خبير اقتصادي.. التنمية المستدامة قضية دولة ومحور للإقتصاد
دكتور. وأكد أيمن غنيم الخبير المصرفي في تصريح خاص لبوابة البلد الالكترونية أن الاستدامة من أهم القضايا الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الإقليمي والعالمي، وتعرف التنمية المستدامة بأنها قدرة الاقتصاد على الحفاظ على معدلات نمو مستقرة ومستمرة دون آثار سلبية على الموارد الطبيعية أو البيئة وبالتالي ضمان استدامة هذا النمو على المدى الطويل، مع توزيع ثمار هذا التطور بشكل عادل على كافة القطاعات والفئات والمناطق في الدولة.
وتابع غنيم قائلا إن أي هدف للتنمية المستدامة يتم تحديده على أربعة محاور: 1) الاقتصادية، 2) الاجتماعية، 3) البيئية و4) الحوكمة. على سبيل المثال، فيما يتعلق بالمياه، فإن المحور الاقتصادي يدور حول توفير المياه واستخدامها في الأنشطة المرتبطة بها، بينما يركز المحور الاجتماعي على ضمان حصول جميع أفراد المجتمع على المياه النظيفة والصحية بسعر يمكنهم تحمله، و ويهدف المحور البيئي إلى عدم التأثير سلباً على الموارد المائية من خلال الاستخراج غير المبرر من الآبار أو مصادر المياه الملوثة، ويتناول محور الحوكمة الأنظمة والقوانين التي تضمن تحقيق المحاور الثلاثة السابقة.
وأضاف الخبير المصرفي أن الأمم المتحدة نشرت عام 2017 “أجندة التنمية المستدامة 2030” التي تتضمن 17 هدفا في مجالات المياه والصحة والتعليم والطاقة ومكافحة الفقر والجوع والمساواة والابتكار والنمو والبحر. والأرض والحياة والمناخ والفعالية المؤسسية والحوكمة. وأشار إلى أن مصر أصدرت قانون التخطيط رقم (18) لسنة 2022، الذي يحدد التنمية المستدامة والخطة العامة لتحقيقها، والتوازن التنموي القطاعي والإقليمي، والتوزيع العادل لنتائجها. وقد تم دمج أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر في خطة التنمية المستدامة للبلاد على المستويين الكلي والمحلي لتحقيق مبدأ اللامركزية المنصوص عليه في قانون التخطيط العام.
وأوضح غنيم أن المؤسسات المالية تعتبر من أهم ركائز التنمية المستدامة، الأمر الذي دفع البنوك المركزية في العالم إلى إعطاء هذا الملف الأولوية القصوى. أصدر البنك المركزي المصري “المبادئ التوجيهية للتمويل المستدام” في يوليو 2021، تلتها تعليمات إلزامية بشأن الاستدامة في نوفمبر 2022 في ضوء “رؤية مصر 2030” وبعد التحقيق في الثغرات التي ظهرت في القطاع المصرفي المصري القطاع ما أدى إلى الحاجة إلى التنمية.. إطار ملزم لتعزيز أنشطة الاستدامة والتمويل المستدام بين البنوك العاملة في مصر.
وخلص غنيم إلى أن التعليمات لها عدة أهداف رئيسية منها إنشاء إدارة مستقلة للاستدامة والتمويل المستدام في كل بنك، فضلا عن مطالبة البنوك بمواصلة دمج سياسات التمويل المستدام وإجراءات التنفيذ في سياسات الإقراض والاستثمار في البنك وتعيين مستشار بيئي. تقييم مشاريع الشركات الكبرى التي سيتم تمويلها من الناحية البيئية، وأخيراً إعداد تقارير دورية عنها. وقد تم إعداد هذه التعليمات الملزمة وفقًا لأفضل الممارسات العالمية وبما يتناسب مع القطاع المصرفي المصري، وذلك لتوجيه القطاع نحو تمويل أنشطة اقتصادية أكثر استدامة، مما من شأنه تحسين فرص الاستثمار، وعلى وجه الخصوص، جذب شريحة جديدة. من المستثمرين المهتمين بالقطاعات التي لديها تعزيز مبادئ التنمية المستدامة وتشجيع تدفق المزيد من العملات الأجنبية إلى السوق المصري.