الخليج

وظيفة تثير الجدل

أثارت إعلانات بعض شركات التسويق عن وظيفة “أخ مشهور” برواتب تبدأ من 5000 ريال، ردود فعل واسعة من المتابعين. إنها من الوظائف الجديدة في (مواقع التواصل الاجتماعي)، ويمكن أن تجلب المال والشهرة. ويرى المعارضون أنها من الوظائف التي تجرد الإنسان من كرامته وتواضعه، وتعرضه للتنمر والسخرية والعزلة الاجتماعية.

وبحسب ظروف العمل التي اطلعت عليها بوابة البلد، فإن (الأخ المشهور) منفتح على النكتة، ويتحمل المقالب، وهو حر في التصوير طوال اليوم، ولديه فرصة السفر والتنقل مع (المشهور).

ويرى الأخصائي الاجتماعي والاستشاري عبدالله اليامي، عبر «بوابة البلد»، ضرورة منع مثل هذه الإعلانات وتسويقها. لأنه يندرج تحت الاستغلال غير الأخلاقي ويؤدي إلى عدم احترام الإنسان لذاته وحياته وعقليته عندما يتقبل أنه سيكون ضحية للتنمر والشتائم. يجب على الإنسان أن يحترم نفسه ويكون إيجابيا ومنتجا لمجتمعه.

وأضاف اليامي: “نحن بحاجة إلى شباب واعي وطموح لبناء نفسه ومجتمعه، ومثل هذه الظاهرة أو “الهدية” لها آثار سلبية وسيئة على أطفالنا ومجتمعنا وثقافتنا لأنها تجعلهم أشخاصاً فارغين”. الهدف مادي فقط، على حساب الأخلاق والتواضع». وأشار اليامي إلى أن «المملكة مليئة بالفرص والوظائف والشركات والمشاريع، وتوجيه الشباب والشابات في هذا الاتجاه يجب ولا يجوز تعزيزه». وتسويق مثل هذه الإعلانات (أسماء المشاهير) وغيرها.

من جانبها، قالت المتخصصة في مجال التواصل الاجتماعي حنان عبد الهادي لـ”بوابة البلد”: “هذه “هدية” جديدة من العديد من مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة لدعم محتواها على مدار اليوم، وأعتقد أنها لهؤلاء لا بأس أن تأخذها”. الاستعانة بصانع محتوى أو كما يسميه البعض (أخ المشاهير) كشراكة لإنشاء محتوى، ولكن بعيدًا عن التنمر وإثارة المجتمع والسخرية من الناس.

وأضافت: “بعض المحتوى المعروض عبارة عن وجهات سفر لا معنى لها ووجبات مطاعم وإضاعة للوقت بلا هدف. سيؤدي هذا بالتأكيد إلى إنشاء محتوى فارغ لنا وإنشاء جيل من المراهقين الذين يتعرضون للتنمر والذين سيرون في هؤلاء المشاهير قدوة لأنفسهم ولنا.” شاهدهم يتابعونهم وينشئون حسابات (معجبين) للدفاع عنهم بشدة أو إدانتهم “احميهم”. تعليقات الفيضانات مع الثناء الكاذب.

وأضافت حنان عبد الهادي: ما نحتاجه في (السوشيال ميديا) اليوم ليس المحتوى الذي يملأ صفحات التواصل الاجتماعي فقط من أجل ملئها ونشر عبارات التنمر والسخرية وعكس واقع مزيف عن حياة ليس لها معنى. بل نحتاج إلى محتوى مستهدف يتم إنشاؤه بشكل احترافي ويعكس مدى ثقافة المجتمع وهويته، ولهذا فهو لا يحتاج إلى أخ مشهور أو إضافي بغض النظر عن اسمه، بل يحتاج إلى صانع محتوى حقيقي يملك الفكرة ويملكها. يعمل على تطويره أكثر.

وظيفة تخلق جيلا فارغا

قال المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والاجتماعية د. هاني الغامدي يدرك عبر «بوابة البلد» أنه عندما يتحول معنى وجودنا وبصمة إنجازاتنا إلى شيء لم يكن موجوداً من قبل، فإننا نواجه أفكاراً جديدة قد يطرحها البعض ويتقبلها، أو أنهم يمكن أن يكونوا فاسدين ويمكننا أن نجد من يدعمهم. واليوم نشهد موافقة بعض المجتمعين على ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي. وهي إضافة جديدة صدمت البعض واستغلها البعض الآخر وتحولت إلى صناعة لإنتاج ما هو مقبول قانونيا وفكريا وأخلاقيا وإنسانيا وتحويله إلى صناعة منتجاتها فاسدة.

ويشير المحلل النفسي الغامدي إلى أنه مع ذلك «هناك أشخاص يضعون أنفسهم في هذه الدائرة بهدف تحقيق الشهرة والشهرة، ولهذا السبب يأتي إلينا بعض المشاهير ليكتفوا بهذا الحضور، بشكل مستقل» عن تأثيراً” على أنفسهم وعلى التابعين لهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى