يديعوت أحرونوت: إسرائيل تخطط لحكم عسكري في غزة
وسط حرب التهجير والإبادة الجماعية المستمرة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن الحكومة الإسرائيلية تخطط بشكل جدي لفرض الحكم العسكري في غزة، مؤكدة أن الخطوة تعكس سياسة غير معلنة تهدف إلى تثبيت السيطرة الإسرائيلية بشكل دائم على قطاع غزة المتضرر من أجل إقامة سيطرة إسرائيلية دائمة على قطاع غزة. ومن ثم فقد تم الإعلان عن قرار سياسي بشأن المرحلة المقبلة.
وأكدت في عددها الصادر اليوم (الأربعاء)، أن الجيش الإسرائيلي على الأرض بدأ في تنفيذ استراتيجيات تتعلق بتأكيد سيطرته الدائمة على غزة، حيث تم توسيع حجم القوة تدريجياً من خلال إنشاء قواعد عسكرية جديدة في مواقع حساسة و توسيع شبكة الطرق الخاضعة لسيطرتها في مختلف أنحاء قطاع غزة، مما يساهم في خلق بيئة من السيطرة العسكرية الدائمة.
وكشفت الصحيفة أن المؤسسة العسكرية بدأت بالتنسيق مع شركات خارجية تعمل تحت إشراف إسرائيلي مباشر لتنسيق المساعدات الإنسانية في غزة، وهي خطوة لم يكن من الممكن تصورها قبل تلك النقطة، مما يوحي بأنها بصدد تنفيذ خطط لم تكن موجودة إلا على الورق في الماضي ، لكنها في مكانها الآن. لقد أصبح حقيقة ملموسة على الأرض.
وافترضت أن الانتقال إلى الحكم العسكري في غزة مرتبط بمشاكل سياسية داخل الحكومة، ولا سيما المواقف المتطرفة لأعضاء الحكومة اليمينيين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير، اللذين يروجان لسياسات متشددة تجاه الفلسطينيين بشكل عام. وتجاه الفلسطينيين خاصة قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه مع استبدال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت بإسرائيل كاتس وتغييرات أخرى في الحكومة، يبدو أن خطط الاستيطان في غزة تقترب من التنفيذ، وشددت على أن هذا التغيير ساعد في تعزيز تحركات إسرائيل لفرض القوة العسكرية وتسريع الحكم. على قطاع غزة، في وقت تعتبر فيه الأجندة السياسية لعدد من قادة المستوطنين الذين يرون في هذه الفترة فرصة تاريخية لإحداث تغيير جذري في الواقع على الأرض وتحقيق التسوية الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل قد تضطر إلى تحمل مسؤولية الإدارة المباشرة للقطاع، وهو ما يعني تلبية احتياجات السكان الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية والكهرباء والصرف الصحي، وهو ما قد يكون صعبا في ظل الوضع الحالي.
وأشارت إلى أنه في ظل غياب قرار سياسي حاسم بشأن المرحلة المقبلة في غزة، يواجه المسؤولون الإسرائيليون تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الأمور وفق القانون الدولي.
لكن بحسب الصحيفة، فإن الدفع الإسرائيلي نحو الحكم العسكري في غزة يخضع لضغوط داخلية من أطراف سياسية وإسرائيلية لا توافق على هذه الخطط، بما في ذلك دوائر في حزب الليكود وداخل الحكومة نفسها، كما أن هناك ضغوطًا خارجية وتخالف الدول العربية وبعض القوى الدولية هذا التوجه وتدعو إلى ضرورة إيجاد حل سياسي دائم وشامل لقضية غزة والفلسطينيين.
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحاول اغتنام فرصة ما بعد الحرب لتغيير الواقع على الأرض بشكل دائم. تحدثت تقارير إسرائيلية عن خطط مستقبلية لإنشاء “مناطق آمنة” داخل قطاع غزة لتوفير الحماية للفلسطينيين الذين يواجهون القصف والدمار، مما يشير إلى إمكانية التحرك نحو سياسة الفصل العسكري الدائم بين الفلسطينيين في غزة وإسرائيل.