المشاط:19% نسبة تمويلات الشركاء الدوليين لمشروعات الإدارة المستدامة للموارد المائية بمصر
خلال اجتماع وزراء التنمية ضمن فعاليات مجموعة العشرين بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، تحدث د. رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي كلمة مصر في الاجتماع الرئيسي لمجموعة العمل التنموي لمناقشة قضايا المياه كأحد ركائز تحقيق التنمية المستدامة حيث أن محور المياه أحد المحاور الثلاثة والتي تعمل من خلالها “مجموعة العمل التنموية” التابعة لمجموعة العشرين لأنها تركز بشكل خاص على الدفع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين جهود التنمية في البلدان النامية والناشئة.
ونوهت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في كلمتها بالتزام المجتمع الدولي منذ عام 2015 بتحقيق أجندة أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 لضمان مستقبل مستدام وعادل للجميع. وقد جاءت قمة أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر الماضي لتؤكد من جديد هذا الأمر. الالتزام وتسريع العمل لتحقيق هذه الأهداف في مواجهة الأزمات العالمية المتزايدة التي تحول دون تعزيز جهود التنمية.
وتابع وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي: “بينما يواجه العالم تغير المناخ والتدهور البيئي وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، أصبح ضمان الوصول المستدام إلى مياه الشرب الآمنة وبأسعار معقولة أكثر إلحاحا وتحديا. وأشار إلى أن الرئاسة البرازيلية وينبغي لمجموعة العشرين أن تعمل على تعزيز إمدادات مياه الشرب، مع التأكيد على أن الوصول إلى هذه الخدمات شرط أساسي للصحة والتغذية، من بين النتائج المهمة الأخرى للتنمية المستدامة.
واستعرضت المشاط المبادرة الدولية لدعم مشروعات التكيف مع تغير المناخ في قطاع المياه AWARe، والتي أطلقتها مصر خلال مؤتمر تغير المناخ والتي تهدف إلى مواجهة التحديات المتعلقة بالمياه والمناخ على المستوى العالمي، مع التركيز على التركيز التنموي على البلدان الأكثر تأثراً بتغير المناخ من خلال دعم جهود تنفيذ المشاريع على أرض الواقع، ويؤكد أهمية توفير التمويل لمشاريع التكيف في قطاع المياه، الذي يعد محوراً مهماً لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف البلدان.
كما أشارت إلى جهود وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في هذا الصدد، حيث تمثل مشاريع المياه في إطار الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة نحو 19% من التمويل التنموي الميسر من الشركاء الدوليين، كما أن العديد من المشاريع قيد التنفيذ الجاري تنفيذها في هذا الإطار . وتشمل هذه المشاريع مشروع تعزيز القدرات الوطنية لمواجهة تحديات الأمن المائي، ومشروع إنشاء شبكة صرف بحر البقر، بالإضافة إلى مشاريع تحلية المياه ومشاريع المياه والصرف الصحي بمحافظات الجمهورية.
دكتور. وأضافت رانيا المشاط أن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة “المياه النظيفة والصرف الصحي” له دلالات متعددة الأبعاد ويتداخل مع مختلف أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف الثالث وهو ما يتعلق بالصحة والرفاهية كهدف أول وهو حول القضاء على الفقر، بالإضافة إلى الهدف العاشر الخاص بالحد من عدم المساواة.
وسلطت المشاط الضوء على التحديات التي تواجه التمويل المرن والمستدام لأنظمة المياه وشددت على ضرورة تعبئة الموارد المالية المختلفة لتخطيط المياه وأنظمة وبرامج البنية التحتية.
وشددت على أهمية المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المقرر عقده في إسبانيا عام 2025، لمعالجة التحديات المالية المرتبطة بالتنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف السادس، تنفيذ خطة 2030، مبينة أن هذه التحديات كبيرة ويؤثر ذلك على البلدان النامية، مما يؤثر على قدرتها على القيام بالاستثمارات اللازمة في التنمية المستدامة.
وأضافت المشاط أنه على الرغم من التطورات العديدة، إلا أن نسبة كبيرة من المواطنين في العالم ما زالوا لا يحصلون على خدمات المياه، الأمر الذي يتطلب المزيد من الاستثمار في خدمات المياه في قطاعي الصحة والتعليم، وكذلك الوظائف، وشدد على ضرورة تعزيز المشاركة الشاملة للمجتمع، حيث يعد تحسين هذه الخدمات في إطار سياسات التعاون المحلي والدولي أمراً بالغ الأهمية لتسريع العمل نحو الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة.
من جهة أخرى، ناقش الاجتماع آليات تسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال آليات مبتكرة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن الاهتمام بالاستثمار في رأس المال البشري، مع التركيز بشكل خاص على قطاعي الصحة والتعليم.
ومن الجدير بالذكر أن مجموعة العشرين تمثل المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي، وباعتبارها هيئة تنسيقية، تلعب دورًا مهمًا في تشكيل وتعزيز الهيكل والإدارة العالمية لجميع القضايا الاقتصادية الدولية الرئيسية. تعمل سياسة التنمية لمجموعة العشرين ضمن إطار مجموعة العشرين في إطار جهود المجموعة لتحقيق هذا الدعم وتسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بما يعزز النمو الاقتصادي ويحمي البيئة ويعزز الاندماج الاجتماعي، وبالتالي ضمان تحقيق الأهداف الدولية وعدم ترك أحد متخلفة في التنمية.