اخبار مصر

رئيس الوزراء في قمة «منتدى التعاون الصيني الأفريقي»: أفريقيا تُوفر فُرصا واعدة للتجارة والاستثمار

اليوم د. ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة خلال الجلسة الثانية رفيعة المستوى بعنوان “التحول الصناعي والتحديث الزراعي والتنمية الخضراء” ضمن فعاليات قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في الفترة من 2019 إلى 2019. العاصمة الصينية بكين بحضور جمهور رفيع المستوى يضم الرئيس سيريل رامافوزا ورئيس دولة جنوب أفريقيا ووانغ هونينج رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وعدد من رؤساء الدول والحكومات. .

وبدأ رئيس الوزراء كلمته في مقر المركز الوطني للمؤتمرات بالعاصمة بكين بتوجيه الشكر لجمهورية الصين الشعبية الصديقة والرئيس شي جين بينغ على حفاوة الاستقبال والاستضافة الكريمة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي التاسع، وهنأ الشعب الصديق. جمهورية الصين بمناسبة العيد الوطني القادم.. وبمناسبة العيد الوطني الـ75 أكد أن مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية وتقيم علاقات دبلوماسية معها منذ عام 1956. هذا كانت بداية أكثر من نصف قرن من العلاقات الوثيقة مع دولة واحدة صديقة تتقاسم مع مصر وإفريقيا وشعوب العالم النامي تطلعاتها لتحقيق التنمية والرخاء والسلام.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماع اليوم ينعقد في سياق عالمي مليء بالأزمات والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية على كافة المستويات، الأمر الذي يتطلب اعتماد نهج مختلف وأكثر عدالة وإنصافا، مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الدولية والتطورات المتنامية. الاحتياجات التنموية لدول الجنوب، ولا سيما القارة الأفريقية، في إطار تجديد الالتزام الدولي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما مكافحة الفقر والجوع، وإعادة خطة 2030 إلى أولويات العمل الدولي، مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة. التنسيق والترابط والتكامل بينها وبين أولويات أجندة أفريقيا 2063، التي انطلقت خطتها العشرية الثانية في ما يسمى بعقد تسريع التنمية الأفريقية.

وأشار إلى أن القارة الأفريقية تتمتع بآفاق تنموية واسعة حيث تشهد هذا العام أكبر نمو سكاني في العالم بأكثر من 1.5 مليار نسمة، وبالتالي تعتبر سوقا ضخمة بها فرص واعدة للتجارة والاستثمار، خاصة بعد التوقيع. اتفاقية التجارة الحرة القارية ودخولها حيز التنفيذ. ويعد هذا إنجازًا كبيرًا تم تحقيقه خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي عام 2019، مضيفًا أن الشعوب الأفريقية هي أيضًا شعوب شابة، وهو ما يتطلب الأفارقة، وندعو الحكومات إلى العمل الدؤوب لدعم جهود هؤلاء الملايين من الشباب لبناء بلدانهم.

ومن هذا المنطلق يرى د. وقال مصطفى مدبولي، إنه بفضل رئاسة الرئيس السيسي للجنة التوجيهية لوكالة تنمية الاتحاد الأفريقي (نيباد)، الذراع التنفيذية لسياسة التنمية للاتحاد الأفريقي، سعت مصر إلى استغلال رئاسته لتسريع وتيرة تنفيذ الإجراءات التنموية الواردة فيها. وتضمنت أجندة 2036 الأهداف التنموية للاتحاد الأفريقي والعمل مع الأشقاء والشركاء للتغلب على العقبات الرئيسية التي تعوق تنفيذها، ولا سيما تعبئة الأموال للمشاريع الأفريقية الرائدة مثل سد إنجا، ممر التنمية بين أفريقيا وأفريقيا. البحر الأبيض المتوسط وبحيرة فيكتوريا (VICMED)، والطريق السريع بين القاهرة وكيب تاون، بالإضافة إلى استكمال شبكة الربط الكهربائي بين مختلف أنحاء القارة. ويستند ذلك إلى الإيمان بالأهمية المركزية لمثل هذه المشاريع في تقدم التكامل الاقتصادي وجهود التكامل القاري.

واعتبر رئيس الوزراء أن تحقيق التطلعات المشروعة للشعوب الأفريقية في النمو والتنمية والرخاء والتغلب على العقبات التي تقف في طريق ذلك هي المسؤولية الأساسية التي لا يمكن إنكارها على عاتق الحكومات والشعوب الأفريقية، مضيفا أن هذا هو حجم كل من الجهود المبذولة. فالفرص والتحديات التي تواجه القارة وشركائها الاستراتيجيين مثل الصين، تتطلب من الجميع التفكير خارج الصندوق وتبني أساليب جديدة لتحقيق المصالح المشتركة.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي مبادرة التنمية العالمية التي أطلقتها الصين عام 2021، والتي أكدت على هدف قيادة الدول النامية لعمليات التنمية الاقتصادية بما يتماشى مع أولوياتها الوطنية، مع فتح الباب على مصراعيه للاستفادة من التجربة الصينية في القضاء على الفقر وتحقيق تقدم هائل وسريع نحو التنمية الشاملة والنهضة الاقتصادية. وأشار إلى أن مصر تتفق مع هذا الاقتراح، مضيفا أن رؤية مصر للتنمية المستدامة بحلول عام 2030 مدمجة في أولويات مبادرة التنمية العالمية. ومبادرة الحزام والطريق.

كما جدد رئيس الوزراء إشادة مصر بالمبادرات العشر التي أعلنها فخامة السيد شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، صباح اليوم في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات الصينية الأفريقية في كافة المجالات. المناطق.

ومن هذا المنطلق أشاد رئيس مجلس الوزراء في كلمته بالاختيار الناجح لموضوع دورة اليوم “التحول الصناعي والتحديث الزراعي والتنمية الخضراء” لارتباط هذه المحاور الوثيق بتحديات اليوم والغد في مصر. والقارة الأفريقية كل ما يتعلق بتوفير فرص العمل للمواطنين ورفع مستويات معيشتهم وتحقيق آمالهم في حياة كريمة.

وشدد رئيس الوزراء على أن القارة الأفريقية تحتاج إلى شراكة حقيقية مع الصين التي نجحت في تحقيق انتعاش صناعي يقع في نطاق أهداف المنتدى الصيني الأفريقي ويتسق أيضا مع نتائج القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي. انعقد المؤتمر بشأن التصنيع في نيامي بالنيجر في عام 2022، حيث أكد من جديد التزامه بتنمية وتعزيز هذا القطاع المهم لأنه يتماشى مع المبادرات ذات الصلة للاتحاد الأفريقي، ولا سيما مبادرة تسريع التنمية الصناعية في أفريقيا (AIDA). وأشار إلى أن ذلك يجب أن يشمل تحسين مهارات وقدرات القوى العاملة ونقل الخبرات والاستفادة من العديد من الاتفاقيات التجارية بين المجموعات الأفريقية بهدف زيادة معدلات التصدير وتشجيع القطاعين العام والخاص في الصين على إنتاج المزيد من الاستثمارات الصينية المباشرة. إلى الدول الأفريقية، لتعزيز جهود التوطين الصناعي ونقل التكنولوجيا، والاستفادة من القدرات الكبيرة لدول القارة ومن خلال نقل المعرفة وتبادل الخبرات.

وأوضح مدبولي، خلال كلمته، أن الحكومة المصرية مهتمة بتطوير القطاع الصناعي باعتباره قاطرة للنمو الاقتصادي، كما تهدف مصر إلى تعزيز البنية التحتية الصناعية وتعميق الصناعة من خلال وضع الإستراتيجية الوطنية للصناعة للنهوض بهذه الصناعة المصرية وتحويلها تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، موضحا أن هذه الخطة ترتكز على عدة محاور منها إنشاء مصانع جديدة لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية ومتطلبات الإنتاج من خلال تعميق الصناعة، بالإضافة إلى زيادة القاعدة الصناعية لزيادة الصادرات، وخاصة الصناعات التي تعتمد على المواد الأولية والمواد الأولية الموجودة بالفعل في السوق المحلية أو التي تتوافر لها التكنولوجيا ووسائل الإنتاج، مع جودة عالية ومنافسة سعرية عالية في أسواق التصدير، بالإضافة إلى العمالة في الإنتاج، مما سيساعد على تقليل معدل البطالة وزيادة المستوى المعيشي للأسر المصرية، حيث تستهدف مصر وصول عدد العاملين في القطاع الصناعي إلى 7 ملايين عامل عام 2030، وهو ضعف العدد الحالي البالغ 3.5 مليون عامل، بالإضافة إلى محور يواكب الاتجاهات الحديثة في الصناعة وأنظمة التحول الرقمي والتوسع في الصناعات الخضراء، من خلال الدعم الفني للمصانع من خلال خدمات التحول الرقمي وأنظمة الكمبيوتر المتخصصة والروبوتات الصناعية وإطلاق منصة مصر الصناعية الرقمية جميع الخدمات الصناعية متاحة إلكترونيا وتبسيط الإجراءات و تسهيل حصول المستثمرين على جميع أنواع التراخيص ودفع كافة الرسوم مباشرة من موقع واحد فقط.

وفي هذا السياق، أشاد رئيس الوزراء بمختلف أوجه التعاون بين مصر والصين في مجال الصناعة، خاصة إنشاء منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين، قائلاً إن منطقة تيدا تعد نموذجاً يحتذى به. مشروع متميز يوضح العلاقة بين استراتيجية الحزام والطريق الصينية واستراتيجية تنمية محور قناة السويس المصرية.

وأضاف أنه بعد أكثر من 16 عاما من التطوير والبناء، أصبحت منطقة تيدا منصة مهمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، حيث ساهمت المنطقة في جذب نحو 170 استثمارا بنهاية يوليو 2024 وجذب الشركات إلى المنطقة في العديد من القطاعات الصناعية المختلفة، بما في ذلك قطع غيار السيارات ومواد البناء والمنسوجات والصناعات الكيماوية والأجهزة الكهربائية والهندسة الميكانيكية وغيرها من الصناعات، لافتاً إلى أن حجم الاستثمار الفعلي للمشاريع في المنطقة تجاوز 3 مليارات دولار، فيما تجاوزت المبيعات ووصل حجم أعمالها إلى أكثر من 5 مليارات دولار، وساهمت المنطقة في خلق ما يقرب من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى أكثر من 80 ألف فرصة عمل غير مباشرة، بالإضافة إلى مئات الشركات الصينية العاملة في مصر والتي تستفيد من مميزات الحكومة المصرية، في وخاصة الرخصة الذهبية التي تسهل إجراءات إنشاء المصانع.

وشدد رئيس الوزراء على أن تحديث الزراعة لا يقل أهمية عن تحديث الصناعة لتحقيق الأمن الغذائي لشعوب القارة، فهي مشكلة معقدة، حيث يشير الجزء الأول إلى التحديات، والتي فوقها نحن كن على أهبة الاستعداد عندما يتعلق الأمر بـ “الوصول”. المواد الخام الغذائية والأسمدة بسبب التقلبات في سلاسل التوريد العالمية، واضطرابات طرق الشحن وتأثيرات تغير المناخ. إنتاجية القطاع الزراعي في العديد من الدول النامية بسبب تأثيرات تغير المناخ. ويشير الجزء الثاني إلى تحدي “التمويل”، على وجه الخصوص، حيث تعاني البلدان النامية والمستوردة الصافية للأغذية، بما في ذلك مصر، من ارتفاع فاتورة الواردات بالنسبة لها نظرا للزيادة القياسية في الأسعار العالمية للسلع الزراعية الاستراتيجية في السنوات الأخيرة. تعتبر الزراعة حجر الزاوية في اقتصادات العديد من البلدان الأفريقية، حيث تمثل أكثر من 25% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة.

وتابع أنه على الرغم من أن القارة الأفريقية تمتلك أكبر مساحة من الأراضي الصالحة للزراعة على الإطلاق، إلا أن نسبة السكان الذين يعانون من الجوع تواصل الارتفاع حتى وصلت إلى 20.4% من إجمالي سكان القارة العالم يثير مخاوف الجوع ويؤكد أهمية تحديث الزراعة لمواكبة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه القارة الأفريقية الأكثر عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ والتي تهدف مصر إلى زيادة الإنتاجية وضمان الأمن الغذائي وجعلها استخدام التكنولوجيا الحديثة التي يقدمها الجانب الصيني من خلال تبادل الخبرات الفنية والتكنولوجية، خاصة في مجالات: الغابات، ومكافحة التصحر، والمحاصيل المقاومة للجفاف، وإدارة الموارد المائية، وأنظمة الري الحديثة، ومعالجة المياه وتحلية المياه.

دكتور. وأكد مصطفى مدبولي في كلمته أن مشكلة شح المياه تؤثر على 2.5 مليار شخص في العالم، وهو ما يتطلب جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون مع شركاء التنمية لتطوير القطاع الزراعي في الدول النامية ونقل وتوطين التكنولوجيا لتسهيل التكنولوجيا وبناء القدرات. وتحسين البنية التحتية في المناطق الريفية، وتطوير أساليب زراعية وأنظمة ري مستدامة، وتقليل الخسائر في الإنتاج الزراعي لتحقيق مستوى آمن من الاكتفاء الذاتي.

ورأى رئيس الوزراء أن التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ تشكل تهديدا وجوديا على المدى الطويل وتؤدي إلى تفاقم تحديات الأمن الغذائي ومتطلبات مواصلة تطوير القطاع الزراعي في البلدان النامية، الأمر الذي يتطلب معالجة هذا التحدي من خلال وتشير استراتيجية التنمية والتنمية الشاملة إلى أن هذا ما تضمنته مصر، بصفتها الدولة المستضيفة للمؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، والذي أطلق عليه اسم “مؤتمر التنفيذ”، القرار الخاص بـ “الإجراءات المشتركة من أجل التصدي لتغير المناخ” تنفيذ تدابير تغير المناخ في مجالات الزراعة والأمن الغذائي.

كما دعا رئيس الوزراء إلى التركيز على العلاقة المهمة بين المناخ والسلام والأمن، وكذلك تأثير تدهور المناخ على التنمية والازدهار والاستقرار والازدهار للشعوب، كجزء من الرؤية المتكاملة التي تسعى دول القارة إلى تحقيقها. وفي هذا السياق، أشار إلى أهمية الدعم الفني والمالي من الشركاء للمبادرات الأفريقية ذات الصلة. وأهمها مبادرة الاستجابة المناخية لاستدامة السلام (CRSP).

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الوزراء أن مصر تضع قضية حماية البيئة في مقدمة أولوياتها وأن التنمية الخضراء تأتي في صدارة أجندة التنمية المستدامة من خلال رؤية 2030 للتنمية المستدامة، كما تؤكد مصر اهتمامها بالتعاون في هذا المجال. التعاون مع الصين من خلال تعزيز التعاون والاستثمار في مجالات التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، واغتنام فرصة تحول الطاقة العالمي للبحث عن نقاط نمو جديدة في مجال التنمية الخضراء، وتعميق التواصل والتعاون في مجالات الاقتصاد الأخضر. والطاقة النظيفة وغيرها، حيث يسلط الضوء على أهمية العمل بسرعة لتفعيل مركز التميز التابع لوكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (نيباد)، ومقره ودعمه في مصر، لمساعدة الدول الأفريقية على مواجهة آثار تغير المناخ.

وفي نهاية حديثه قال د. وأشار مصطفى مدبولي إلى أن البرامج والالتزامات الجديدة التي أعلنها فخامة الرئيس شي جين بينغ ستساعد في تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية في مختلف المجالات، بما يساعد في دفع الجهود نحو التنمية الشاملة في أفريقيا، وأكد أن مصر ملتزمة بمواصلة التعاون والتنسيق المشترك مع الصين والأشقاء في الدول الأفريقية لتنفيذ نتائج الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، بما يسهم في تحسين مستوى العلاقات الصينية الأفريقية وتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في التنمية، الرخاء والسلام والاستقرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى