الخليج

«حرب العصابات».. ورقة «حزب الله» الأخيرة

ويبدو أن (حزب الله) اضطر للعب ورقته الأخيرة في الحرب التي جر نفسه ولبنان إليها، وهي (ورقة الميدان)، وهو يدرك أنه لن يستعيد توازنه ولن يصحح الخلل. وهي مكشوفة له منذ زلزال 17 سبتمبر 2024، ومن المؤكد أن هذه البطاقة ستعيد له ثقة المحيطين به وحلفائه الذين بدأوا التفاوض معه تمهيداً للمرحلة المقبلة للجلوس على بعض المفاوضات. طاولة.

لقد بدأت كل الأنظار تتمحور حول هذا (المجال)، وتتزايد التساؤلات حول التعبئة العسكرية لهجمات محتملة بين العمليات الإسرائيلية، التي تهدف في البداية إلى اختراق دفاعات حزب الله وإضعافها، وبين عمليات (حرب العصابات) التي يختص بها الحزب والتي ويبدو أنها لم تتطور بسبب سنوات تورطها في حروب المنطقة. إضافة إلى ذلك، وبحسب بعض التقارير الاستخباراتية، فقد خسر نحو ثلاثة أرباع ترسانته العسكرية والبشرية.

وعلى نحو مماثل، تقول إسرائيل إنها لن تمنح حزب الله فرصة للتنفس والتعافي، وأنها لن تتراجع أو تتهاون في تحقيق هدفيها المعلنين: إبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وعودة السكان إلى الشمال. وهي تستعد لهذه المعركة وكأنها ستنتصر حتماً، بعد أن تمكنت خلال أسابيع قليلة من اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذي كان واضحاً حتى الآن أنه لن يكون هناك بديل له. والقضاء على قيادتها العسكرية العليا وجزء كبير من كوادرها وعناصرها الوسطى والدنيا. تدمير جزء كبير من ترسانتها العسكرية وطرد وتشتيت الطائفة الشيعية.

وما تبقى من حزب الله بدوره يستعد للمعركة النهائية، بحسب تصريحات نائب الأمين العام نعيم قاسم. وفي ظهوره الثالث على الشاشة، حاول توحيد العناصر الشيعية والبيئة الشيعية وجمع شملهم حول الحزب الذي يخوض معاركه بمفرده.

فالحرب الميدانية لم تبدأ بعد، والاحتباس الحراري هو العامل الأرضي الوحيد، والمفارقة أن إسرائيل تمكنت من خلق وضع إقليمي ودولي يدعمها في تحقيق أهدافها كاملة. وقد دفعهم ذلك إلى رفع الحد الأقصى وفرض المزيد من الشروط والمقترحات، مثل إنشاء منطقة عازلة خالية أيضًا من القوات الدولية (اليونيفيل)، ونزع سلاح حزب الله وقطع طرق إمداده عبر سوريا.

كما أن المنظور الإقليمي بدأ يبرز في بعض التصريحات حول مستقبل لبنان الجديد. المعادلة تقول أنه كلما ضعفت قوة حزب الله العسكرية، سيزداد دور القوى اللبنانية الأخرى، وهذا سيؤدي إلى تغيير جذري في قواعد اللعبة داخل لبنان وخارجه.

وفي هذا الصدد، نقل موقع (أكسيوس) عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن «البيت الأبيض يريد استغلال الهجوم الإسرائيلي الكبير على قيادة حزب الله وبنيته التحتية للضغط على انتخاب رئيس لبناني جديد في الأيام المقبلة، أي». الأولوية هي الأولوية على إمكانية وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

هذه الرؤية أو الأولوية نوقشت أيضاً في أروقة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومدير المخابرات الوطنية ويليام بيرنز، حتى انتهاء عمليات التصفية والتدمير الإسرائيلية؛ إن ما يحدث في لبنان يقابل إما بصمت دولي أو بتصريحات تحذر من توسع الحرب الإقليمية وضرورة حماية أرواح المدنيين والامتناع عن مهاجمة قوات اليونيفيل.

ما هو الدعم الذي تلقاه حزب الله والذي مكنه من التصعيد وإطلاق الصواريخ وزيادتها وتعميق وتوسيع الهجمات داخل إسرائيل؟ وهل يدرك أن ما قيل له مؤخراً بمواصلة القتال هو في إطار انشغال إسرائيل بلبنان وصرف انتباهها عن إيران؟

فهل أدرك نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم خطورة الإملاءات المذكورة بعد فوات الأوان؟ وقد عرض على الإسرائيليين في خطابه الأخير الذي بث على الشاشة في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عندما قال: «أنا أقول ذلك». على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، الحل هو وقف إطلاق النار، وبعد وقف إطلاق النار سيفعله المستوطنون يكون وفق العودة شمالاً بموجب الاتفاق غير المباشر ويتخذ الخطوات الأخرى! ويبدو أن الحرب طويلة ومدمرة، ومن المتوقع أن تشمل كافة النداءات والاتفاقات والتسويات. وستكون النهاية على أساس “الفائزين والخاسرين” حتى يتم الإعلان عن اسم الفائز بحسب تقلبات ومصالح الدول التي قد تحمل الكثير من المفاجآت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى