البنك المركزي: 2.5 مليار دولار خسائر الحوادث السيبرانية
دكتور. قال شريف حازم، نائب محافظ البنك المركزي لقطاع الأمن السيبراني، إن المؤتمر العربي للأمن السيبراني يمثل ملتقى يجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الأمن السيبراني على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة وأن التكنولوجيا في العالم أصبحت أيضا لقد أصبح أداة للتطور والتقدم وجزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وخاصة في القطاع المالي، حيث أتاحت التكنولوجيا الخدمات والمعاملات المصرفية الإلكترونية على نطاق واسع، مما أتاح فرصا استثمارية متنوعة كما وفر العديد من الفرص للمستهلكين والشركات.
وأضاف حازم خلال المؤتمر العربي السنوي الثامن لأمن المعلومات أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين. وفي حين أنه يجعل حياتنا أسهل، فإنه يفتح أيضًا الباب أمام تهديدات أمنية جديدة ومعقدة في سياق التحول الرقمي المتزايد والمخاطر الأمنية المتطورة التي تتطلب تعاوننا لتطوير رؤى واستراتيجيات تنظيمية وإشرافية مناسبة لإدارة وتحسين الأمن السيبراني. – صياغة وتطوير المناعة وخاصة في القطاعات الحيوية.
وتابع: عندما نتحدث عن الحروب بشكل عام، قد نفكر في البداية بالحروب والمواجهات العسكرية بشكلها التقليدي، إلا أن الصراعات الدولية والإقليمية تتخذ حاليًا طابعًا وشكلًا مختلفًا، ألا وهي الحروب السيبرانية، التي أصبحت تؤثر الآن على الجميع لا تهتم. فبدلاً من الصواريخ والأسلحة التقليدية، أصبحت البرمجيات والهجمات الإلكترونية هي أسلحة هذه الحروب الجديدة، التي لا تهدف إلى تدمير المدن بل إلى إعاقة النمو الاقتصادي وتعطيل الخدمات الأساسية وتقويض الثقة في قدرة الدول على القيام بأنشطتها المحلية والدولية لحماية المدنيين. الاستثمارات.
ووفقا لدراسات صندوق النقد الدولي، فقد وجد تقرير الاستقرار المالي العالمي زيادة في الخسائر الهائلة بسبب حوادث الأمن السيبراني، ومن المرجح أن تسبب هذه الخسائر مشاكل تمويلية لعدد من الشركات الكبيرة وتهدد ملاءتها وحجم هذه الخسائر الهائلة آخذ في التزايد، وقد تضاعف أكثر من أربعة أضعاف منذ عام 2017، ليصل إلى 2.5 مليار دولار. وتشير هذه الدراسات إلى أن الخسائر غير المباشرة قد تتجاوز هذا العدد بكثير، بما في ذلك الضرر الذي يلحق بالسمعة أو التحديثات الأمنية.
وأكد أننا كبنك مركزي نحن في منتصف هذه المعركة وندرك تماما حجم هذه التحديات. يعد النظام المصرفي المالي أساس كل اقتصاد ولذلك فهو دائما الهدف الأول للهجمات السيبرانية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تهديد الاستقرار المالي والاقتصادي وتعطيل الخدمات المصرفية الضرورية، ومخاطر الثقة في المؤسسات المالية والمصرفية سوف يتضاءل النظام بُذلت جهود لبناء نظام دفاعي متكامل لحماية القطاع المالي في مصر، حيث أصبح مركز الاستجابة للطوارئ الحاسوبية للقطاع المالي (EG-FinCIRT) خط مواجهة استراتيجيًا ضمن خطوط الدفاع الوطني الأساسية في هذه الحروب، بالاعتماد على أحدث التقنيات وأفضل المهارات البشرية والممارسات العالمية للتنبؤ بالهجمات الإلكترونية وإدارتها ومنعها. كما تم توسيع جهود مركز الاستجابة التابع للبنك المركزي لتعزيز حماية البنية التحتية الحيوية الوطنية من خلال التعاون وتبادل المعلومات مع جميع السلطات والمؤسسات الوطنية.
وأشار إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تواجه الجيل الجديد من هذه الحروب والتحديات الإلكترونية بمفردها، بل يجب علينا أن نوحد جهودنا ونوحد الرؤى على المستوى العربي والأفريقي والدولي ونعمل معا لتبادل المعلومات والخبرات وبناء القدرات المشتركة من أجل لمواجهة الحروب السيبرانية المتقدمة، ومن هذا المنطلق، يلعب مركز الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر في القطاع المالي دوراً حاسماً في هذا السياق؛ وتتعاون مع مراكز الاستجابة الأخرى حول العالم من خلال تحالفات ومنتديات عالمية وعربية مثل المنتدى العالمي الأول ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها لتبادل البيانات الأمنية والمعلومات الاستخباراتية حول أحدث التهديدات السيبرانية وأساليب الهجوم السيبراني المتقدمة. ، مما يساعد على بناء شبكة دفاع متكاملة واسعة لدعم الاستجابة السريعة والاستباقية للحوادث وتوفير الدعم اللازم للمؤسسات المتضررة.
وأوضح أنه بما أن مفهوم المرونة السيبرانية يوحد ويشمل العديد من الأطر والمجالات ذات الصلة، بما في ذلك مجال المرونة والصمود السيبراني، ومجال استمرارية الأعمال، وكذلك أمن المعلومات، وهو ما يستلزم تنفيذ استراتيجية شاملة ومجموعة متكاملة من التدابير الأمنية، ويشمل ذلك إجراء تقييمات منتظمة للمخاطر لتحديد نقاط الضعف وتحديد أولويات الإجراءات العلاجية. وفي هذا السياق، يمكن للجهات التنظيمية والسلطات الإشرافية وضع إطار تنظيمي يجمع هذه المفاهيم الأمنية والوسائل العملية لتطبيقها وفقًا للمعايير والأطر القياسية الدولية على البنى التحتية التكنولوجية المختلفة، بحيث يمكن استخدامها من قبل البنوك والمصارف والمؤسسات المالية. وتساعد المؤسسات بالشكل الذي يناسبها على تنفيذ ضوابط أمنية صارمة مثل التشفير وضوابط التأمين الإلكتروني وأنظمة كشف التسلل وغيرها، مما يزيد من قدرة هذه البنوك والمؤسسات المالية على مواجهة الهجمات الإلكترونية واستطاعت الدولة المصرية دمج ذلك النهج النظري الشامل ورؤية المرونة السيبرانية في واحد لتنفيذ نهج تنظيمي عملي. أثناء نشر “الإطار التنظيمي للأمن السيبراني” الذي ساعد البنوك والمؤسسات المالية العاملة في مصر في الفترة السابقة على تنفيذه بنجاح من خلال تحسين إجراءات التقييم الذاتي وتحسين مستوى الاستعداد والاستعداد، يقوم البنك المركزي المصري الآن بإضافة كافة الإجراءات اللازمة تحديث إطاره لمواكبة ومراعاة التطورات المتلاحقة في مجال الأمن السيبراني.
وأكد أن البنك المركزي المصري يؤكد مجددا أنه لا يمكن لأي دولة أو مؤسسة أن تتعامل مع الحروب السيبرانية بمفردها، ويرى أن التعاون الدولي وتضافر الجهود ووضع استراتيجيات دفاعية مشتركة والتنسيق المستمر هي العناصر الأساسية للنجاح في مكافحتها الهجمات السيبرانية المتقدمة. مع ضرورة الاستثمار في الموارد البشرية وتنميتها وتبادل الخبرات وكذلك الاعتماد على أحدث التقنيات والأدوات الأمنية المتقدمة وتطويع التكنولوجيا المتاحة لمواكبة التهديدات السيبرانية وحماية الأصول الرقمية للمؤسسات المالية، وضمان استمرارية الخدمات المالية وتعزيز الثقة في القطاع المالي الوطني.
وفي نهاية حديثه وجه رسالة خاصة للشباب بضرورة تعلم وتطوير مهارات الأمن السيبراني. وسنحاول في هذا الحدث الأمني الهام أن ننقل لكم تجربتنا وثمار سنوات خبرتنا لكي تستمروا على هذا الطريق وتكونوا جيشنا الوطني الأول في مواجهة هذه الحروب السيبرانية المتتالية.