الخليج

«التفكير الناقد» صناعة فلاسفة بالتلقين

يعتبر قرار إدراج مادة (التفكير الناقد) في مناهج التعليم العام خطوة متقدمة ويصفها البعض بالقرار الجريء والقوي والأبرز لوزارة التربية والتعليم. لكن لا يمكن إغفال التحديات المرتبطة بهذا القرار، بما في ذلك المعلمين المتخصصين أو المؤهلين، وبما أنه لا توجد أقسام أو كليات تدرس الفلسفة في الجامعات، فإن الكوادر القادرة على تحقيق الأهداف لن تتوافر إلا إذا كانت لها نتائج حالية.

من خلال فتح “بوابة البلد” غرفة نقاش مع عدد من المعلمين، كشف بعضهم دون موافقتهم (ذكر أسمائهم) أنهم سيعتمدون على التلقين وقراءة المواضيع الواردة في الكتب، دون الإضافة على ذلك، لما هو مكتوب . خاصة وأن النجاح يعتمد على آلية (التقييم المستمر).

بينما يتحفظ المهنيون على فكرة (متفائلين) تدريس المادة دون استكمال عناصر التغذية الراجعة، بدءاً من إيمان المعلمين والمعلمات بأهمية وقيمة المقرر وانخراطهم مع أنفسهم في المقررات التأهيلية، أيضاً من خلال ما هو متاح على قنوات اليوتيوب لتحقيق أهداف المنهج؛ يقدم في تعزيز (التساؤل الإيجابي والفعال، والتشكيك في صحة الادعاءات المختلفة وعدم قبولها بظاهرها)، واتخاذ القرار المتوازن دون انفعالات، ومواجهة الأفكار والشائعات، وتنمية مواهب المناقشة والحوار، وفهم وجهات النظر من الآخرين بعيداً. من التعصب والخضوع العاطفي والتطرف في الآراء والأحكام.

المطيري : توفير المعلمين مشكلة أساسية

وقال رئيس الجمعية الفلسفية د. وأكد عبدالله المطيري بوابة البلد أنه اطلع على الكتاب المعتمد للتدريس هذا العام (التفكير الناقد) ووجده “ممتاز” من الناحية المعرفية ومقدمة جيدة للمنطق الصوري ومنطق الحياة “ذلك هو المنطق” والذي يشار إليه عادةً بالتفكير النقدي ويشير إلى الخطاب.” ويرى المطيري أن طرح هذه الدورة يمثل خطوة هادفة نحو الارتقاء بالتعليم وتحسين إعداد الطلاب. إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في إعداد المعلمين الذين سيتم تكليفهم بمسؤولية تدريس المقرر، موضحا أن هذه المشكلة لا تقتصر على المؤهل المعرفي في مجال المنطق، بل تتعلق بموقف المعلم تجاه نوعه. للمعرفة ويشير إلى أن شك المعلم في هذه المعرفة يشكل عائقاً في طريق اكتساب المعرفة، ناهيك عن نقلها إلى الآخرين، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم بصدد الخروج ببرنامج الاستثمار الأمثل من خلال التأهيل الديني، اللغة العربية – والمعلمون الآخرون سعداء بتدريس هذا. ويرى المقرر أن توفير الجامعات غير ممكن. وسيدفع المتخصصون في الفلسفة والمنطق إلى إعطاء المهمة لمن لديهم نصاب منخفض من المعلمين والمعلمات، بغض النظر عن مؤهلاتهم، ويهدف المطيري إلى فتح أقسام للفلسفة تساعد في تأهيل متخصصين يساهمون في مجال المنطق. والتفكير النقدي.

الراشد: خطوة جيدة وتحتاج إلى مراجعة وتقييم

اعتبر الباحث في الفلسفة المهندس حمد الراشد، إدخال مقرر التفكير الناقد في عدة مراحل تعليمية، خطوة جيدة نحو تصحيح وعي الطلاب والمجتمع، ويرى أن التدريس يعتمد على منهج دراسي متين ويكون علمياً وثقافياً. الأساليب المنطقية، مؤشر على صدق النية ومؤشرات التوجه الفكري للفلسفة، مع التأكيد على أن المعنى الأساسي للدورة هو الكوادر والكفاءات التي تقوم بتدريس المقرر وستقوم بتدريسه. وسأل نفسه: هل الشخص الذي سيعلم (التفكير النقدي) لديه حس نقدي وثقافة فلسفية؟ يجيب: تلك هي المشكلة في ضرورة تقييم الدورة وتطويرها كل عام بعد التجربة.

السحيمي: القرار لم يسلم من الإملاءات والوصايا

أعرب المؤلف التربوي محمد السحيمي عن قلقه من فشل مقرر التفكير الناقد في تحقيق أهدافه، موضحا أن مقدمة المقرر (التفكير الناقد للمستوى الثالث المتوسط)؛ وهو مليء بعبارات الوصايا والإملاءات، مثل (على عقيدتنا/ونريدك)، والذي يبدو وكأنه انقسام بين النظرية والتطبيق، وبعض العناوين تعتبر كليشيهات، منها: تسريع الحركة الاجتماعية في الاتجاه “ 21. قرن”. مهارات.”

ويرى السحيمي أن الواقع الميداني يؤكد أن غالبية طلاب المرحلة الإعدادية غير قادرين على القراءة والكتابة باللغة العربية التي تعتبر أم التفكير الناقد وفق الفلسفة الديكارتية والأفكار العملية الفينومينولوجية وحتى الوجودية هي مؤمنه وأجنحة أخرى على حد سواء!! لافتاً إلى أن الوزارة تدرك ضعف مستوى اللغة العربية لدى المعلمين والمشرفين، فإنها تكتفي بتعاميم تتخلى فيها، برأيها، عن مسؤوليتها التاريخية عن هذه المشكلة، وكأنها تغطي الشمس بالغربال، مثل قال!!

واعتبر السحيمي تقرير الكتاب ضروريا للغاية على مستوى المبدأ والفكرة. إلا أن الوزارة لم تدرس الواقع على أرض الواقع جيداً، ولم تهتم كثيراً بتوفير الشروط العملية لتحقيق أهداف الدورة، خاصة أنها أعطت التعليم للمعلمين المؤهلين، إذ لم يكن كل من أخذ دورة “الأساسيات”. “الفكر” أصبح مفكرًا.

ودعا السحيمي إلى تركيز الجهود على تحسين مستويات معرفة القراءة والكتابة. لأنه يحتوي على بذور التفكير النقدي الصحيح، ولأن علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة هي الفلسفة التي نحتاجها اليوم. لأنه نابع من ثقافتنا الإسلامية ويمثل هويتنا المستقبلية الطموحة ويعكس ذوقنا الرفيع الذي لا يأكل الملح مباشرة ولا يستغني عنه في كل وجبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى