وبعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلنت عدة دول تعاونها الكامل مع المحكمة، فيما دعت المجر نتنياهو لزيارة فيما اعتبر تحديا للقرار.
وأصدرت المحكمة، الخميس، مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت وزعيم الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. أعلنت الإذاعة الإسرائيلية، أمس (الخميس)، أنه لا يجوز لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق زيارة الدول الـ124 الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية. وقال إلياف ليبليش، أستاذ القانون الدولي في جامعة تل أبيب، إن المغزى المباشر للقرار هو أن الدول الـ 124 الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية، والتي تضم معظم حلفاء إسرائيل المقربين، ملزمة بالقانون وستقوم باعتقال نتنياهو. ووفقا لشبكة سي إن إن، فإنهم شجعان عندما يكونون على أراضيهم.
وأعلن رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس أن بلاده مستعدة لاعتقال نتنياهو إذا وافق على ذلك. وردا على سؤال عما إذا كانت أيرلندا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إلى أراضيها لأي سبب من الأسباب، قال لشبكة RTE الوطنية: نعم، بالتأكيد، نحن ندعم المحاكم الدولية ونلتزم بمذكرات الاعتقال التي تصدرها.
ونقلت وكالة الأنباء السلوفينية (STA) عن رئيس الوزراء روبرت جولوب قوله: إن سلوفينيا ستلتزم بالكامل بأوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وبينما أعلن متحدث باسم الحكومة أن برلين ستدرس تحركاتها بعناية، أكد أن “التفاصيل لن يتم الإعلان عنها إلا عندما يزور نتنياهو وغالانت ألمانيا”.
وأضاف أن ألمانيا من أكبر الداعمين للمحكمة الجنائية الدولية، وأشار إلى أنه “بسبب تاريخ ألمانيا، لدينا رابطة فريدة ومسؤولية كبيرة تجاه إسرائيل”.
وأكد وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو أن بلاده ستضطر إلى اعتقال نتنياهو إذا زارها. وقال إن المحكمة أخطأت، ولكننا سنضطر إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إذا زارنا.
وجدد الرئيس الأميركي جو بايدن موقف بلاده الداعم لإسرائيل في مواجهة ما أسماه “التهديدات لأمنها”. بينما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو التزام بلاده بكافة أنظمة وأحكام المحاكم الدولية. وبينما أعرب السيناتور الأمريكي المستقل عن تأييده لقرار المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنه قال في منشور على الموقع إنه أكثر همجية.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن لندن تحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية. واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية المحكمة الجنائية الدولية ضامنة للاستقرار الدولي وشددت على ضرورة ضمان عملها بشكل مستقل.
وفي المقابل، ألغى وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب زيارته لإسرائيل بعد صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية. ونقلت رويترز عن فيلدكامب قوله إن بلاده مستعدة لتنفيذ قرار المحكمة.
وقال مصدر حكومي في قبرص إن بلاده، التي تربطها علاقات وثيقة مع إسرائيل، تعتبر بشكل عام مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ملزمة.
ونقلت رويترز عن المصدر قوله إن القرار لا يزال قيد المراجعة وليس لدينا تعليق. ومن حيث المبدأ، فإن قرارات المحكمة الجنائية الدولية تُحترم وهي ملزمة.
وفي بكين، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية على سؤال حول مذكرات الاعتقال خلال مؤتمر صحفي: الصين تأمل أن تتخذ المحكمة الجنائية الدولية موقفا موضوعيا وعادلا وتمارس صلاحياتها وفقا للقانون.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أنه سيدعو نتنياهو لزيارة بلاده. وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: “ليس لدينا خيار سوى تحدي هذا القرار”. وفي وقت لاحق من اليوم سأدعو نتنياهو للحضور إلى المجر لأنني أستطيع أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير.
