وعود حكومية بانفراجة خلال 3 أشهر.. متى تنتهى أزمة نقص الدواء؟
وفي تصريح له منذ أكثر من شهر، قال د. أعلن علي الغمراوي، رئيس هيئة الأدوية المصرية، عن انفراجة في أزمة نقص الأدوية. وبعد مرور أكثر من شهر يجب أن نطرح سؤالا: لماذا لم يشعر المواطن المصري بأي تحسن أو انفراج في أزمة الدواء؟ بل على العكس، بعض الأدوية تختفي تدريجياً من الأسواق، ومنها المضادات الحيوية، وأدوية الضغط والسكر، وقطرات العين والأذن، وأدوية السرطان؟
“الأسبوع” طرحت هذا السؤال ووجهته إلى د. علي الغمراوي رئيس هيئة الأدوية المصرية التقى د. اجتمع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لبحث حل أزمة نقص الدواء، مشيراً إلى أن الدولة تهتم بمشكلة نقص الدواء وتعمل على حلها في أسرع وقت.
وأشار إلى أن أزمة النقص تتفاقم بسبب عدم وجود مخزون استراتيجي من المواد الأولية في المصانع، حيث ينبغي أن يكون المخزون الاستراتيجي من المواد الأولية كافيا لفترة من 4 إلى 6 أشهر ويجب ألا يتجاوز هذه الفترة بسبب السيولة.
وأوضح أن 85% من المواد الأولية للدواء يتم استيرادها من الهند والصين، وعلينا أن نستورد المواد الأولية مقابل 100 مليون دولار فقط شهرياً، ما أدى إلى نقص خطير في المخزون الاستراتيجي للمصنع، خاصة في ظل الظروف الصعبة أزمة العملة. وأدى ذلك إلى تفاقم أزمة المخدرات.
وأكد أن شراء المواد الأولية من الخارج يستغرق وقتا حيث يتم استيرادها بالعملة الصعبة وهناك أكثر من 4000 مادة أولية فعالة. كما تقوم الهند والصين بتزويد جميع الدول، وليس مصر فقط.
وأشار إلى أن اجتماعه مع رئيس الوزراء ناقش كيفية توفير الدولة للمواد الخام وما هي الإمكانيات المتاحة لإنتاجها في مصر.
وردا على تعامل الدولة مع أزمة نقص الدواء، ذكر أنه تم إزالة كافة المعوقات وأصبح الدواء متاحا تدريجيا بفضل الإجراءات الحكومية والقرارات العاجلة من جميع الأطراف في سوق الدواء، الذي بدأ شراء النقد الأجنبي له. استيراد المواد الأولية وإعادة النظر في تسعير بعض الأدوية المهمة. وبعد تحرير سعر الصرف، سيتم مراعاة الجانب الاجتماعي للمواطنين والاهتمام بإعادة معدلات الإنتاج إلى طاقتها الكاملة وضمان سعر عادل، وذلك بما يتماشى مع التزام الحكومة بالجانب الاقتصادي أبعاد صناعة الأدوية.
وأكد رئيس الهيئة أن أبرز المعوقات في الفترة الماضية كانت بسبب بعض الممارسات المتعلقة بالعرض والطلب في الأسواق، مثل محاولة البعض تخزين كميات تزيد عن الاحتياجات الفعلية من أجل خلق سوق موازية لـ الاتجار بالمخدرات حتى تنخفض – لخلق طلب متزايد وإعادة إمداده بسعر أعلى من أسعار الأدوية الرسمية. وتم السيطرة على هذه الممارسات إضافة إلى أزمة الحصول على النقد الأجنبي اللازم لاستيراد المواد الأولية، مما أثر تدريجيا على حجم المخزون الاستراتيجي لعدد من المواد الأولية مع ارتفاع معدلات الاستهلاك، فضلا عن تراجع مستوى الواردات. والإنتاج في الفترة السابقة لنسبة معينة تتم متابعة عدد من المستحضرات الخاصة بمجموعات علاجية محددة يتم إدارتها من قبل الهيئة، مما أثر على معدلات التوافر في الأسواق.
وأكد أنه وفقاً للرصد الآلي للخط الساخن الذي يتابع شكاوى المواطنين يومياً من نقص الأدوية، فقد تم رصد نقص في 81 صنفاً دوائياً من أصل 15 ألف صنف في 800 إلى 1000 مكالمة يومياً، لافتاً إلى أن هذه النقص أغلبها من البدائل. حيث يوجد أكثر من 12 مثال لكل صنف من الأدوية.
وأضاف: “وفقا للمراقبة، وجدنا أيضا نقصا في اثنتين من 16 مجموعة علاجية، وهي خاصة أدوية ضغط الدم والمضادات الحيوية”.
وعن تعامل الدولة مع هذا النقص أكد أنه تم توسيع نطاق توريد الأدوية البديلة حسب الموقع الجغرافي والأماكن التي يوجد بها النقص وتم رصد ذلك من خلال الخط الساخن للهيئة التي تتوجه إليها الصيدليات والمضادات الحيوية. موزعة على حوالي 38 ألف صيدلية بدلاً من 20 ألفاً.
وأضاف: “كما تم زيادة أحجام استيراد هذه الأدوية واختصار مدة الاستيراد من خلال تحويل طرق الشحن المختلفة إلى الشحن الجوي العاجل والتواصل المباشر مع موردي المواد الأولية الصيدلانية النشطة وغير النشطة، وذلك لزيادة الاستيراد وأشار إلى أن الهيئة قامت بتوفير كافة أدوية الأمراض المزمنة في جميع الصيدليات الخارجية وعدد من الصيدليات الكبيرة في مختلف المحافظات.
وأوضح أنه للتغلب على النقص في الأدوية لا بد من تغيير أسعار بعض الأدوية، وأعلن أنه سيتم تغيير أسعار حوالي 3000 دواء من أصل 15000.
ويؤكد أن هذه المستحضرات التي تم تغيير أسعارها، تعد من الاستعدادات الحيوية للمواطن المصري، مشيرًا إلى أن تغيير سعر الدواء يتم من خلال اتباع خطوات قليلة تراعي عدة معايير منها: العملة الصعبة، حجم الدواء. الإنتاج والنفقات وعلى الشركة التي تحتاج إلى تحويل سعر المنتج تقديم جميع الأوراق والمستندات.
ونذكركم أن أسعار الدواء صارمة ولا يسمح بأي تلاعب في السعر ويرتبط بالإغلاق. وبالفعل قمنا بإغلاق بعض المحلات التي تلاعبت بالأسعار.
وقال رئيس هيئة الأدوية المصرية، أثناء إعلانه عن حجم صادرات الأدوية في مصر: إن صادرات الأدوية العام الماضي بلغت 660 مليون دولار، بينما بلغت العام الحالي أكثر من 800 مليون دولار، بزيادة 150 إلى 200 يساوي “مليون دولار.”
وقال رئيس وكالة الأدوية إن عدد وحدات الأدوية المباعة هذا العام كان أقل بنسبة 4٪ عن العام الماضي.
وفي النهاية، وعد رئيس هيئة الأدوية المصرية بحل مشكلة النقص الدوائي بسبب مضاعفة الدولة المصرية فواتير استيراد المواد الخام خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.