«العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»
«ليس من يسمع كمن يرى» وصف ينطبق على مشروع رقمنة الأصول العقارية في المملكة الذي تعمل عليه وزارة العدل، من خلال مشروع ضخم يمر بعدة مراحل إلكترونية لأرشفة العقارات الصكوك والوثائق التي يزيد عمر بعضها عن مائة عام، بالإضافة إلى الترميمات والتحضيرات. تم تعقيم بعض الأدوات البالية والممزقة ثم أرشفتها إلكترونيًا.
وألقت «بوابة البلد» نظرة على مشروع الرقمنة والمراحل وآليات العمل التي يتضمنها. وشاهدت الجولة خلية نحل تعمل بانسجام وتكامل، هادئة وبعيدة عن الضوضاء. ستجد في أيديهم أدوات بالية يتم تحويلها إلى أدوات عالية الجودة باستخدام المعدات الحديثة والمواد الكيميائية والأحبار الخاصة.
أقسام يعمل فيها الشباب والشابات السعوديين بكفاءة عالية وبأجهزة كمبيوتر دقيقة وبرامج حديثة وبسلام تام.
وخلال جولة بوابة البلد بالفيديو لأقسام المشروع، اطلعت على الوثائق القديمة، بما في ذلك صكوك المدينة المنورة، التي تم ترميمها وتحسينها. وفي القاعة المقابلة تتجمع بعض الفتيات الماهرات لتنفيذ إحدى العمليات أمام أجهزة الكمبيوتر والتحقق من المعلومات وإخضاع المستندات للتدقيق للتأكد من مطابقة بيانات المستندات المدخلة بالإضافة إلى تحويل القصاصات اليدوية إلى ملفات رقمية .
وأكد مدير رقمنة الأصول العقارية محمد الوابلي، أنه تمت أرشفة وتخزين 200 مليون مستند من سندات وسجلات وسجلات ومعاملات عقارية إلكترونيا. ورافقهم رئيس قسم رقمنة الأصول العقارية بوابة البلد وأطلعهم على مراحل المشروع، يرافقهم عدد من المهندسين والمختصين من مسؤولي الدائرة.
وقال في حديثه لـ«بوابة البلد»: مشروع التحول الرقمي العقاري مرتبط إلكترونياً بـ 250 جهة قضائية، من بينها محاكم وكتاب عدل. وأوضح أن مشروع رقمنة الأصول العقارية يتضمن إدخال البيانات وتسجيلها عبر الباركود في صناديق أمنية مصفحة تخضع للاشتراطات الأمنية. وتمر عملية الرقمنة بعدة مراحل، تبدأ بالفرز، ثم التنظيم، ثم الترقيم، يليه الاسترداد، ثم التعقيم، وأخيرًا مرحلة الحفظ، حيث تتم أرشفة ملايين الأدوات تلقائيًا. بالإضافة إلى ذلك، يتم استعادة الأدوات البالية والقديمة من خلال معالجتها تلقائيًا ويدويًا باستخدام المواد الكيميائية والمعدات الخاصة. بحيث يصل الجهاز إلى أفضل حالة جودة ويكون مناسبًا لتخزين معلوماته ونقلها ونشرها تلقائيًا.
المعلومات سرية
وشدد الوابلي على أهمية سرية المعلومات المتعلقة بالعقارات ومعلومات أصحاب الصكوك، موضحا أن المبنى مجهز بالكامل ويخضع لكافة المتطلبات الأمنية. وأوضح أن عملية رقمنة المستندات العقارية التي تم تصويرها وتخزينها إلكترونيا تمر بعدة مراحل متتابعة تتطلب مهارات متخصصة في قراءة وتحليل المستندات الجنائية. تبدأ المراحل بعملية الكشف وتظليل المجالات الأساسية لوثائق الواقع العقارية، يليها مراجعة دقيقة للبيانات المفصح عنها والحقول المظللة، ومن ثم يتم إدخال البيانات. ومن خلال تطبيق “رقمان” يتم اعتماد البيانات المدخلة بشكل نهائي. وكشف الوابلي أن مبادرة رقمنة الأصول العقارية تعتمد على استخراج المعلومات والبيانات العقارية الأساسية باستخدام أداة الرسم على أجهزة الكمبيوتر، بحيث تصبح المعلومات مقتطفاً (حقلاً) ثم يتم إدخالها عبر تطبيق «رقمان» تصبح مستندات رقمية وفق نظام إلكتروني آمن بهدف تحقيق أمن المعلومات وتسهيل إجراءات العمل وسرعة الوصول إلى البيانات اللازمة من الجهات ذات العلاقة وزيادة كفاءة العمليات.
استخدم أداة الرسم
وعن مراحل عملية إدخال البيانات أوضح الوابلي أن البداية هي مرحلة الفهرسة، حيث يقوم الكاشف باستخراج المعلومات والبيانات الأساسية من خلال كوادر بشرية باستخدام أداة الرسم على أجهزة الكمبيوتر، بحيث تكون المعلومات على شكل مقتطف، تليها المرحلة الثانية، مرحلة التحقق، والتي يتم فيها التحقق من المعلومات المستخرجة في المرحلة الأولى والتأكد من صحتها من خلال قبول المعلومات أو رفضها. وتلي ذلك المرحلة الثالثة “الرقمان”. تطبيق حيث يتم إدخال بيانات الموافقة يدويًا في التطبيق عبر الأجهزة المحمولة. وفي المرحلة الرابعة والأخيرة يتم عرض المراحل السابقة والتحقق من صحتها ومطابقتها.
وقال مدير مشروع رقمنة الثروات العقارية إن مميزات المبادرة هي أنها نظام إلكتروني متكامل لإدارة الأصول العقارية في المملكة وأنه آمن حيث أن جميع المستندات مشفرة عليها لتتم معالجتها آليا. وأنه يساعد على زيادة مستوى المعاملات العقارية (البيع، الشراء، الرهن العقاري، وغيرها). بالإضافة إلى السرعة والدقة العالية في تنفيذ إجراءات التوثيق العقاري، فإن رقمنة المستندات تساهم في جميع المحاكم وكتاب العدل في المملكة، وكذلك أرشفة كافة السجلات والقيود والمعاملات العقارية بمختلف أنواعها.
بطاقات بطول 12 مترا
وأوضح مدير العمليات لرقمنة الأصول العقارية أن العاملين في معمل الجودة هم المسؤولون عن فحص البيانات واعتمادها في شكلها النهائي بعد إخضاعها للاختبارات المخصصة قبل حفظها تلقائيا وأن جميع الأجهزة للقيام بذلك تتوفر أجهزة تتميز بدرجة عالية جدًا من الوضوح تصل إلى 300x. بالإضافة إلى أنه يوفر أجهزة للبطاقات بجميع أحجامها، بما في ذلك أجهزة المستندات والبطاقات الأطول من 12 مترًا. وأوضح الوابلي أن مرحلة ترميم الآلات ونقلها من حالة مهترئة إلى حالة يمكن مسحها فيها هي مرحلة مهمة تحتاج إلى معالجة فنية وتقنية متطورة وأعمال الترميم تتم على أيدي كوادر متخصصة تم مدربة على أحدث طرق الترميم والتعقيم. تم اكتشاف سندات ووثائق عقارية قديمة تم الحفاظ عليها بعد معالجتها.
المرأة السعودية في “الرقمنة”
وقالت رئيسة عملية رقمنة الأصول العقارية هالة بنت طالب لـ«بوابة البلد» إن مرحلة فهرسة المستندات العقارية وقراءة الصك وإدخالها في النظام هي من المراحل الأولية المهمة وتتولاها نساء سعوديات لديهن القدرة على المطلوب أن يكون قد أكمل التدريب وقام بعمل ممتاز في مجال رقمنة العقارات، تليها مرحلة المراجعة والتدقيق. يتم التحقق من البيانات المدخلة والتأكد من دقتها، ثم تأتي مرحلة إدخال البيانات وهي المرحلة الثالثة، والتي يتم فيها استخدام تطبيق “رقمان” وهو تطبيق متوفر على الأجهزة الذكية يقوم باستخراج مقتطفات وتحويلها من نسخ ورقية إلى نسخ إلكترونية .
وظائف للسعوديين والرجال
قال رئيس مشروع إدخال البيانات الأساسية للمستندات العقارية المهندس عبدالعزيز العيسى، إن المشروع مستمر في العمل على رقمنة وتخزين ملايين المستندات العقارية إلكترونياً، بهدف توفير وصول دقيق وسريع للمستندات العقارية الوكالات العقارية الحكومية والخاصة والأفراد. وأوضح أن المشروع متاح للشباب والشابات السعوديين من خلال العمل في أكثر من 15 مقرًا في مناطق مختلفة بالمملكة في أوقات مختلفة حسب متطلبات محددة، وأن التقديم على الوظيفة لكلا الجنسين يتم من خلال مشروع رقمنة العقارات موقع إلكتروني.