اﻟﻤﺤﻤﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.. ﺛﺮوة ﻣﻨﺴﻴﺔ
تعد المحميات الطبيعية في مصر كنزًا وثروة منسية لم يتم استغلالها بعد، خاصة على مستوى السياحة البيئية والعلمية، وتتميز بمميزات قد لا يوجد لها مثيل في العالم.
تم حتى الآن إعلان 30 محمية طبيعية في مصر منذ صدور القانون رقم 102 لسنة 1983 وإعلان محمية رأس محمد كأول محمية طبيعية في مصر في نفس العام، وكانت محمية جبل الإبل آخر محمية سيتم الإعلان عنها في عام 2012 .
وتغطي شبكة المحميات الحالية ما يقرب من 15.5% من مساحة مصر، وتضم مواقع ونقاط مهمة للتنوع البيولوجي والتراث الثقافي والتكوينات الجيولوجية الفريدة، بالإضافة إلى توفير فرص البحث العلمي والتدريس، فضلاً عن القيمة الترفيهية والاقتصادية لهذه المحميات. تتميز الأماكن والأنظمة البيئية، ناهيك عن القيمة السياحية للمناظر الطبيعية، بجمالها الطبيعي والبيئي ليس فقط على المستوى الوطني ولكن أيضًا على المستوى العالمي.
وتشمل محميات مصر المعلنة أربع فئات: المحميات البحرية (7 مناطق)، ومحميات الأراضي الرطبة (8 مناطق)، والصحراء (10 مناطق)، والمحميات الجيولوجية (5 مناطق).
وتتميز المحميات الطبيعية بالتنوع البيولوجي الذي يجعلها مصدرا كبيرا للاقتصاد والسياحة والتجارة والترفيه، فهي غنية بالشعاب المرجانية وأشجار المنغروف والطحالب والطحالب، فضلا عن الثدييات البحرية مثل الحوريات والدلافين والسلاحف وأسماك القرش وخيار البحر وتماسيح النيل والأسماك الملونة وغيرها الكثير. وتشمل الحيوانات الجبلية الفريدة أرنب الصحراء والغزال المصري والماعز الجبلي وغيرها الكثير.
وفقا للقانون رقم 102 لسنة 1983 بشأن المحميات الطبيعية، فإن تعريف المحمية الطبيعية هو: منطقة برية أو ساحلية أو مائية داخلية تتميز بما تحتويه من كائنات حية أو نباتات أو حيوانات أو ظواهر ثقافية طبيعية أو ذات قيمة علمية أو سياحية أو جمالية. وبناءً على اقتراح هيئة البيئة يتم اتخاذ القرار بتحديدها.
ونرصد في هذا الملف أهم المحميات الطبيعية التي وهبها الله لمصر وكيف يمكننا استغلالها لتصبح مصدر دخل قومي للبلاد.
خبراء: كنز وطني يجب استغلاله
أكد الخبراء أن المحميات الطبيعية في مصر تعد كنزًا يمكن إذا تم استغلاله بشكل جيد أن يدر إيرادات كبيرة للبلاد، حيث تتمتع بإمكانات سياحية وبيئية وعلمية لا مثيل لها في العالم.
وأشاروا إلى أن استغلال المحميات الطبيعية بالفكر والإدارة الاقتصادية يمكن أن يجذب شرائح جديدة من السائحين والزوار سواء كانوا مصريين أو أجانب، ولذلك يجب علينا معالجة هذه الفكرة حتى تصبح مصدرا للدخل القومي في السنوات المقبلة. يمكن أن يكون.
دكتور. وقالت وفاء عامر، رئيس حماية البيئة السابق بوزارة البيئة، إن المحميات الطبيعية في مصر لها قيمة اقتصادية لأنها مصدر للجينات الفريدة التي يمكن استخدامها في برامج التهجين وتحسين السلالات المستأنسة.
وأضاف عامر أنه من الممكن تطوير الأنواع البيولوجية هناك من خلال إكثارها داخل المحمية أو خارجها مما يوفر العديد من الفوائد للدولة والسكان المحليين ويقدم خدمة سياحية متميزة. ومن أهم المشروعات الواعدة في هذا الصدد، إنشاء مراكز تربية وتكاثر للغزال المصري والماعز الجبلي والحبارى والنعام البري والأرانب البرية والبط البري والسمان، علمًا بأن جميع هذه الأنواع توفر مصدرًا فريدًا للحوم والترفيه. والسياحة والتصدير وما إلى ذلك.
وأوضح رئيس قطاع حماية الطبيعة الأسبق بوزارة البيئة أن بعض الأنواع النباتية الموجودة في المحميات تعتبر مصدرا للأدوية، ونستورد خاماتها مثل نبات الإيفيدرا (مصدر للإيفيدرين)، نبات الخلة. (مصدر الخلاجين) ونبات السالبيم (مصدر السلامار) ونبات السموة (مصدر للمواد الخافضة للسكر في الدم) والسكر (مصدر لمواد قلويدية تسمى الهينبان) بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى مهمة والتي يمكن إكثاره في المحميات أو المحميات الخارجية باستخدام تكنولوجيا زراعة الأنسجة لاستخلاص المركبات الفعالة والحد من استيراد المواد الخام الصيدلانية.
وأشارت إلى أنه لا بد من العمل على تبني سلسلة من الأفكار لتفعيل الإدارة الاقتصادية للمحميات، لاسيما إقامة مشاريع بيئية جاذبة للسياحة فيها، إضافة إلى إقامة مشاريع اقتصادية ذات إدارة بيئية لتعظيم الأرباح. من التراث الثقافي للمحمية وتحسين وتحديث الخدمات والتأمين والاستشارات بمختلف اللغات. بالإضافة إلى ذلك، نعمل على تطوير برامج الترويج السياحي بمختلف اللغات وأدوات التوعية الجاذبة، مع العمل على ترويج المواقع والخدمات البيئية لزيادة السياحة إلى مليون سائح بمعدل إقامة من يومين إلى ثلاثة أيام، منذ طول مدة إقامة أحد السائحين في المحمية حالياً لا تتجاوز نصف يوم، وأخيراً تدريب العاملين في المجتمع المحلي وتوظيف العاملين وتطوير المناطق المحمية، خاصة تلك التي تقع في المناطق الحدودية، في من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري.
وأضاف “سليم” أن هناك الكثير من الأمور التي تضع هذه المحميات الطبيعية على قائمة الأنشطة والمعالم السياحية التي يرغب السائح بزيارتها بالتأكيد، إلا أنهم بحاجة إلى زيادة الترويج من خلال الحملات الإعلانية الإلكترونية وتوضيح ما يميز هذه المحميات الطبيعية على حدة وكل محمية. المنطقة بشكل منفصل.
وأشار وكيل وزارة السياحة الأسبق إلى أن المحميات الطبيعية تعد وجهة مفضلة للسياحة العلمية ولكل من يرغب في اكتساب المعرفة والأبحاث والدراسات التي يمكن أن تؤدي إلى اكتشافات وتحقيق التوقعات السابقة، مؤكدا أن هذا النوع من المحميات تحظى السياحة بشعبية كبيرة وقد ظهرت أهميتها بشكل خاص في أعمال التنقيب بالفيوم في الماضي.
وأوضح “سالم” أن هيئة تنشيط السياحة نظمت العديد من المهرجانات في المحميات، حيث تمت دعوة الصحفيين والإعلاميين لتقديم تقرير عن هذه المهرجانات وإلقاء الضوء على ما تتميز به هذه المحميات كنوع من الدعاية في وسائل الإعلام الخارجية إلى حد كبير نحتاجه عودة هذه المهرجانات خاصة في جنوب سيناء والبحر الأحمر للترويج للمحميات المحلية مثل محمية رأس محمد بجنوب سيناء ومحمية وادي الجمال بمدينة مرسى علم بالبحر الأحمر.
وتابع: “لا يوجد تنظيم زيارات أو رحلات إلى هذه المحميات، رغم أن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص يستمتعون بزيارة هذه المحميات حول العالم، بشرط وضع خطة جيدة تسلط الضوء على هذه المحميات وحالتها. وأضاف: «يمكننا أن نضيف شريحة مهمة لحركة السياحة في مصر، مما يزيد من أعداد السائحين القادمين وبالتالي الإيرادات سواء من المصريين أو الأجانب».
ودعا وكيل وزارة السياحة الأسبق إلى ضرورة تنظيم زيارات للمدونين العالميين المتخصصين في الطبيعة والسياحة والذين يتابعهم أصحاب الملايين على قنوات اليوتيوب ووسائل الاتصال المختلفة للقيام بجولة في هذه المحميات وإبراز مميزاتها المميزة و وإتاحتها للجمهور، الأمر الذي سيشجع الملايين في النهاية على زيارتها.
وأضاف: “يجب علينا أيضاً زيادة الرحلات التي تتم على مختلف المستويات التعليمية داخل الجمهورية إلى هذه المحميات، لأنها تؤدي في النهاية إلى تعريف الطلاب بشكل أفضل على هذه المحميات الطبيعية وأهميتها، فضلاً عن رصدها وتصويرها. “إن ما يحتويه، ومن ثم نشر كل ذلك على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤدي إلى أن تصبح الاحتياطيات في المجتمع أكبر فأكبر، ويتم الإعلان عنهم ويستقبلون أعدادًا أكبر من الزوار تدريجيًا”.
وأشار “سليم” إلى أن هناك إهمالاً مؤكداً للمحميات الطبيعية نتيجة عدم قدرتنا على تطبيق مفاهيم التخصص، مما يعني أن جميع مسؤولي السياحة والبيئة يعملون في كافة المجالات سواء كانت السياحة الترفيهية أو البيئية أو الشاطئية أو الدينية، ولكن فإذا تم التخصص فإن كل مسؤول في مكانه سيقوم بواجباته على قدر استطاعته، وبالتالي تحقيق التميز والإنجازات المستهدفة، ويجب أن تكون هذه محميات طبيعية.
وأوضح أن المحميات البحرية ومحميات الفيوم تعاني من الإهمال والتلوث والتعديات بدلا من الاهتمام بها منذ أن هجرتها الدولة بسبب عوامل مختلفة أدت إلى أضرار جسيمة، فيما نلاحظ أن العالم أجمع وتهتم هذه المحميات الطبيعية لأنها تدر دخلاً كبيراً على الدول.
وقال إنه لا توجد ثقافة زيارة المحميات الطبيعية بين المصريين وأن لدينا نقص كبير في المعلومات التي نعلمها لأبنائنا في المدارس والجامعات، داعيا إلى ضرورة تزويد الطلاب بمعلومات موسعة في المناهج الدراسية لتوفير المعلومات عن المحميات الطبيعية في مصر وأهميتها للبلاد.
الغابة المتحجرة…قصة عمرها 85 مليون سنة
تعتبر محمية الغابات المتحجرة من أهم المعالم الجيولوجية النادرة في العالم، وهي مليئة بالظواهر الجيولوجية، وخاصة الأشجار، التي تحجرت على مدى ملايين السنين وأصبحت مجالاً خصباً للدراسات العلمية والبحثية.
وفي عام 1989 تم إعلان منطقة الغابة المتحجرة محمية جيولوجية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 944، حيث توجد في هذه المنطقة آثار جيولوجية نادرة يبلغ عمرها حوالي 85 مليون سنة.
وتمتلئ هذه المحمية بجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخب الذي ينتمي إلى العصر الأوليجوسيني، ويتكون من طبقات من الرمل والحصى والصخر الزيتي والخشب المتحجر، يتراوح سمكها من 70 إلى 100 متر غنية بالبقايا وجذوع وجذوع أشجار متحجرة عملاقة لها شكل قطع صخرية ذات مقاطع عرضية. وهي أسطوانية الشكل، وتتراوح أحجامها من السنتيمترات إلى عدة أمتار، ومتجمعة على شكل غابة متحجرة.
ومن المرجح أن يعود ظهور الغابة المتحجرة إلى أن أحد أذرع النيل القديم من العصور الجيولوجية القديمة نقل هذه الأشجار لمسافات طويلة وأسقطها في هذا المكان، وبعد ذلك تحجرت.
وتعتبر هذه المنطقة معلماً جيولوجياً نادراً، لا مثيل له في العالم من حيث اتساعه واكتماله، وتساعد دراسة الخشب المتحجر بداخلها على دراسة وتسجيل الحياة القديمة على الأرض.
تسكن الغابة المتحجرة حيوانات وزواحف نادرة، بعضها سام والبعض الآخر مسالم. وتتميز هذه الزواحف بالاختباء في رمالها الناعمة التي تنثر فوقها الرمال بشكل فني كما في لوحة رسمها فنان مبدع. وتحيط بها الجبال العالية والمنخفضات المنحدرة، وتحيط بها جذور الأشجار المتحجرة، التي نمت من جذوعها نباتات خضراء منذ ملايين السنين. وهي فريدة من نوعها، وتحيط بها قناتان للمياه، واحدة من الشرق وأخرى من الغرب.
كما يعيش فيها أكثر من 122 نوعا من النباتات النادرة مثل “النرجس الجبلي” أو “النرجس الأبيض” و”الفوانيس” وهي أزهار نادرة منتشرة في المحمية وتستخدم مستخلصاتها في تحضير أنواع كثيرة من الأدوية الحديثة.
ورغم أهمية المحمية لما تحتويه من موارد طبيعية، إلا أنها عانت من الإهمال والفوضى بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث تعرضت للنهب والاختناق بسبب التوسع العمراني. ولذلك قررت وزارة البيئة إدراجه ضمن خطتها لتطوير المحميات الطبيعية.
وفي عام 2018 تم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتي تضمنت تصميم وتنفيذ اللوحات الإرشادية ولوحات المعلومات ومظلات استقبال الزوار ومناطق الزوار، وتصميم المدخل الغربي للمحمية أمام الجامعة الألمانية والجامعة الألمانية. إنارة الجدار الغربي للمحمية من خلال تركيب أعمدة إنارة فيه ويمكن توصيل مولد كهربائي.
كما تم الاهتمام بتسهيل استخدام المحمية لذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتمكنوا من القيام برحلة إلى هناك دون عناء ومتاعب، وتوسيع البنية التحتية للمحمية من خلال ربط مدخلها الغربي بشبكة مياه الشرب والصرف الصحي والتنمية. من الحمامات والمكاتب الإدارية.
وفي عام 2021 افتتح وزير البيئة د. طرحت ياسمين فؤاد الخيمة البدوية بمحمية الغابات المتحجرة كأول مشروع استثماري بيئي في المحميات الطبيعية. وأكدت أنها من أهم أشكال الاستثمار البيئي في المحميات الطبيعية، وجلب المواطنين إلى المحميات، كما تلتزم بدعم السياحة البيئية وتعزيز التراث الثقافي والطبيعي للسكان المحليين في المحميات الطبيعية المختلفة.
كما يعكس فكرة أن السياحة البيئية منتج عالمي، يمثل قدرة المجتمع المحلي والقطاع الخاص على توفير أنشطة مستدامة بيئيا داخل المحميات، مما يتيح للوزارة الاستفادة وتعزيز ثقافة الاستمتاع بالمحميات الطبيعية المنتشرة مع توفير السكان المحليين مع فرص عمل تتيح لهم إظهار ثقافتهم وبيع منتجاتهم من جميع المحافظات.
تتضمن الخيمة البدوية في الغابة المتحجرة عرض المنتجات الطبيعية من المحميات وإيصال رسالة للعالم حول أهمية الحفاظ على الثقافات المحلية وعرضها للترويج لها.
“رأس محمد”.. وجهة محبي الغوص
تعد محمية رأس محمد من المحميات الطبيعية النادرة في العالم كله وليس في مصر فقط. وتعتبر ثاني أهم محمية في العالم وثالث أهم موقع للغوص في العالم على مدار الثلاثين عامًا الماضية.
إذا كنت تريد الاستمتاع بالبحر والغوص ومراقبة الشعاب المرجانية فلابد أن تزور محمية رأس محمد بجنوب سيناء والتي تعتبر من أجمل وأروع المحميات الطبيعية في مصر والعالم ويطلق عليها البعض “جنة الله”. على الأرض.”
تقع هذه المحمية الرائعة عند ملتقى خليج السويس وخليج العقبة على بعد 12 كيلومترا من مدينة شرم الشيخ، حيث يمكنك زيارتها مقابل 25 جنيها للفرد و50 جنيها للسيارة التي بها أكثر من 5 الناس.
وتتميز المحمية بالشواطئ المرجانية في أعماق المحيط والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، كما تحيط برأس محمد الشعاب المرجانية من جميع جوانب البحر.
كما تمثل المحمية بالإضافة إلى تشكل الكهوف المائية نتيجة الانهيارات الأرضية (الزلازل) تحت الجزيرة، تكوينا فريدا له تأثير كبير في تشكيل الحياة الطبيعية للمنطقة.
كما تعد المحمية موطنًا للعديد من الطيور والحيوانات المهمة، مثل الوعل النوبي الموجود في المناطق الجبلية، بالإضافة إلى أنواع من الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات التي لا تظهر إلا في الليل. كما أنها موطن لكثير من الطيور المهمة، مثل مالك الحزين وطيور النورس.
تعتبر رأس محمد من أهم المحميات الطبيعية في مصر وأول منطقة محمية في البلاد، تم تحديدها رسميًا عام 1983 بمساحة 97 كيلومترًا مربعًا، لكنها لم تجذب اهتمامًا واسع النطاق حتى عام 1989 عندما تم وضع خطة شاملة لها. تطوير وتوسيع مساحتها إلى حوالي 480 كيلومتراً مربعاً، منها 135 كيلومتراً مربعاً من مساحة اليابسة و345 كيلومتراً مربعاً من الشعاب المرجانية والبيئة المائية. مع حوالي 50.000 زائر، تعد واحدة من أكثر المناطق المحمية شعبية سنويًا.
وتتميز المحمية بوجود منطقة شاطئية مناسبة للسياحة، ومنطقة أشجار القرم للبحث العلمي، ومنطقة بركة مسحورة تعتمد على حركة المد والجزر، ومنطقة الزلازل القديمة، ونقاط الشعاب المرجانية ومراقبة الطيور، ومناطق الحفريات.
كما تعتبر المحمية الطبيعية الوحيدة في مصر التي تضم أكثر من 150 نوعًا من الشعاب المرجانية وأكثر من 1000 نوع من الأسماك.
تحتوي محمية رأس محمد على حفريات عمرها أكثر من 75 مليون سنة، وتعتبر ثاني أهم محمية طبيعية في العالم في الثلاثين سنة الأخيرة، بعد محمية أولورو-كاتا بارك-تجوتا في أستراليا، فهي تجسيد متكامل. منها تمثل نظامًا بيئيًا يشمل البحر بمياهه الزرقاء والجبال والصخور التي تشهد على الطبيعة المصرية، والنباتات مثل أشجار المانجروف والشجيرات ودرجات الحرارة المعتدلة والهواء النقي، تجسد لنا لوحة للطبيعة في تناغم فريد من نوعه في مصر. عالم .
كما تعتبر محمية رأس محمد ثالث أهم موقع للغوص في العالم حيث تضم أكثر من 12 شاطئا تجمع بين ثلاث بيئات مع تنوع رائع من الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية والأسماك وخاصة أسماك بيكاسو الملونة مما يجعلها وجهة للغوص. الغواصين من جميع أنحاء العالم.
ويرى بعض الباحثين أن محمية رأس محمد هي المكان الذي وقعت فيه قصة الخضر وسيدنا موسى. ويعتقد البعض الآخر أنه مجمع البحرين ويطلقون عليه نقطة التقاء خليج السويس والعقبة والبحر الأحمر وصخرة الحوت. يطلق عليها البعض اسم البركة المسحورة أو البحيرة المسحورة لأنها تتغير لمدة سبعة أيام أمام أعين المتفرجين ولأنها بالإضافة إلى شهرتها لأغراض السياحة العلاجية فإنها ترتبط أيضًا بالعديد من الأساطير، حيث يعتقد الناس أن النزول إلى هذه البحيرة يجعل الرغبات تتحقق.
«وادي الريان» مقصد للطيور المهاجرة
تعتبر محمية وادي الريان من أشهر المحميات الطبيعية في مصر وتشهد إقبالاً كبيراً من الزوار. وتتميز المحمية ببيئتها الصحراوية المتكاملة التي تضم الكثبان الرملية والينابيع الطبيعية والمسطحات المائية الكبيرة وأنواع النباتات المتنوعة والحياة البرية المتنوعة والحفريات البحرية الهامة، فضلاً عن بيئة طبيعية هادئة خالية من التلوث.
يضم وادي الريان مناطق تجذب السكان خاصة منطقة الشلالات الناتجة عن تراكم مياه الصرف الزراعي وتعتبر من المناطق المخصصة لممارسة الرياضات المائية.
وتشمل المناطق الهامة في الوادي عيون الريان التي تتكون من كثبان رملية طولية كثيفة متحركة وتحتوي على أربعة عيون كبريتية طبيعية، بالإضافة إلى مجموعة من النباتات تضم 16 نوعاً من النباتات الصحراوية وحوالي 15 نوعاً من الثدييات البرية، وأهمها الغزال الأبيض والغزال المصري وثعلب الرمل والثعلب الأحمر بالإضافة إلى 16 نوعاً من الحيوانات البرية وأكثر من 100 نوع من الطيور الداجنة والمهاجرة.
ويضم الوادي منطقة جبل الريان “جبل المشجبجة” وهي إحدى المناطق التي تجذب الحشود وتحتوي على وديان عميقة. وهي من أشهر الأماكن التي تتمتع بإطلالة بانورامية على وادي الريان والقيام بالرحلات الاستكشافية.
ويشمل ذلك أيضًا منطقة وادي الحيتان التي تعتبر منطقة أحفورية، ويبلغ عمرها حوالي 40 مليون سنة، وتحتوي على حفريات لهياكل عظمية متحجرة للحيتان البدائية وأسنان أسماك القرش والأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية، والتي تعتبر مفتوحة المتحف يوجد أيضًا نبات الشورى المتحجر.
وتكمن أهمية وادي الريان في أنه موطن طبيعي للحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض، والغزال المصري، وثعلب الصحراء، وثعلب الرمل، والذئب، والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر الشاهين، وصقر الغزال، الشاهين والعقاب .
يقضي الكثير من الزوار والسياح وقتاً طويلاً في الأماكن السياحية في وادي الريان، التي تحفل بالأنشطة والمناطق المميزة التي تتميز بأسعارها المناسبة وسهولة الوصول إليها في متناول الجميع، مما يجعلها من أشهر الأماكن في الفيوم.
تضم محمية وادي الريان كلك أكثر من مكان مهم لممارسة الأنشطة. وأهمها البحيرات العليا التي تقع في وادي المساخيت والتي تحتوي على مياه شبه مالحة متجددة وتزورها رحلات السفاري لتناول وجبة الإفطار على ضفافها.
وتعتبر البحيرة السفلية التي تقع بالقرب من شلالات وادي الريان بيئة طبيعية هادئة ونظيفة وخالية من التلوث. ويزورها يومياً الآلاف من الأشخاص للسباحة والتقاط الصور التذكارية وركوب القوارب والتجول فيها، بالإضافة إلى منطقة الشلال الواقعة بين البحيرات العليا والبحيرة السفلية.
ومن المعالم المميزة للمحمية جبل المدورة، وهو هضبة دائرية مرتفعة يبلغ عمرها حوالي 45 مليون سنة، ويزورها بالإضافة إلى المناكير أيضا السياح والمصريون في رحلات السفاري وتسلق الجبال منطقة جبلية تحيط بمنطقة عيون الريان وتشبه شكل المنقار، ولهذا لقبت بـ”في مناقير الريان”. تحتوي على منطقة بها حفريات وآثار بحرية. وتعتبر مقصداً للطيور المهاجرة وموطناً لأنواع مختلفة من الصقور مثل صقر الشاهين والصقر الحر.
“وادي دجلة”.. متعة المغامرة والتخييم
تعتبر محمية وادي دجلة من كنوز مصر المجهولة ومصدر جيولوجي مهم جداً. وقيمته وتقديره معروفة لدى المتخصصين في هذا العلم، مما يجعله مختبرًا جيولوجيًا نادرًا ومن أكثر الأماكن المفيدة لدراسة الحفريات والتراكيب الجيولوجية بطريقة بسيطة وواضحة.
إذا كنت من محبي المغامرة وتسلق الجبال والمشي لمسافات طويلة والرياضة والتخييم في الصحراء، عليك بزيارة محمية وادي دجلة بالقاهرة. وتقع هذه المحمية بجوار منطقة المعادي ويمكن الوصول إليها في 30 دقيقة، وتبعد عن وسط المدينة مسافة 60 كيلو متراً، وتم إعلانها محمية طبيعية عام 1999.
ويعتبر وادي دجلة من أهم الأودية لأنه يمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالي 30 كيلومترا ويمر عبر منحدرات الحجر الجيري التي ترسبت في البيئة البحرية خلال عصر الإيوسين في الصحراء الشرقية منذ حوالي 60 مليون سنة. وهي غنية بالحفريات، ويبلغ ارتفاع هذه الصخور على جانبي الوادي حوالي 50 متراً، وعلى الجانبين تتدفق إلى الوادي مجموعة من الأودية.
بمجرد دخولك المحمية ستجد العديد من الجبال ومسارات التنزه ومواقع التنزه والتخييم. لذلك إذا كنت من محبي تسلق الجبال، فستحظى بالكثير من المرح في هذه المحمية الطبيعية ولا يتجاوز سعر تذكرة الدخول بضعة جنيهات.
ويعتبر الوادي موطناً لمجموعة من الكائنات الحية منها أنواع الثدييات مثل الغزلان، والأرنب الجبلي، والثعلب الأحمر، والفأر ريش الذيل، والفأر ذو الذيل الشوكي، والخفافيش أقل الذيل وغيرها. وتشمل الحشرات النسر والبومة وفراشة النمر والنمل والعديد من أنواع الزواحف الأخرى.
أثرت مياه الأمطار المتساقطة من الشلالات على منحدرات الحجر الجيري على مر القرون، لتشكل ما يسمى بـ”وادي دجلة” أو وادي دجلة، والذي يشبه بتشكيلاته المتنوعة إلى حد ما “جراند كانيون” في الولايات المتحدة الأمريكية. مما يجعل المحمية فريدة من نوعها جعلها مختبرا جيولوجيا نادرا للعديد من المتخصصين في هذا العلم، الذين يعتبرونها اليوم من أفضل الأماكن للدراسة السهلة والواضحة للحفريات والتراكيب الجيولوجية في أعماق الصخور الجيرية.
ومؤخراً تم إنشاء مركز الزوار التابع لوزارة البيئة لزوار المحمية. وتقع عند المدخل الشرقي الرئيسي لمحمية وادي دجلة، حيث توجد بوابة صممت جدرانها من الحجر الجيري لتتناسب مع طبيعة المكان، وتم تزيينها بلوحات خشبية ولوحة إعلانات في أعلى جدار البوابة للتعريف بالمحمية التي تحتوي على أنواع من الحيوانات البرية والأعشاب.
يعد وادي دجلة مهما للتعليم والثقافة والترفيه ويجذب السياحة النهارية للطلاب والأطفال نظرا لقربه من منطقة القاهرة الكبرى والتعرف على الصحارى ومكوناتها المختلفة، كونه مكانا جيدا للأغراض البحثية والدراسات العلمية في كافة المجالات النباتية والحيوانية والجيولوجية وتتوافر فيها مقومات السياحة البيئية والترفيهية اللازمة لممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة بالإضافة إلى إقامة المخيمات بشرط عدم الإضرار بالنظام البيئي في المنطقة.
ورغم ما تمتلكه المحمية من مقومات جذب وسياحية فإن عدد زوارها يتراوح ما بين 30 إلى 45 ألفاً سنوياً، رغم أنها تستقبل سنوياً مئات الآلاف من الزوار وأغلب زوارها من الأجانب والرحلات المدرسية والفئات الشبابية الذين أحب التخييم.
وتوجد العديد من الأنشطة التي يمكن للزوار القيام بها في المحمية، منها تسلق الجبال والتصوير من أعلى الجبل، وكذلك نصب الخيام والشباك للاستراحة والتخييم، وألعاب الكرة الطائرة بين الطلاب والطالبات.
وعندما يتعمق المرء في المحمية، يجد الناس يمارسون الرياضة تحت أشعة الشمس الساطعة ويستفيدون من الطقس لممارسة المشي والجري، معظمهم من السياح الأجانب، ولكن أيضًا الشباب الذين يستمتعون بشواء الطعام على الفحم.
ويغطي الوادي غطاء واقي من النباتات الحولية والمعمرة، كما توجد آثار لغزلان أحفورية في المنطقة، مما يشير إلى وجود الحلم النوبي، بما في ذلك السلاحف المصرية المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى تسجيل 12 نوعا في المنطقة الشرقية. الأنواع الصحراوية والمهاجرة والشتوية الزائرة، وكذلك الأنواع المقيمة والمصيفية الزائرة.
Es gibt viele Aktivitäten, die Besucher im Reservat ausüben können, darunter Bergsteigen und Fotografieren vom Gipfel des Berges aus, außerdem das Aufstellen von Zelten und Netzen zum Ausruhen und Campen sowie Volleyballspielen zwischen männlichen und weiblichen Schülern.
Wenn man tiefer in das Reservat vordringt, trifft man auf Menschen, die in der strahlenden Sonne trainieren und das Wetter nutzen, um Gehen und Laufen zu üben, vor allem ausländische Touristen, aber auch junge Leute, die es genießen, Essen über Holzkohle zu grillen.
Das Tal ist mit einer schützenden Decke aus einjährigen und mehrjährigen Pflanzen bedeckt, und es gibt auch Spuren fossiler Gazellen in der Gegend, die auf das Vorkommen der Nubischen Meise schließen lassen wurden erfasst, darunter vom Aussterben bedrohte ägyptische Schildkröten, zusätzlich zur Erfassung von 12 Arten der östlichen Wüste, Zugvögeln und Arten, die im Winter zu Besuch sind, sowie ansässigen und im Sommer besuchenden Arten.