كلّ ما تودّ معرفته عن ملف الملاكِمة الجزائرية إيمان خليف
وجدت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف نفسها وسط جدل في المحافل السياسية بعد أن تغلبت على منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني في 46 ثانية بوزن 66 كيلوغراما، في دور الـ16 بأولمبياد باريس.
وباتت خليف (25 عاما) التي تشكك في «أنوثتها»، هدفا للمضايقات والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. وترى أن مشاركتها في الألعاب الأولمبية تتعارض مع القواعد الأخلاقية للرياضة.
وللمشكلة جوانب عديدة، أهمها نتناولها في هذا التقرير.
من هي إيمان خليف؟
وخليف هو سفير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وينحدر من عائلة بسيطة في قرية ريفية شمال غرب الجزائر.
وتأهلت اللاعبة إلى الدور ربع النهائي لأولمبياد طوكيو 2021، وهي الأولى التي شاركت فيها، قبل أن تخسر مباراتها.
وفي العام التالي في حران بالجزائر، فازت بالميدالية الذهبية في فئة الوزن الخفيف (أقل من 63 كجم) في ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
وبعد شهر فازت ببطولة أفريقيا للملاكمة للهواة في نفس الفئة. وكانت أيضًا أول امرأة جزائرية تصل إلى نهائي بطولة العالم للملاكمة، وهو إنجاز ستكرره في العام التالي.
ودخل خليفة أولمبياد باريس بسجل احترافي بلغ 9 انتصارات و5 خسائر، بخسارتين أمام الملاكمين الإيرلنديين كيلي هارينجتون في الدور ربع النهائي لأولمبياد 2021 وإيمي برودهيرست في بطولة العالم 2022.
وقالت برودهيرست، الملاكم الأخير الذي هزم خليف، إنها لا تعتقد أنه “فعل أي شيء للغش”، وفقًا لما ذكرته صحيفة أثليتيك .
ملف ايمان خليف
وأثار فوز اللاعبة الجزائرية على كاريني، بعد أن استسلمت بعد 46 ثانية بعد لكمة واحدة في الأنف، جدلا واسعا حول أهليتها للعب، رغم أنها ولدت امرأة وتعرف نفسها بأنها امرأة.
وقالت خليف بعد النزال إنها “كانت مستعدة بشكل جيد للغاية لأن الاستعدادات استغرقت ثماني سنوات”.
وأضافت: هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها في الأولمبياد بعد المركز الخامس في طوكيو. أحتاج إلى ميدالية أولمبية هنا في باريس”.
لكن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني أدانت “نفس المعركة” وتحدثت شخصيات مؤثرة مثل إيلون موسك وجي كيه رولينغ وريتشارد دوكينز.
ورغم هزيمتها، أعربت كاريني عن تعاطفها مع خليف، وقالت: “هذا الجدل كله يحزنني. أشعر أيضًا بالأسف تجاه منافستي عندما تقول اللجنة الأولمبية الدولية إنها تستطيع المنافسة.
واعتبرت كاريني انسحابها من النزال خطوة ناضجة لا بد من اتخاذها، لكنها تأسفت لأنها لم تصافح خليف بعد ذلك. وقالت: “لم تكن هذه نيتي”. وأضافت: “في الحقيقة أود أن أعتذر لها وللجميع”، وأضافت أنها “ستعانق” اللاعب الجزائري إذا رأتها مرة أخرى.
صور الخلفية لهذا الملف
واستبعد خليف من بطولة العالم للملاكمة المقررة في مارس/آذار 2023 في نيودلهي، إثر قرار الاتحاد الدولي للملاكمة بهذا الخصوص، بعد فشل اللاعبة في اختبارات اللياقة البدنية للمنافسة في فئة السيدات بسبب “ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون”.
الأمر نفسه ينطبق على التايوانية لين يو تينغ، التي تشارك أيضًا في الألعاب الأولمبية في باريس. وتشير إلى أن مسؤولاً تايوانياً أكد أنها مسجلة كأنثى في شهادة ميلادها.
وحقق لين 19 فوزا مقابل 5 خسائر، وحصل على ميدالية في بطولة العالم ثلاث مرات، كما أصبح بطلا لآسيا مرتين.
وتحدث الاتحاد الدولي للملاكمة عن الاستبعاد «على أساس اختبارين»، في إشارة إلى بطولة العالم 2023 وبطولة العالم 2022، والتي لم يتم استبعاد خليف منها.
وعندما خرجوا من بطولة العالم 2023، وصل خليفة إلى النهائي بينما فازت لين بالميدالية البرونزية.
وتأهل خليف إلى أولمبياد باريس بعد فوزه ببطولة تصفيات أفريقيا في سبتمبر الماضي، ولين بعد فوزه بلقب دورة الألعاب الآسيوية في أكتوبر.
وأوضح الاتحاد الدولي للملاكمة، في بيان صدر الخميس، أن خليف ولين “لم يخضعا لاختبار هرمون التستوستيرون”، بل “اختبار منفصل ومعترف به، وتبقى تفاصيله سرية”.
وأضاف أن الاختبار “أظهر بوضوح أن الرياضياتتين لم تستوفيا معايير الأهلية المطلوبة” وكان لهما “ميزة تنافسية على المنافسات الأخريات”.
في المقابل، اعتبرت اللجنة الأولمبية الدولية أن اللاعبين كانا “ضحية قرار مفاجئ وتعسفي من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة”.
وأشارت إلى أن رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة عمر كريمليف اتخذ هذا القرار “من تلقاء نفسه” قبل أن يوافق عليه مجلس الإدارة.
موقف اللجنة الأولمبية الدولية
ويدور خلاف بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة، الذي تم منع الأخير من المشاركة في المسابقات الأولمبية بسبب أعمال فساد ومشاكل أخرى.
وعانى الاتحاد الدولي للملاكمة من “فضائح تحكيمية متكررة” وخسر مكانته كمنظم لبطولات الملاكمة الأولمبية لصالح منظمة داخلية تابعة للجنة الأولمبية الدولية، بحسب موقع إذاعة مونت كارلو .
الخلاف بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة “مرير للغاية لدرجة أن الملاكمة نفسها، وهي واحدة من أقدم الرياضات في البرنامج الأولمبي، معرضة لخطر إسقاطها ما لم تجتمع معًا لتشكيل هيئة عالمية جديدة للتركيز على الألعاب الأولمبية”. للاستعداد للمباريات في لوس أنجلوس عام 2028، بحسب صحيفة أثليتيك.
وأصدرت اللجنة الأولمبية الدولية بيانا دفاعا عن خليفة، مساء الخميس، قالت فيه: “إن جميع الرياضيين المشاركين في بطولة الملاكمة في أولمبياد باريس ملتزمون بقواعد الأهلية والتسجيل للمسابقة، وكذلك جميع القواعد الطبية المعمول بها”. تم إنشاؤها من قبل وحدة الملاكمة لأولمبياد باريس 2024.
وأضاف: “كما هو الحال في مسابقات الملاكمة في الألعاب الأولمبية السابقة، سيتم تحديد جنس وأعمار الرياضيين بناء على جوازات سفرهم”.
وشدد المتحدث باسم اللجنة مارك آدامز على أن خليف ولين “امرأتان في رياضتهما”.
ونددت اللجنة الأولمبية الجزائرية بالتصريحات التي تناولت أنوثة خليف ووصفتها بـ”الأكاذيب” و”الاعتداءات غير الأخلاقية وتشويه سمعة رياضيتنا الموقرة” و”الدعاية التي لا أساس لها من الصحة من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية”.