سقوط «البومة» فى رفح الفلسطينية
وقُتل وجُرح عشرات الإسرائيليين بالقرب من فيلادلفيا ورام الله
“جالانت” و”هاليفي”: الضفة الغربية ستنفجر أمام أعين الجميع
جثث ضحايا مجزرة المواصي أذابتها القنابل الأمريكية
وتتلقى حكومة الاحتلال الصهيوني بقيادة بنيامين نتنياهو ضربات متتالية حيث تحاصر في تل أبيب وعدة مدن بتظاهرات آلاف المستوطنين المطالبة بوقف الحرب في غزة، فيما يخوض معارضوه حربهم بسياسة الصيد في غزة. ومع تصاعد المياه العكرة لإخراجه من الصورة وإجراء انتخابات مبكرة، واصل بيبي حرب الإبادة في غزة ضمن سياسة الهروب، وهو يمضي قدماً في أزماته ويصرف الأنظار عما يجري في الشارع السياسي الإسرائيلي.
اعترفت سلطة الاحتلال بمقتل اثنين من قواتها وإصابة سبعة آخرين عندما تحطمت مروحية من طراز بلاك هوك خلال مهمة إنقاذ جندي جريح في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. كان هذا أول حادث خطير لهذا النوع من الطائرات منذ 30 عامًا.
وأمر قائد القوات الجوية تومر بار بإجراء تحقيق لتحديد سبب اصطدام المروحية بالأرض في المعسكر. وبدلاً من الهبوط بشكل صحيح، تُستخدم مروحيات بلاك هوك، المعروفة في سلاح الجو الإسرائيلي باسم “يانشوف” أو “البومة” بالعبرية، في مهام النقل الروتينية لإنزال ونقل القوات أثناء العمليات العسكرية.
وقال موقع والا الإلكتروني إن مروحية بلاك هوك تشكل العمود الفقري لمروحيات النقل والإنقاذ التابعة للجيش الإسرائيلي ويمكنها حمل ما بين 14 إلى 22 جنديًا.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المروحية كانت في طريقها لإنقاذ مقاتل أصيب برصاص قناص فلسطيني.
وأوضحت الصحيفة أن المروحية وصلت بعد منتصف الليل، وفي المراحل الأخيرة من الهبوط، اصطدمت بالأرض بالقرب من محور فيلادلفيا وتحطمت لسبب غير معروف. وذكرت الصحيفة أن أربع مروحيات قامت بإجلاء الجنود المصابين في عملية واحدة استغرقت ساعات.
واعتمد الطاقم على طائرات الهليكوبتر في عمليات الإخلاء الطبي من قطاع غزة ونقل ما يقرب من ألفي جريح إلى المستشفيات. وعلقت الآن استخدام بلاك هوك لحين معرفة سبب الخلل الذي أدى إلى الحادث، فيما تستمر عمليات الإنقاذ باستخدام طائرات هليكوبتر من طراز مختلف.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن تحطم المروحية كان صعبا ويتطلب عملية إنقاذ معقدة للضحايا، مضيفة أن قائد لواء جفعاتي وصل مع كبار قادة الألوية الآخرين للمساعدة في إنقاذ الجرحى.
ونقلت الصحيفة عن سلطات الاحتلال أن حادث تحطم المروحية هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب في غزة، لكنه لم يكن الحادث الأول الذي تلحق فيه أضرار بطائرة مروحية.
وأضافت أنه في 7 تشرين الأول/أكتوبر، اشتعلت النيران في مروحية ياسر التي كانت تحاول إنزال جنود بالقرب من كيبوتس ألوميم في قطاع غزة بعد أن ضربها مقاتلو كتائب القسام. وأضافت أن طائرات هليكوبتر أخرى أصيبت بنيران مقاتلين فلسطينيين في الأشهر الأخيرة، لكن هذه الحوادث لم تسفر عن مقتل الطيارين الإسرائيليين.
وخلفيات الحادث هو وقوع حادث دهس قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة، أصيب فيه عدد من الأشخاص، بينهم شخص ميؤوس منه، واستشهد منفذ الهجوم. حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت وقادة الأجهزة الأمنية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، وأعربوا عن مخاوفهم من انفجار وشيك للأوضاع.
وأكدت القناة 13 الإسرائيلية أن هذه التحذيرات تمت مراجعتها في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء السياسي والأمني من قبل غالانت ورئيس الشاباك رونين بار ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.
وحذر قادة الأجهزة الأمنية من أن الوضع المتدهور قد يؤدي إلى هجمات بالقنابل واسعة النطاق يمكن أن تمتد إلى المستوطنات في الداخل الفلسطيني المحتل وتؤدي إلى مقتل مئات الإسرائيليين.
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن الضغط العسكري الذي تتحدث عنه الحكومة لا يؤدي إلى استعادة الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بل يؤدي إلى قتلهم.
وأضاف في مقابلة مع محطة الإذاعة المحلية 103 إف إم: إنهم (الحكومة الإسرائيلية) ما زالوا يقولون إن الضغط العسكري سيجلب الخاطفين. وأدى الضغط العسكري حتى الآن إلى مقتل الخاطفين.
وتابع: “لكن أي ضغط عسكري أبعد من ذلك؟ هل نشهد عملية كبيرة في غزة؟ “توقف، وعقد صفقة، أيها الخاطف.”
وكثفت مدفعية الاحتلال قصفها لجنوب ووسط قطاع غزة، فيما واصلت طائرات الاحتلال استهداف المنازل المأهولة شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 20 فلسطينيا، بينهم عائلة الصحفي الفلسطيني ماهر النجار.
واستهدفت مدفعية الاحتلال منطقة الشاكوش شمال غرب أطراف مدينة رفح الجنوبية، كما قصفت غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
كشف المكتب الإعلامي الحكومي والدفاع المدني بغزة، تفاصيل جديدة عن المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في منطقة مواصي خانيون.
وقال المكتب في بيان له إن 22 شهيدا لم يصلوا إلى المستشفيات بعد المجزرة وذابت أجسادهم واختفت بسبب القنابل الضخمة التي استخدمها الاحتلال في قصف المجمع الذي كان يضم خيام للنازحين.
ويقع الموقع المستهدف ضمن منطقة صنفتها إسرائيل على أنها “آمنة”، وتمتد بطول 12 كيلومترًا على طول الساحل الغربي من دير البلح في وسط قطاع غزة إلى محافظتي خان يونس ورفح في الجنوب.
وقال الدفاع المدني إن القصف أحدث دماراً كبيراً لأنه تم بصواريخ شديدة الانفجار أحدثت ثلاث حفر بعمق حوالي 10 أمتار.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن خبراء أسلحة قولهم إن الهجوم على المواصي تم على الأرجح بقنابل تزن 2000 رطل.
وكانت منطقة المواصي في خان يونس، في يوليو الماضي، ضحية لقصف إسرائيلي أدى إلى مقتل مئات النازحين. وزعم الطاقم حينها أنه كان يستهدف قيادات في حركة حماس، ومن بينهم محمد المواصي. الضيف قائد كتائب القسام.
وتتميز المنطقة، المعروفة لدى الفلسطينيين باسم “سلة الغذاء”، بتربتها الخصبة ومياهها الجوفية العذبة، مما يجعلها مثالية للزراعة. وتستحوذ المواصي على نحو 3% من مساحة القطاع التي تبلغ مساحتها 365 كيلومتراً مربعاً، وأغلب مساحاتها عبارة عن تلال رملية. ويوجد هناك عدد قليل من المباني لا يتجاوز 100 مبنى، وقبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان يسكنها حوالي 9000 نسمة.
وأصبح المواصي الملجأ والمهرب الرئيسي لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أمرهم الجيش الإسرائيلي بمغادرة منازلهم.