الخليج

برلمان العراق بلا رئيس.. ولا حل قريباً

ويعاني مجلس النواب العراقي منذ نحو تسعة أشهر من أزمة بشأن اختيار وتنصيب رئيس جديد ليحل محل رئيسه السابق محمد الحلبوسي. وبعد طرده بقرار قضائي، لا تزال الخلافات تعصف بالمكون السني الذي لم يتفق بعد على مرشح واحد للمنصب. لأنه جزء من البنية السياسية.

ولا يزال تحالف الإطار التنسيقي ينتظر الاتفاق بين الأطراف السنية على تعيين شخص في منصب رئيس مجلس النواب، والذي سينتخب رئيساً للبرلمان لبقية حياته. واعتبر الائتلاف الحاكم أن “المشكلة الحقيقية فيما يتعلق برئاسة البرلمان تكمن في مجلس النواب السني، إذ لا توجد مشكلة تنسيقية في إطار أي من الشخصيات المرشحة”.

وتدور في الأيام الأخيرة مباحثات بين المكون السني وإطار التنسيق للخروج من الأزمة المستعصية حتى الآن، لكن مصادر في “الإطار” قالت لـ”بوابة البلد” إن “البيت السني يعلن بين الحين والآخر”. حسم قانون رئاسة مجلس النواب والاتفاق بين مختلف الأطراف السنية، وبعد ذلك يتم التلاعب بالأوراق داخلياً لتعود الأمور إلى المربع الأول ولا يوجد اتفاق على شخص معين للمنصب”.

قال النائب عن ائتلاف “دولة القانون” محمد الشمري لـ”بوابة البلد” إنه يستبعد التوصل إلى حل لمسألة انتخاب رئيس مجلس النواب لأن “الوضع معقد والبيت السني لم يحقق شيئاً”، لافتاً وأشار إلى أن “هناك صعوبة حقيقية في حسم مسألة انتخاب رئيس البرلمان الجديد، إذ لا يزال الوضع معقدا للغاية ولا توجد حلول أو توافقات حتى هذه اللحظة”.

وأوضح أن رئيس مجلس النواب الحالي محسن المندلاوي ينوي تسليم رئاسة مجلس النواب لرئيس جديد منتخب من المكون السني، إلا أن القوى السياسية السنية لم تتفق بعد على أي شيء فيما يتعلق بانتخاب الرئيس، لأن الخلاف السني يؤخر حسم هذا الموقف.

وفي تطور يعبر عن عمق الأزمة، انتقد رئيس حركة حقوق الإنسان حسين مؤنس، تدخل قيادات القوى السياسية في انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، لافتا إلى أن “الموقف “بمنح الممثل حق الاختيار بحرية”.

وقال مؤنس: إن “رغبة وتدخل الكتل السياسية لتنصيب رئيس برلماني جديد يزيد من تعقيد المشهد السياسي”، مضيفا: جميع النواب يريدون انتخاب رئيس يمثلهم وليس ممثلا للقوى السياسية.

ورأى أن حل الموضوع خارج البرلمان سيعقد الأمور، وأكد أن هناك غموضا في تعامل القوى السنية والشيعية مع الأمر.

من جانبه حذر ممثل تيار الجيل الجديد موفق حسين من بقاء منصب رئيس البرلمان شاغرا، ودعا القوى السنية إلى اتخاذ قرار بشأن اختيار مرشح محدد لشغل المنصب. وقال: إن “القوى السنية معنية باختيار مرشح لمنصب رئيس البرلمان لأن الإعاقة تضر الجميع”، مؤكدا أن شغور منصب رئيس البرلمان له تأثير سلبي على أداء البرلمان من حيث النشاط التشريعي والرقابي، وأشار إلى أن هناك عادة ترتيب المناصب خارج قبة البرلمان وليس داخلها. وأضاف أن القوى السنية اضطرت إلى تعيين شخص لمنصب رئيس البرلمان لحل الموضوع.

قررت المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في العراق) في 14 تشرين الثاني 2023، إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب الأسبق محمد الحلبوسي، في ضوء دعوى قضائية رفعها ضده النائب ليث الدليمي، يتهمه فيها بالفساد. بتهمة تزوير استقالة (الدليمي) من مجلس النواب، وبعدها قضت المحكمة بإنهاء عضويتهما (الحلبوسي والدليمي). ومنذ ذلك الحين وحتى حزيران/يونيو الماضي، عقد مجلس النواب جلسات عديدة لانتخاب رئيس جديد للمجلس، لكن خلافات القوى السياسية السنية حالت دون ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى