«وثيقة كجوك» لسياسات ضريبية جاذبة للاستثمار
تغيير في القانون ومواصلة تطوير النظام “لا إصلاحات من أجل الطلقة”
ويمثل ملف القطاع الضريبي أولوية قصوى لوزير المالية أحمد كجوك في إطار دوره القيادي الجديد في السياسة المالية والضريبية بهدف تحقيق الاستقرار الضريبي وزيادة التدفقات الاستثمارية وتطوير معدلات النمو الاقتصادي.
وقدم وزير المالية رؤية شاملة ترتكز على سبعة محاور رئيسية تعكس وعياً شاملاً بالوضع الضريبي على المستوى المحلي والعربي والدولي، بهدف زيادة الإيرادات الضريبية وخلق مناخ جاذب للاستثمارات. المحاور السبعة تمثل “الكوجوك”. “وثيقة” تضع خطة استراتيجية تضع السياسات الضريبية ذات الأثر الإيجابي على معدلات الاستثمار.
ويسعى وزير المالية إلى تحقيق الاستقرار المالي بما يؤدي إلى زيادة التدفقات الاستثمارية وبالتالي زيادة النمو الاقتصادي. وهذا يعني بوضوح عدم وجود نية لتغيير المعدلات الضريبية الحالية خلال الفترة المقبلة، حتى في مشاريع التشريعات التي تضع أسس سياسة ضريبية أكثر وضوحا وواقعية ومرونة. وهذا يدل على تغير جوهري في قانون ضريبة الدخل غير المرن، وقانون الضرائب لا ينسجم مع الواقع بعد مرور 20 عاما على صدوره.
المحور الثالث: أن يكون المكلف شريكاً حقيقياً للمصلحة الضريبية، مما يعني أن العلاقة بين أطراف النظام الضريبي متوازنة، دون تداخل طرف مع آخر. ويشير المحور الرابع إلى تحقيق نقلة كبيرة في جودة تحسين العلاقات بين المصلحة الضريبية وقطاع الأعمال وتحسين التواصل الفعال بين المصالح الضريبية، مما يساعد على المعالجة المباشرة للتحديات التي يواجهها نظام المجتمع الضريبي، من أجل زيادة إيرادات خزانة الدولة وتحقيق العدالة الضريبية وتسهيل الإجراءات وتوفير الوقت والجهد على مصلحة الضرائب والممول. ويقترح المحور السادس خلق مناخ تنافسي جيد للاستثمارات يقوم على… الضريبة التصاعدية ويعني ذلك تغييراً في التفكير الاستراتيجي من الاهتمام بالحصول على أكبر الإيرادات الضريبية إلى التركيز على خلق المناخ الأفضل لتشجيع الاستثمارات. المحور الأخير هو التزام وزير المالية بتعزيز المنافسة الإقليمية ومواكبة التطورات الدولية في النظام الضريبي، وهو ما يعكس رؤية واضحة لوزير المالية حول ضرورة خلق حوافز وتسهيلات للعربي في مواجهة المنافسة الشديدة مع دول الجوار. الدول وجذب المستثمرين الأجانب.
وأعلن في أولى تصريحات الوزير أحمد كجوك، أنه سيعمل على تطوير وثيقة استراتيجية السياسة الضريبية 2024/2030 والانتهاء منها في أسرع وقت ممكن من أجل طرحها على حوار اجتماعي حقيقي وإرساء أسسها سياسة ضريبية أكثر وضوحا وواقعية ومرونة وأكثر استهدافا لإرضاء المستثمرين في المرحلة المقبلة والعمل وفق مبدأ الممول كشريك أصيل في مصلحة المستثمرين وإحداث تغيير نوعي كبير في تحسين العلاقات بين مصلحة الضرائب ومجتمع الأعمال من خلال ترسيخ جسور الثقة وضمان حماية حقوقه ودعمه حتى ينمو ويتوسع ويصدر.
وكشف وزير المالية أن المرحلة المقبلة ستشهد انفتاحا أكبر على مجتمع الأعمال وتواصلا أكثر فعالية بين مصالح الإيرادات من أفراد وشركات، مؤكدا على مواصلة تطوير وميكنة النظام الضريبي والبناء على ما حققناه في المجال الإلكتروني للفاتورة. والإيصال الإلكتروني وغيرها.
وقال الوزير: «التطوير والإصلاح عملية مستمرة ودائمة.. ولا نقوم بالإصلاحات لأخذ لقطة أو صورة»، معلناً أن هناك حاجة إلى تغييرات تشريعية لمصلحة الممولين، وسنعمل معاً فوراً لخلق بيئة تنافسية جيدة للاستثمار تعتمد على نظام ضريبي متطور.
من جانبه، حدد المستشار الضريبي أشرف عبد الغني، رئيس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أربعة ملفات ضريبية عاجلة تنتظر أحمد كجوك وزير المالية الجديد، موضحا أن أول وأهم الملفات هو الالتزام بالقرار الرئاسي رقم 87. لعام 2024 بتشكيل المجلس الأعلى للضرائب، كما نص القرار على إنشاء أمانة عامة. ويتولى أحد الفنيين في وزارة المالية إعداد جدول أعمال المجلس وإجراء الدراسات والأبحاث حول القضايا المعروضة على المجلس.
دعا عبد الغني وزير المالية الجديد إلى سرعة تشكيل الأمانة الفنية للمجلس الأعلى للضرائب حتى يتمكن المجلس من القيام بمهامه في الرقابة على أداء الإدارة الضريبية وضمان أعلى مستوى من المصداقية والشفافية في العمل. تطبيق الإجراءات الضريبية ودراسة وإقرار وثيقة حقوق دافعي الضرائب ومناقشة القوانين والإجراءات الضريبية وضبط العلاقة بين المستثمرين والإدارة الضريبية مما يساعد على جذب الاستثمار وتعزيز العملية الإنتاجية وزيادة النمو الاقتصادي .
وأوضح رئيس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن القانون الثاني يركز على تنفيذ تعليمات رئيس مجلس الوزراء د. وكان مصطفى مدبولي أشار في مايو الماضي إلى تقديم وثيقة السياسة الضريبية للحوار الاجتماعي تنفيذا لولايات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال إن وثيقة السياسة الضريبية تمثل تغييرا ثقافيا غير مسبوق في البلاد: مصر ستصبح الأولى عربيا و الدولة الإفريقية التي ستصدر وثيقة السياسة الضريبية خلال الأعوام الستة المقبلة ستساهم في خلق بيئة استثمارية أكثر جاذبية وتمثل خارطة طريق للمستثمرين وشهادة ضمان للاقتصاد المصري.
وأضاف عبد الغني أن الملف الثالث يتعلق بمشروع قانون الضريبة على الدخل الذي أعلنته وزارة المالية في يناير الماضي والذي سيتم طرحه للحوار المجتمعي في فبراير القادم بهدف تخفيف العبء الضريبي على ذوي الدخل المنخفض والمتوسط. وأشار إلى أنه تم الإعلان حتى الآن عن أن مشروع القانون لا ينص على زيادة معدلات الضريبة ويهدف إلى تحديد الدخل الخاضع للضريبة بشكل أكثر وضوحا وتبسيطه وزيادة اليقين الضريبي، خاصة أن النسخة الحالية من القانون عمرها 20 عاما تقريبا. قديم، تم تغييره عدة مرات ولم يعد متوافقاً مع نظام التحكم الإلكتروني.
وقال أشرف عبد الغني، إن الملف الرابع يشير إلى المطالبة بإعادة العمل بقانون إلغاء الرسوم المتأخرة والضريبة الإضافية، وهو ما طالب به مجلس الشيوخ وجمعية رجال الأعمال وجمعية الصناعة والعديد من جمعيات الأعمال وجمعيات المستثمرين، وطالبت النقابات المهنية المتخصصة وأكدت على أن إعادة العمل بقانون إلغاء الرسوم المتأخرة والضرائب الإضافية سيساعد في جلب إيرادات كبيرة لخزينة الدولة، وإنهاء نسبة عالية من المنازعات الضريبية، واستقرار الوضع الضريبي للممولين، وتشجيع المستثمرين على الالتزام. إنشاء المزيد من المشاريع.
من جانبه أكد عادل البكري خبير الضرائب أننا نتوقع الكثير من أحمد كجوك وزير المالية الجديد نظرا لخبراته الدولية والمحلية المتراكمة. وقد عمل مع البنك الدولي وشغل منصب نائب الوزير للسياسة المالية منذ مارس/آذار 2016. وقد قاد بنجاح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي على مدى العامين الماضيين. وحضر معظم الاجتماعات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وكذلك اجتماعات مجلس الوزراء التي ترأسها د. مصطفى مدبولي، الذي يؤكد أن كشوك لديه صورة كاملة عن الوضع في وزارة المالية والاقتصاد الوطني.
وأضاف أنه من الأخبار الجيدة أيضًا أن يتم تعيين شريف الكيلاني نائبًا لوزير المالية، وهو يتمتع بأحد الكفاءات المعترف بها في مجال الضرائب. ولا شك أن وجوده إلى جانب أحمد كوشوك سيثري العمل الضريبي ويساعد في حل التحديات الضريبية وإعادة ترتيب الأولويات، مما سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني.