مصر حريصة على الاستثمار في طول العمر الصحي لكبار السن
دكتور. أكد خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أنه تماشياً مع أهداف أجندة التنمية الوطنية، تهتم الدولة المصرية بالاستثمار في العمر الصحي لكبار السن باعتباره ضرورة استراتيجية للبلاد. خلق مجتمع مستدام وشامل ومزدهر.
جاء ذلك خلال كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء في الجلسة الافتتاحية لتقرير مبادرة البنك الدولي لطول العمر الصحي بعنوان “إطلاق العنان لقوة طول العمر الصحي: التغيرات الديموغرافية والأمراض غير المعدية ورأس المال البشري”.
دكتور. وأوضح خالد عبد الغفار، أن الاستثمار في طول العمر الصحي لا يقتصر على تحسين حياة كبار السن فحسب، بل يزيد أيضًا من رفاهيتهم، وتعزيز الشيخوخة الصحية، والحد من انتشار الأمراض المزمنة، وزيادة متوسط العمر الصحي المتوقع، وتحسين الصحة العقلية. كما يزيد هذا الاستثمار من الإنتاجية الاقتصادية.
وتابع أن صحة السكان تمثل قوة إنتاجية أكبر وهي حجر الزاوية للنمو الاقتصادي حيث تمر مصر بتغيرات ديموغرافية كبيرة، مضيفًا أن الاستثمار في طول العمر الصحي يضمن بقاء الجزء الأكبر سناً من السكان نشطًا ومشاركًا ومساهمًا في تقدم البلاد. ، كما يساعد هذا الاستثمار على تخفيف العبء المالي المرتبط بالأمراض المزمنة.
وأشار عبد الغفار إلى أن السكان الأصحاء بدنيًا وعقليًا يكونون مجهزين بشكل أفضل للتغلب على التحديات والمشاركة في الحياة المدنية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية الأوسع، وأن الاستثمار في طول العمر الصحي ليس مجرد مسعى إنساني؛ بل هو قرار استراتيجي من شأنه أن يساعد في تحقيق فوائد ملموسة للاقتصاد والمجتمع والأجيال القادمة في مصر، وإعطاء الأولوية لهذا الاستثمار سيضمن أن تصبح مصر أكثر ثراء وصحة وأكثر مرونة.
كما تحدث نائب رئيس مجلس الوزراء عن أهمية التصدي للأمراض غير المعدية باعتبارها عنصرا أساسيا في الاستثمار في حياة صحية طويلة، مبينا أن الاستثمار في الوقاية من الأمراض غير المعدية وعلاجها هو قرار استراتيجي يهدف إلى تحقيق عائد قوي على الاستثمار، مستشهدة ببعض الدراسات التي أظهرت أن كل دولار يتم استثماره في التدخلات المثبتة للأمراض غير السارية يمكن أن يولد ما لا يقل عن 7 دولارات في زيادة التنمية الاقتصادية أو خفض تكاليف الرعاية الصحية بحلول عام 2030، وهو ما يتوافق مع الالتزام الوطني بتعزيز صحة السكان وقوى عاملة منتجة تساهم في الاستقرار والنمو.
وأشار عبد الغفار إلى أنه من خلال علاج الأمراض غير المعدية يمكن تحسين النتائج الصحية وتحسين نوعية حياة المواطنين وتقليل تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بعلاج الأمراض المتقدمة. ويشمل ذلك تعزيز أنماط الحياة الصحية والكشف المبكر والعلاج، ومن خلال توفير الرعاية الشاملة للأشخاص المصابين بالأمراض غير المعدية واتخاذ تدابير استباقية لمكافحة هذه الأمراض، يمكننا خلق مستقبل أكثر صحة لمصر وضمان أن يعيش المواطنون حياة أطول وأكثر صحة وقادرين على القيادة. حياة أكثر إرضاءً.
وأشار عبد الغفار إلى أن مصر نفذت العديد من الإجراءات الفعالة لتعزيز الصحة وطول العمر ومكافحة الأمراض غير المعدية، حيث حققت تقدما ملحوظا في زيادة متوسط العمر المتوقع من 64.4 سنة في عام 2000 إلى 71.4 سنة في عام 2000-2020، وهو ما يدل على ذلك. التزام البلاد.
واستعرض نائب رئيس الوزراء جهود الدولة المصرية في هذا الملف الهام من خلال المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة للاكتشاف المبكر وعلاج الأمراض غير السارية ودورها في تحسين النتائج الصحية. وتشمل هذه المبادرات برنامج الفحص الشامل للأورام السرطانية، والذي يستهدف ستة أنواع من السرطان. تمثل أمراض السرطان العبء الأكبر على المواطنين، وخاصة فئة كبار السن. ويؤكد أنه من خلال اكتشاف هذه السرطانات في مرحلة مبكرة، يمكن تحسين نتائج العلاج وتحسين نوعية الحياة وتقليل العبء على نظام الرعاية الصحية لدينا.
وأكد عبد الغفار أن هذه الخطوات الاستباقية التي اتخذتها مصر في هذه الحالة ساهمت بشكل كبير في تقليل معدلات الوفيات المرتبطة بهذه السرطانات وضمان أن يعيش الأفراد حياة أطول وأكثر صحة. كما تحدث عن دور مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة وما حققته من إنجازات في خفض معدلات الوفيات والإصابة بسرطان الثدي. وأسفرت هذه المبادرة عن زيادة كبيرة في معدلات الكشف عن سرطان الثدي من 25% إلى 75%، مما يسلط الضوء على أهمية الكشف المبكر والتدخل في الوقت المناسب.
وقال إن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بتوفير الرعاية الصحية الشاملة لكبار السن ولذلك أطلقت برنامج رعاية كبار السن الذي يقدم سلسلة من التدخلات الطبية على المستوى الجسدي والنفسي لدعم صحة ورفاهية كبار السن. ويلعب هذا البرنامج أيضًا دورًا مهمًا في الحد من انتشار الأمراض غير المعدية.
واختتم كلمته بقوله إن الاستثمار في حياة صحية مديدة، خاصة في سياق الوقاية من الأمراض غير المعدية وإدارتها، هو قرار استراتيجي يفيد الأفراد والأسر والأمة ككل، وأن النهج الشامل للرعاية الصحية المصرية، الذي ويعطي الأولوية للوقاية والكشف المبكر والعلاج الفعال، ويعتبر نموذجا للبلدان الأخرى التي تسعى إلى التصدي للتحديات التي تفرضها شيخوخة السكان والعبء المتزايد للأمراض غير المعدية.