العالم

مقتل حسن نصر الله.. 32 سنة زعامة حرر فيها جنوب لبنان ورحل قبل تنفيذ وعده

انتهت مسيرة حسن نصر الله رسميا يوم السبت 28 سبتمبر 2024، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي نجاحه في القضاء على الأمين العام لحزب الله في أحدث غارة مساء الجمعة.

قال الزعيم اللبناني المثير للجدل “كلمته الأخيرة” قبل أيام قليلة عندما أدى هجوم إسرائيلي إلى إصابة الآلاف وقتل العشرات من أعضاء حزب الله عندما انفجرت معدات الاتصالات.

وردا على الهجمات على أجهزة الاتصال بيجر، توعد نصر الله بمعاقبته من قبل إسرائيل في خطاب ألقاه في 19 أيلول/سبتمبر.

قال: هذا تقرير سيأتي وطبيعته وحجمه وكيف وأين؟ بالتأكيد سنحتفظ بهذا لأنفسنا وفي دوائرنا الأقرب، بما في ذلك أنفسنا”.

ولم يكن نصر الله يعلم أن هذا التهديد هو آخر تهديد له قبل وفاته.

البداية

أصبح نصر الله أمينا عاما لحزب الله في عام 1992، عندما كان عمره 35 عاما فقط، وأصبح رمزا معروفا للجماعة، التي كانت ذات يوم “كيانا غامضا” شكله الحرس الثوري الإيراني في عام 1982 لمحاربة إسرائيل.

وقتلت إسرائيل سلفه عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وكان نصر الله زعيم الجماعة عندما نجح مقاتلوها أخيرا في طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000.

“النصر الإلهي”

وكان للصراع مع إسرائيل تأثير قوي على قيادته. وأعلن ما أسماه “النصر الإلهي” عام 2006 بعد أن خاض حزب الله حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل، واكتسب شعبية مؤقتة في العالم العربي في ذلك الوقت.

لكنه سرعان ما أصبح شخصية مثيرة للانقسام في لبنان والعالم العربي مع توسع منطقة عمليات حزب الله في سوريا وخارجها، واتضح دور إيران في استخدام حزب الله لتحقيق أهداف طهران التوسعية في المنطقة.

وبينما صور نصر الله تورط الجماعة في سوريا على أنها حملة ضد الجهاديين، اتهم المنتقدون الجماعة بأنها أصبحت جزءًا من صراع طائفي إقليمي.

وفي الداخل، قال منتقدو نصر الله إن مغامرات حزب الله الإقليمية كلفت لبنان غالياً ودفعت العديد من الدول إلى تجنب البلاد، وهو العامل الذي ساهم في انهياره المالي في عام 2019.

وفي السنوات التي أعقبت حرب عام 2006، سار نصر الله على حبل مشدود فيما يتعلق بالدخول في صراع جديد مع إسرائيل، حيث قام بتخزين الصواريخ الإيرانية لخلق “توازن رعب” رادع في معركة بين التهديد والتهديد المضاد.

وكانت حرب غزة، التي اندلعت بسبب هجوم شنه مقاتلو حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قد أشعلت أسوأ صراع بين حزب الله وإسرائيل منذ عام 2006، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف الجماعة في صفوفها، بما في ذلك كبار قادتها.

وبعد سنوات من المواجهات مع الأطراف الأخرى، أعاد حزب الله التركيز على صراعه مع إسرائيل.

وقال نصر الله في خطابه في الأول من آب/أغسطس: “إننا ندفع ثمن دعمنا لجبهة غزة والشعب الفلسطيني، واحتضاننا للقضية الفلسطينية وحماية المقدسات”.

تربية سيئة

نشأ نصر الله في حي الكرنتينا الفقير في بيروت. تنحدر عائلته من البازورية، وهي قرية ذات أغلبية شيعية في جنوب لبنان والتي أصبحت الآن المعقل السياسي لحزب الله.

ينتمي نصر الله إلى جيل من الشباب اللبناني الذين تشكلت مواقفهم السياسية بعد ثورة 1979 في إيران.

وقد قُتل ابنه الصغير هادي في معركة عام 1997، وهي خسارة أعطته مكانة بارزة بين القاعدة الشيعية في لبنان.

التهديدات المتكررة

يتمتع نصر الله بسجل حافل في إصدار التهديدات للأعداء الأقوياء.

ومع تصاعد التوترات الإقليمية بعد اندلاع حرب غزة، وجه نصر الله تحذيرا غير مباشر للسفن الحربية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط، قائلا لها: “لقد أعددنا أيضا لأساطيلكم التي تهددوننا بها”.

وفي عام 2020، وعد نصر الله بأن الجنود الأمريكيين سيغادرون المنطقة في توابيت بعد اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق.

وفي عهد نصر الله، كانت هناك أيضاً اشتباكات داخل لبنان بين حزب الله ومعارضيه.

وفي عام 2008، اتهم نصر الله الحكومة اللبنانية بإعلان الحرب من خلال محاولة قطع شبكة الاتصالات الداخلية لجماعته. وتوعد نصر الله بـ”قطع اليد” التي تحاول تفكيكها.

وأدى ذلك إلى اندلاع مواجهات استمرت أربعة أيام بين حزب الله ومقاتلين سنة ودروز، وسيطرت الجماعة الشيعية على نصف العاصمة بيروت.

وحتى وفاته، نفى نصر الله بشكل قاطع أي تورط لحزب الله في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 بعد أن وجهت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة لائحة اتهام إلى أربعة من أعضاء الجماعة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى