الخليج

«بودي جارد» مشاهير «السوشال ميديا»

وفي الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث وتتغير المعايير، تعالت أصوات المطالبين بضرورة تقنين ظاهرة ما يسمى (مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي) والحراس الشخصيين المحيطين بهم، قبل أن تتحول إلى مشهد خارج عن السيطرة، هذا لا يتعلق الأمر بالشهرة بحد ذاتها، بل بالظاهرة التي ترافق المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها ظل لا يفارقهم.. (الحارس الشخصي) أصبح جزءا أساسيا من الصورة العامة لتقارير المشاهير في البداية وفي جانب المعادلة نجد (المشاهير) إما أنه يرى خطراً يخشى كل طرف منه على سلامته، أو الذي يعاني من نقص التأثير الواقعي ويحاول تعويض النقص من خلال الانخراط مع الحراس الشخصيين لخلق هالة من التأثير المصطنع. أهمية ومكانة. بالنسبة له، هؤلاء الحراس مجرد إطار زخرفي للوحة ربما تفتقد محتواها الحقيقي.

هالة مصطنعة وهيبة

الطرف الثاني في المعادلة، الحارس الشخصي، اتخذ شكل الحماية وأصبح مخلصاً لمهمته بشكل دفعه إلى تجاوز الحدود. وبدأوا يتجولون في الأماكن العامة ويضايقون كل من حولهم، وكانوا منشغلين بشؤونهم الشخصية، كالاتصال بصديق أو الرد على رسالة عادية، وهذه ظاهرة تثير جدلاً واسعاً في المجتمع، وتتباين الآراء. حول الدوافع وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية والسلامة الشخصية.

ويقول الطبيب النفسي عمر الأسمر إن ظاهرة الحراسة الشخصية أصبحت واضحة في حياة المشاهير، وربما تعكس الشعور بالقلق أو الخوف من التهديدات المحتملة. قد يكون هذا الشعور مبررًا في بعض الحالات، لكنه في حالات أخرى قد يكون نتيجة الرغبة في تحسين الصورة الذاتية وإضفاء هالة من الهيبة المصطنعة.

ويضيف المتخصص بالأسمر: “قد يشعر بعض المشاهير بخطر على حياتهم، مما يدفعهم إلى الاستعانة بالحراس الشخصيين، وهذا القلق قد يكون له ما يبرره في بعض الأحيان، خاصة إذا تعرضوا للمضايقات أو التدافع”.

الغطرسة وعدم الثقة بالنفس

يقول الأخصائي الاجتماعي عبد الله البقعاوي: “في حالات أخرى، يمكن أن يكون الحراس الشخصيون وسيلة لتعزيز صورة أحد المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي ومنح أنفسهم هالة من الأهمية والهيبة، حتى في حالة عدم وجود تهديد حقيقي”.

تختلف ردود فعل المجتمع على ظاهرة الحراس الشخصيين: فالبعض يعتبرهم ضروريين لحماية المشاهير، والبعض الآخر يراهم علامة على الغطرسة وعدم الثقة بالنفس، خاصة عندما يكون الحراس أكثر من ضروريين ويبالغون في دورهم.

دكتور. ويعتبر خالد الوهابي الظاهرة مقيتة لأن «هناك رموزا يسيرون بلا حراس، وأشخاص ليس لهم تأثير غير خيالهم ولا يخطو خطوتين بلا حراس».

صاحب النظارات السوداء

ويرى البرجس أن موضوع الحراس الخاصين (الحراس الشخصيين) غريب وعجيب. يرافقونها في الأعراس والأفراح وكأن المشاركين فيها وحوش وقتلة. وعن خالد السليمان يقول: «إن الذين يقومون بأعمال الحماية بزيهم الداكن ونظاراتهم السوداء، بدأوا يتصورون أنهم جزء من فرق الحماية السرية، لذلك يمنحون أنفسهم الحق في معاملة الناس بقسوة وكأنهم. “لديك صلاحيات إنفاذ القانون.”

كشف مركز تصويت بوابة البلد بمنطقتي حائل والقصيم أن القيم الاجتماعية والثقافية تلعب دوراً مهماً في تشكيل اتجاهات الأفراد والمجتمعات تجاه مختلف الظواهر، بما في ذلك ظاهرة الحراسة الشخصية للمشاهير وفي المجتمع السعودي وتأثير هذه القيم ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح على مستوى القبول أو الرفض لهذه الظاهرة، حيث يقدر المجتمع السعودي التواضع والاعتدال في السلوك، ويرى أن المبالغة في إظهار الحماية الشخصية قد يعكس نوعاً من الغطرسة أو عدم الثقة بالنفس.

ويمكن اعتبار وجود عدد مفرط من الحراس الشخصيين بمثابة خروج عن القيم، مما يجعل المجتمع يرفضهم. يعتبر التواصل والتفاعل الطبيعي بين الأفراد جزءاً أساسياً من الثقافة السعودية، ووجود الحراس الشخصيين يمكن أن يعيق هذا التفاعل ويخلق حاجزاً بين المشاهير ومعجبيهم.

احترام قيم المجتمع

ويؤكد استطلاع بوابة البلد أن المجتمع يميل إلى رفض كل ما يعيق التفاعل الحر ويعزل المشاهير عن بيئتهم الاجتماعية.

وعلى الرغم من أهمية التواضع، إلا أن المجتمع السعودي يدرك أيضًا أهمية الخصوصية والأمن، وقبول الحراس الشخصيين يتطلب بقاءهم ضمن الحدود المعقولة وعدم المبالغة في ذلك، حتى تتوازن الحماية والإزعاج. يميل المجتمع إلى كره المبالغة في عروض الحراسة، وتعتبر تصرفات بعض الحراس الشخصيين مبالغ فيها. تشير الدراسات إلى أن المجتمع ينظر إلى هذه السلوكيات على أنها شكل من أشكال العرض غير الضروري. وفي الاستطلاع، يعتقد المشاركون أن المجتمع السعودي يفضل المشاهير لتحقيق التوازن بين الحاجة إلى الأمن والتفاعل الطبيعي مع الجمهور. للقيم الاجتماعية والثقافية في المجتمع تأثير كبير على مستوى قبول الحراس الشخصيين في المجتمع، متوقعاً التوازن بين الحاجة إلى الأمن والتفاعل الطبيعي، مما يعكس القيم التي تفضل البساطة والتواضع. ولتحقيق هذا التوازن، يجب على المشاهير اعتماد نهج متوازن يأخذ هذه القيم بعين الاعتبار ويحترم توقعات المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى