذين هم في أمس الحاجة إليه، وتوفير ظروف معيشية مناسبة وفرص عمل منتجة”.
وتم تقسيم وثيقة السياسة إلى عدة محاور رئيسية، حيث تناول المحور الأول المفاهيم المتعلقة بنظام الحماية الاجتماعية والمبادرة الرئاسية “حياة كريمة” والتي يمكن تعريفها بأنها إحدى أهم وأبرز المبادرات الرئاسية لتوحيد الجميع جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص بهدف تحسين البنية التحتية والمستوى المعيشي لقرى المبادرة من خلال تمكين حياة كريمة هناك، بالإضافة إلى تحقيق التنمية المستدامة للفئة الأكثر ضعفا وسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وأطرافها وكذلك الاستثمار في التنمية البشرية.
وكشف المحور الثاني من الورقة السياساتية عن نشأة وتطور المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”. ويمكن تضييق أهداف المبادرة إلى أربعة أهداف استراتيجية، وهي “التحسين” من وجهة نظر التنمية الشاملة للريف المصري. “تحسين الظروف المعيشية للقرويين من خلال توفير الحماية والرعاية الاجتماعية” و”تحسين مستوى خدمات البنية التحتية” و”تحسين جودة خدمات التنمية البشرية”. (التعليم والصحة والرياضة وخدمات الشباب والخدمات الثقافية)”، “الدفع بعجلة التنمية وزيادة فرص العمل المأجور واللائق من خلال تشجيع الاستثمارات وتقديم قروض منخفضة الفائدة للمشروعات الصغيرة والتوسعات”.
وفي هذا السياق، تتخذ مبادرة الحياة الكريمة نهجا شاملا من خلال التركيز على كافة جوانب الحياة الكريمة ودمجها في تدخلاتها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ويمكن رصد ذلك على النحو التالي:
التدخلات الاجتماعية والتنمية الإنسانية:
وتشمل بناء وتأهيل الإنسان، واستهداف الأسر والأطفال والنساء وأصحاب الهمم وكبار السن، ومبادرات التوعية، وتوزيع المواد الغذائية والسلال الغذائية المدعومة على الأسر الفقيرة، وزواج الأيتام، بما في ذلك تجهيز دور الزواج والمجموعة القابضة. حفلات الزفاف. وتنمية الطفل من خلال إنشاء رياض أطفال منزلية لتسهيل وقت الأمهات في الدور الإنتاجي وكسوة الأطفال.
التدخلات التعليمية:
ويشمل ذلك بناء المدارس ورياض الأطفال ورفع كفاءتها وتجهيزها وتوفير الكادر التعليمي وإقامة دورات محو الأمية.
مكالمات الخدمة:
ويشمل ذلك أيضًا تطوير البنية التحتية من خلال زيادة كفاءة المنازل وبناء الأسطح والمجمعات السكنية في القرى الأكثر احتياجًا، وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي والغاز والكهرباء في المنازل.
الإجراءات الطبية:
ويشمل ذلك تقديم العديد من الخدمات الصحية، مثل: مثل بناء المستشفيات والمراكز الصحية، وتوفير الأجهزة الطبية وتشغيلها بالكوادر الطبية، وتنظيم القوافل الطبية التي توفر أجهزة السمع والنظارات الطبية والكراسي المتحركة أو العكازات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
التدخلات الاقتصادية:
ويشمل ذلك أيضًا إنشاء المشروعات الصغيرة والتدريب والتوظيف من خلال المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وإنشاء المجمعات الصناعية والحرفية وخلق فرص العمل وتعزيز دور التعاونيات الإنتاجية في القرى.
التدخلات البيئية:
وتتضمن المبادرة مراعاة البعد البيئي لضمان استدامتها من خلال الاستثمار في المدارس والجامعات، والمناهج العلمية المتخصصة بالتعاون مع جامعات عالمية لتحقيق التنافسية في اعتماد المناهج والبرامج التعليمية المصرية، فضلاً عن فرص جمع النفايات والامتحانات. لإعادة تدويرها.
وبناء على ما سبق يمكن اعتبار مشروع الحياة الكريمة أكبر ركائز المشروع الوطني المصري لبناء الدولة الحديثة من حيث اتساعه وحجم إنفاقه وتأثيره المتوقع على حياة المصريين، حيث أن المبادرة متنوعة في أركانها ومتكاملة في خصائصها، تهدف إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات تغطي مختلف الجوانب الصحية والاجتماعية والحياتية.
وتناول المحور الثالث معايير تحديد قرى المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” ومراحل وخطوات تنفيذ عمل وإجراءات المبادرة، وكذلك التدخلات والقيادة للمرحلة الأولى من المبادرة خلال الفترة السنة المالية 2022/2023 على النحو التالي:
التدخلات الصحية:
وتم تنفيذ المبادرة بالقرى المستهدفة والبالغ عددها 382 وحدة صحية ومستشفى مركزي و317 وحدة إسعاف في إطار جهود الدولة لتطوير خدمات التنمية البشرية.
التدخلات الاجتماعية:
ونفذت المبادرة 305 مجمعات خدمات حكومية و787 مركز شباب و776 مكتب بريد و231 مركز شرطة و259 مشروع كهرباء وإنارة في القرى المستهدفة لتحسين جودة الخدمات للمواطنين.
التدخلات التعليمية:
كما أنشأت المبادرة 14.2 ألف فصل دراسي في القرى المستهدفة.
مكالمات الخدمة:
ونفذت المبادرة 9 محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي و739 مشروع صرف صحي و287 ألف توصيل منزلي في القرى المستهدفة. تم الانتهاء من 169 محطة لمياه الشرب و24000 توصيل منزلي وتوسعة وتعزيز شبكات بطول 7.5 ألف كيلومتر لتحسين توافرها، ومن المتوقع أن تصل إمدادات مياه الشرب إلى 100% من شبكة الألياف الضوئية لـ 187 قرية، كما تم تركيب 1028 برج لتعزيز شبكات الهاتف المحمول وتم تزويد الشبكات و173 قرية بالغاز الطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، تم رصف وتطوير 15 طريقًا رئيسيًا و20 طريقًا داخليًا، وتطوير 60 محطة سكة حديد و562 جسرًا للري، وإنشاء وتحديث 124 فرعًا للبنوك المحلية، وتوفير 563 جهاز صراف آلي و1132 منفذًا، وفتح 205000 حساب بنكي، و629 مشروعًا. تم الانتهاء من تأهيل وتمهيد الترع وإنشاء 286 مشروعًا زراعيًا لزيادة الإنتاجية الزراعية وتقديم قروض للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر من البنوك ومؤسسات التمويل المختلفة بقيمة 15 مليار روبية بعدد 647 ألف مستفيد.
واستعرض المحور الرابع آليات تحقيق أهداف التنمية المستدامة لمبادرة العيش الكريم وتقييم الأثر التنموي للمبادرة حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة (2019-2021) على مستوى القرى التي تم فيها تنفيذ المبادرة وأسفرت المبادرة وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن عدد من النتائج، أولها انخفاض معدل الفقر إلى نحو 14 نقطة مئوية والثاني تحسن مؤشر جودة الحياة (مستوى المعيشة) (توافر الخدمات الأساسية) بنحو 18 نقطة، والثالث تحسن في معدل التغطية بالخدمات الصحية بنحو 24 نقطة، والرابع تحسن في معدل التغطية بالخدمات التعليمية بنحو 12 نقطة، وأخيراً تحسن في معدل الصرف بنحو 46 نقطة مئوية.
وأظهر قياس الأثر التنموي للمبادرة (المرحلة الأولى: 52 مركزاً) في العام المالي (2021/2022) باستخدام “مؤشر جودة الحياة” أن معدل تحسن مؤشر جودة الحياة وصل إلى 6 نقاط خلال عام واحد فقط، بينما كان الوضع قبل المبادرة 26% بينما الوضع الحالي 32% ويتضمن مؤشر جودة الحياة 6 مؤشرات فرعية منها معدل التغطية بخدمات الصرف الصحي الذي تحسن بـ 4 نقاط، معدل التغطية بالخدمات الصحية المرافق (تحسين 5 نقاط)، معدل تغطية الخدمات التعليمية (تحسين 11 نقطة)، مستوى تغطية خدمات شبكة الغاز الطبيعي (تحسين 4 نقاط)، مستوى تغطية الخدمات الرياضية (تحسين 5 نقاط).
كشف التقرير النهائي لمتابعة الموقف القيادي للمشروع القومي للتنمية الريفية لمصر “حياة كريمة” في العام المالي 2022/2023، عن تنفيذ 12439 مشروعا وجار تنفيذ 22750 مشروعا بمتوسط تنفيذ بنسبة 85%، ونسبة صرف للخطط 57%.
وأشارت الورقة إلى أن الوضع الحالي لمؤشرات أهداف التنمية المستدامة في مصر بحلول عام 2022 يصل إلى نسبة توافر 56.8%، وفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كما تصل معدلات توافر المؤشرات وجاءت أهداف التنمية المستدامة حسب كل هدف بحلول عام 2022 على النحو التالي: القضاء على الفقر من خلال الوصول إلى 53.8%، يليه 71.4%، القضاء على الجوع، يليه 71.4%، الصحة الجيدة والرفاهية، يليها 58.3%، التعليم الجيد، تليها 78.6%، المساواة بين الجنسين، تليها 63.6%، المياه النظيفة والصرف الصحي، تليها 100%، الطاقة النظيفة والميسورة التكلفة، تليها 68.8%، العمل اللائق والنمو الاقتصادي، تليها 83.3%، الصناعة والابتكار والبنية التحتية، تليها 35.7% الحد من عدم المساواة، تليها 26.7%، المدن والمجتمعات المستدامة، تليها 23.1%، تليها 23.1%، تليها 75%، حماية المناخ، تليها 25%، السلام والعدالة والقوة تليها 58.3 % كان يبني شراكات لتحقيق الأهداف.
كما انتهى المقال بلمحة عن صور حية لنماذج مشاريع تنمية القرى في المرحلة الأولى في ضوء المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” والتي يمكن اعتبارها من أهم المبادرات في مجال الضمان الاجتماعي تطوير الرخاء الإنساني والبنية التحتية لتعزيز المناطق الريفية المصرية وتمهيد الطريق لتعزيز المزيد من الاستثمارات الاجتماعية والاقتصادية من خلال الفرص المتاحة للشراكات الدولية.