الضريبة الكربونية للاتحاد الأوروبى.. عبء جديد على صناعة الصلب المحلية
في 1 يناير 2026، ستبدأ دول الاتحاد الأوروبي في فرض ضريبة الكربون، والتي تتضمن فرض رسوم جمركية عالية على واردات المنتجات المصنعة باستخدام تكنولوجيا صديقة للبيئة، مثل: ب. الأفران العالية التي تستخدم الفحم، أي الأفران العالية الموجودة في أوروبا على نطاق أوسع. ومن المعروف أنه في المصانع التي تستخدم الأفران العالية ينتج كل طن من الصلب السائل 2.3 طن من الكربون، بينما في المصانع المتكاملة التي تستخدم تكنولوجيا الحديد المختزل ينتج كل طن من الصلب السائل 1.3 طن من الكربون.
الصناعة المصرية معرضة للخطر إذا لم تواكب التغيرات العالمية
لا شك أن فرض الاتحاد الأوروبي ضريبة الكربون يشكل تهديداً لصناعة الصلب المحلية، ويضيف إليها عبئاً جديداً من حيث التكلفة، بالإضافة إلى إلزام الشركات المصدرة بالامتثال للأنظمة البيئية الصارمة للاتحاد الأوروبي. اتحاد المصانع على مستوى مصر، لا يوجد سوى أربعة مصانع متكاملة في صناعة الصلب العالمية، على رأسها مجموعة حديد عز ومجموعة بشاي، إلا أن مجموعة المراكبي بمدينة 6 أكتوبر غير معنية بهذا الأمر طالما أنها تحقق أرباحًا في السوق المحلية، ولا تفكر حتى في التصدير. مستقبل صناعة الصلب يكمن في المقام الأول في المنتجات الخالية من الكربون.
الإمارات العربية المتحدة ومصر هما الأكثر استجابة للصلب الأخضر
أكدت المنظمة العالمية للصلب أن دول الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان هي الدول العربية الأكثر إنتاجاً للصلب، وذلك استجابة للتطورات العالمية في استخدام الصلب الأخضر والسلامة والبيئة. الود يضمن الاستدامة.
وكشفت المنظمة أن هناك شركات عربية كبرى تسعى جاهدة لتحقيق الاستدامة البيئية وتقطع خطوات كبيرة في إنتاج الصلب الأخضر، منها مجموعة عز في مصر وحديد الإمارات وشركة المملكة، بينما هناك شركات أخرى تتطور بوتيرة بطيئة للغاية، لا تتوافق مع توجهات الاتحاد الأوروبي والمتطلبات التنظيمية فيما يتعلق بالسلامة والاستدامة البيئية. وأوضحت المنظمة العالمية للصلب أن الشركات التي تحقق تقدماً بطيئاً في تحقيق الاستدامة البيئية تركز اهتمامها على زيادة المبيعات في السوق المحلية وزيادة الأرباح مع الحفاظ على قوة العمل الكثيفة لديها، متجاهلة أن الفولاذ الأخضر لا يصدر أي انبعاثات كربونية مستقبل الصلب العالمي وسوف تكون المنظمة الصناعة!
** مستقبل الصناعة… للصلب الخالي من الكربون
في قمة المناخ الأخيرة “COP 28” التي عقدت في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقعت شركات الغاز والنفط الكبرى، التي يشكل إنتاجها أكثر من 40% من حجم إنتاج النفط العالمي، ميثاقا للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون له أهمية كبيرة. التأثير المباشر على مستقبل البشرية، إذ يرتبط النفط ارتباطاً وثيقاً بصناعة الصلب. بدأت كبرى الشركات المنتجة للنفط مثل أرامكو، وأدنوك، وبي بي، وشل، وإكسون موبيل، وكونكو فيليبس وغيرها في تفعيل الميثاق الذي وقعته، ونظراً للارتباط الوثيق بين صناعة الصلب والمنتجات البترولية، كان لزاماً على صناعة الصلب تنفيذه المتطلبات المتعلقة بتقليل… انبعاثات الكربون في الصناعة يُعرف الفولاذ الذي يعتمد إنتاجه على الطاقة الخضراء، وخاصة الهيدروجين، بالفولاذ الأخضر، إلى جانب معادن أخرى مثل الألومنيوم والنحاس. وتستخدم عادة في صناعة المعدات والأدوات اللازمة لمشاريع الطاقة الخضراء.
وتؤكد معاهد البحوث في الصين والهند، أكبر دولتين منتجتين للصلب، أن الاعتماد المتزايد على الطاقة الخضراء سيؤدي إلى ارتفاع مستمر في أسعار الصلب في جميع أنحاء العالم، مدفوعا بالاضطرابات المستمرة المرتبطة بإمدادات الصلب العالمية.
وبررت مديرة مؤسسة التصنيف الائتماني الهندية إندا-را الارتفاع المستمر في أسعار الصلب، قائلة: «في الوقت الذي يستمر فيه النمو الاقتصادي العالمي في التباطؤ بسبب ضعف الطلب، هناك طلب قوي على الطاقة الخضراء، خاصة بالنسبة للسوق المحلية في الهند». حسبما ذكرت صحيفة إيكونوميك تايمز.
وتتوقع الشركة أن تتحسن ربحية قطاع الصلب في عام 2025 بسبب ارتفاع أسعار الصلب وجهود الشركات المصنعة لترشيد وخفض التكاليف، وهو ما من المتوقع أن يؤدي إلى هوامش ربح أفضل.
ومع ذلك، حذرت المجموعة من خطر تراجع هوامش الربح للشركات في قطاع الصلب في المستقبل القريب بسبب مشاكل العرض والتغيرات في سلاسل التوريد.
وأشارت مجموعة صناعة الصلب البريطانية أيضًا إلى أن شركات صناعة الصلب في المملكة المتحدة كانت تدفع أسعارًا للكهرباء اللازمة للإنتاج تبلغ ضعف تكلفة نظيراتها في فرنسا وإسبانيا في الربيع الماضي، وأن هذا يزيد من فرص التحول إلى منتجات أكثر خضرة. تقنيات الصلب تتآكل في البلاد.
ملخص: باختصار، مستقبل صناعة الصلب المحلية والعربية يعتمد على التطوير والتحديث المرتبط بشكل كامل بصناعة الصلب منخفض الكربون، أو ما يسمى بالصلب الأخضر!