العالم

غزة والتراشق مع اليمن وحزب الله يشعل المواجهة بين الشرق والغرب

تل أبيب تهدد العرب.. والحوثيون يهددون بالتوغل في عمق المستعمرات الصهيونية

لدي رسالة لأعداء إسرائيل: سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل وعلى كافة الجبهات. “أي جهة تعتدي علينا ستدفع ثمنا باهظا جدا لعدوانها”. بهذه الجملة هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول العربية ووصف الهجوم على ميناء الحديدة في اليمن بأنه تذكير للأعداء بأن هناك. لا يوجد مكان لا يمكن الوصول إليه. جاء ذلك بعد أن شنت الطائرات الإسرائيلية هجمات على غرب اليمن الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون رداً على هجوم على تل أبيب.وأضاف نتنياهو أن الغارة التي جرت على بعد حوالي 1800 كيلومتر من إسرائيل كانت بمثابة تذكير “للأعداء بأنه لا يوجد مكان لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه”.وقال: “ميناء الحديدة الذي هاجمناه لم يكن بريئا. الحوثيون جزء لا يتجزأ من محور الشر الإيراني، والهجوم يذكر الأعداء بأنه لا يوجد مكان لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه”. وتابع: “سنفعل”. وأضاف أن الميناء الذي قصفته الطائرات الحربية الإسرائيلية في اليمن يتم استخدامها لإدخال أسلحة إيرانية”.ووصف رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أمير أوحانا الهجوم بأنه “رسالة إلى الشرق الأوسط برمته”، وقال أوحانا في منشور باللغة العربية على حسابه على “X”: “هذه رسالة إلى الجميع في الشرق الأوسط تضمنت صورة”. من الحرائق التي خلفها الهجوم على الحديدة، وجماعة الحوثي توعدت بإعلان تل أبيب منطقة غير آمنة بـ”رد مبهر” على الهجوم الإسرائيليوكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل تواجه تحديا تقنيا: تعزيز دفاعاتها ضد الطائرات بدون طيار التي تحلق ببطء.وأوضحت أنه خلال الأشهر التسعة الماضية، أثبت نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي تم تطويره جزئيا بالتعاون مع الولايات المتحدة، قدرته النسبية على ردع آلاف صواريخ العدو، سواء كانت صواريخ باليستية من إيران أو تلك التي أطلقت من غزة. .وأضافت أن النظام واجه مرارا وتكرارا صعوبة في تحديد وتتبع وتدمير الطائرات بدون طيار، وخاصة تلك التي يطلقها حزب الله من لبنان. وكانت اللقطات التي بثها حزب الله في يونيو/حزيران مثالاً واضحاً بشكل خاص على ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية.وأظهرت اللقطات، التي التقطتها طائرة بدون طيار تمكنت من الإفلات من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، منشآت حساسة في مدينة حيفا.وكشف جنرال إسرائيلي سابق أن الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وبسرعات منخفضة يصعب مهاجمتها، مضيفا: “لا يمكننا إغلاق جميع الحدود بإحكام، فالطائرات بدون طيار يمكنها التسلل عبر الدفاعات بين الحين والآخر”. وهذه هي النتيجة.وسلط هجوم الحوثيين الضوء على ضعف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي ضد الطائرات بدون طيار، التي تطير بشكل أبطأ، وتطير على ارتفاعات منخفضة وتنبعث منها حرارة أقل من الصواريخ والقذائف عالية السرعة.وبحسب خبراء عسكريين، فإن هذه العوامل تجعل من الصعب تعقب الطائرات بدون طيار بالرادار واعتراضها بصواريخ أرض جو.على عكس حرب الإبادة الجماعية في غزة، تستعد إسرائيل لحرب أخرى محتملة مع حزب الله في شمال فلسطين المحتلة في جنوب لبنان، وتجري تل أبيب استعداداتها فوق وتحت الأرض، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال. ومن المتوقع أن تطال هجمات حزب الله المدن والبلدات القريبة من شمال فلسطين المحتلة.وتجرى استعدادات على قدم وساق لتجهيز مبنى تحت الأرض فى مجمع رمبام للرعاية الصحية، بما يشمل أربع غرف عمليات وجناح للولادة ومركزا لغسيل الكلى، وضعت كلها فى طوابق المواقف التى كانت مخصصة للسيارات، فيما يتدرب الأطباء على إخلاء التواجد فى أروقة المجمع الطبى والانتقال إلى المواقف المجهزة أسرع ما يمكن.ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد ناجي ملاعب أن “الوضع الداخلي في إسرائيل يجعل من الصعب على حكومة نتنياهو اتخاذ قرار غزو لبنان برا”، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع بشكل أساسي إلى عدة عوامل وقد تسربت من الجيش الإسرائيلي معلومات عن نقص الدبابات وما هي الاستعدادات التي قام بها حزب الله لمثل هذا السيناريو.ويشير ملاعب في تصريحات صحفية إلى أنه “في عام 2006، تمكن حزب الله من تدمير 72 دبابة ميركافا 3 في يوم واحد في وادي الحجير، والآن لدى الحزب صواريخ كورنيت ودايموند متطورة فعالة ضد المركبات”.وأكد أن الوضع في لبنان يختلف تماما عن غزة، حيث تستطيع قوات الاحتلال أن تدخل أي شارع ومكان في غزة، أما في لبنان فالتحضيرات أكثر اتساعا والجبهة مفتوحة ولا تقتصر على حزب الله.ويمتلك الحزب ترسانة ضخمة من الأسلحة، لا يُعرف حجمها، لكنها تطورت وتوسعت في السنوات الأخيرة. وأعلن عدة مرات أنه أصبح لديه الآن عدد من الأسلحة والصواريخ المتطورة القادرة على التوغل في عمق إسرائيلوتتصاعد التوترات بين حزب الله وتل أبيب يوما بعد يوم، مما يؤجج المخاوف من نشوب حرب شاملة محتملة بين الطرفين، والتي يمكن أن تشمل غزوا بريا إسرائيليا لجنوب لبنان وإطلاق صواريخ تدمر البنية التحتية في شمال إسرائيل، بشكل خطير. العواقب على المنطقة بأكملها.وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حذر أبيب في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى عاشوراء من أنه لن يعاني من نقص الدبابات إذا جاءت إلى لبنان وجنوبه، لكنه لن يحصل عليها بعد.وإزاء تصاعد طبول الحرب، حذر وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة اللبنانية الانتقالية عبد الله بو حبيب، من عواقب كارثية لأي تصعيد إسرائيلي أو اجتياح للبنان، لافتا إلى أن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى توسيع مستوى الحرب على المستوى الإقليمي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى