اخبار مصر

القرض الأخضر الدوار.. سر تصالح البيئة مع الصناعة من أجل تنمية مستدامة

إذا كانت الصناعة خضراء فإنها تحقق تنمية مستدامة ويجب أن تكون لها آليات حددها المشاركون في مؤتمر الصناعة والبيئة من أجل التنمية الخضراء، حيث قال د. وأكدت ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، استمرار تنفيذ استراتيجيات الوزارة لدعم الصناعة المصرية من خلال التركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم الفني والمالي لتحقيق الاستدامة البيئية وتحسين الأداء البيئي والحد من التلوث. ويسلط الضوء على تقديم قروض ومنح يبلغ مجموعها 400 مليون يورو لدعم المشاريع البيئية، والرقم آخذ في الارتفاع. ويبلغ الدعم المقدم لمكتب الامتثال البيئي 150 مليون جنيه مصري، ليصل إجمالي الدعم إلى 270 مليون جنيه مصري.

وشدد فؤاد على أن إنشاء “نظام بيئي متكامل ومستدام” هو هدف رئيسي لرؤية مصر 2030.

وأكدت أن الصناعة تعتبر من أهم مكونات الاقتصاد المصري، حيث تساهم بأكثر من 15% من الناتج المحلي الإجمالي. وبما أن تركيز الدولة على التنمية الصناعية هو الأولوية القصوى، فإن مساهمتها سوف تتضاعف في المستقبل.

القرض الدوار

وكان القرض الدوار الكلمة المفتاحية حيث استعرض المهندس أحمد كمال (المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة) تاريخ التقدم البيئي في الصناعة والذي بدأ عام 2001 بالقرار رقم 64 بدعم القطاعات الصناعية وإقرار قانون البيئة منحة من الدنمارك لمصر. وفي عام 2005، تم إنشاء آلية قروض الالتزام البيئي المتجددة لتنفيذ المشاريع ذات الفوائد الاقتصادية والبيئية. تم البدء بالعمل في عام 2018 من خلال اتفاقية مدتها 20 عامًا يقدم بموجبها مكتب الامتثال البيئي قروضًا منخفضة الفائدة لتمويل المنشآت الصناعية الجديدة باستخدام التكنولوجيا الخضراء وتوفير الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة في المنشآت الصناعية، بقيمة 120 مليون جنيه مصري، و من خلال الاتفاقية اليوم، بعد موافقة وزارة البيئة، تبلغ قيمتها 270 مليون جنيه مصري.

ويضيف كمال أن القرض الدوار الذي يمنح للمصنعين بقيمة 3 ملايين جنيه مصري في بداية الاتفاقية تمت زيادته إلى 7 ملايين جنيه مصري للتسهيل منذ عام 2018 ويتم سداد القرض على أقساط سنوية من شهر واحد. إلى خمس سنوات منها سنة شهرة وتكاليف إدارية 3.5% سنويا.

وبحسب كمال فإن القرض الدوار تمكن من تمويل 480 مشروعا بقيمة 900 مليون جنيه بحجم استثمار مليار و170 مليون جنيه منذ بداية الاتفاق وحتى الآن. وتجري حالياً دراسة لتمويل 14 مشروعاً بتمويل قدره 98 مليون جنيه مصري وباستثمارات إجمالية تبلغ 127 مليون و400 ألف جنيه مصري.

واللافت في هذه المشاريع الصديقة للبيئة، بحسب كمال، أنها خلقت 8350 فرصة عمل جديدة، 32% منها للنساء، وزادت مستويات الإنتاج والتصدير وساعدت في تحسين بيئة العمل.

خطين متوازيين

(الصناعة والبيئة تتحركان على خطين متوازيين دون صراع وهو ما كنا نتمناه) جملة قالها محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية عن العلاقة المثلى بين الصناعة والنقل والتي تعتبر ويتطرق إلى أكبر ملوث بيئي ومناخي والتغييرات المتوقعة على قانون البيئة، والتي تتضمن أحكاما لحماية البيئة وتدوين إجراءات حماية البيئة وتصورها.

ونوه السويدي بأهمية دور المجتمع المدني في التوعية بضرورة البيئة الخضراء والتعريف بالقضايا البيئية المختلفة وتوعية المواطنين بأهمية الشركاء الفاعلين في حماية البيئة والحفاظ عليها. وشدد على دور البرلمان في مراقبة حالة الملف البيئي.

دكتور. واتفق شريف الجبالي (رئيس اللجنة التوجيهية لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعة) على أن التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع الصناعي تتعلق بدوره والتزاماته في التصدي لتغير المناخ والتحديات التي يواجهها أيضا المتعلقة بالتشريعات الإقليمية والدولية التي من شأنها أن تؤثر على استدامة صادراتها، مثل الصفقة الخضراء الأوروبية والتزاماتها، بالإضافة إلى ضريبة الكربون عبر الحدود (CBAM)، والتي تسلط الضوء على الحاجة إلى مواصلة التعاون وتعزيز الجهود من أجل ومساعدة القطاع على معالجة هذه العقبات والتحديات.

الاستثمارات

واستعرضت المهندسة هناء جمعة (مديرة برنامج مكافحة التلوث الصناعي بوزارة البيئة) الاستثمارات في مجال الاستدامة البيئية الصناعية، والتي أبرزت الدور الذي لعبه البرنامج في تحقيق الاستدامة البيئية للصناعات على مدار 28 عاماً، وقالت إن ويعمل البرنامج بمبلغ 300 مليون يورو، بإجمالي 550 مليون يورو. ومن خلال الاستثمارات، تمكن البرنامج من تقليل 65 ألف طن من المواد الصلبة العالقة و32 ألف طن من أكاسيد الكبريت، وإعادة تدوير 25 ألف طن من المذيبات، وخفض 700 ألف طن من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، وإعادة تدوير 13 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصناعي ومعالجة 100 مليون متر مكعب. طن وإزالة كيميائيا 1500 طن من الأكسجين المستهلك.

وأضاف جمعة أن البرنامج سيبدأ مرحلة العمل الجديدة 2025/2030 بهدف دعم الصناعة وتحسين الأداء وتقليل استهلاك الموارد وإزالة الكربون، حيث يتوفر مزيج من القروض والمنح بتمويل 210 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي ووكالة التنمية الفرنسية، ليصل إجمالي ميزانية البرنامج إلى 271 مليون يورو. وهذا يتيح استثمارًا إجماليًا في البيئة يصل إلى 500 مليون يورو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى