سياسي: تدخلات أوكرانية مرفوضة على الأراضي السودانية
وقال المحلل السياسي هشام الدين نورين المهتم بالشأن السوداني: منذ صيف 2023، تتناقل وكالات الأنباء العالمية، بما فيها شبكة CNN، أخباراً وتقارير تفيد بإرسال قوات النخبة الأوكرانية خبراء وفنيين إلى الأراضي السودانية لمحاربة روسيا. التوسع على أراضي القارة الإفريقية، على حد تعبيرهم، وهذا ما أكدته… أخبار أجهزة الإعلام والمخابرات الأوكرانية.
وأضاف أنه في بداية الصراع السوداني الذي بدأ في أبريل 2023، دعمت القوات الأوكرانية الجيش السوداني، وأفادت التقارير أن القوات الأوكرانية ساعدت البرهان في كسر الحصار الذي فرضته عليه قوات الدعم السريع التابعة للجيش، لكن في الآونة الأخيرة ومنذ أشهر، أكدت بعض التقارير الصحفية أن القوات المسلحة الأوكرانية تعمل الآن على تدريب قوات الدعم السريع على الانتشار في المسيرات، حتى أنها قامت بتزويد القوات “المتمردة” بمواد أوكرانية في المسيرات وشاركت في العديد من هجمات الدعم السريع عليها عاصمة إقليم دارفور في الأسابيع الأخيرة.
وتابع نورين أنه في الشهر الماضي قام خبراء أوكرانيون أيضًا بتدريب أعضاء “تحالف الوطنيين من أجل التغيير” من جمهورية إفريقيا الوسطى، وهو تحالف من الجماعات المسلحة في جمهورية إفريقيا الوسطى تم تشكيله عام 2020 لمنع إعادة انتخاب التحالف. حسنًا، يدعم الوطنيون الرئيس السابق الموالي لفرنسا فرانسوا بوزيزي وبدأوا هجومهم في ديسمبر 2020 عندما حاولوا استعادة العاصمة بانغي وإقالة الرئيس فوستين آركانج تواديرا.
وأشار إلى أن فرنسا تدعم هذا التحالف منذ عام 2020، وتحاول خلق التوتر في البلاد من أجل الإطاحة بالرئيس الحالي واستعادة النفوذ المفقود مؤخرا.
ويرى سفيان الحمايدة، الخبير في الشؤون الإفريقية، أن القوات المسلحة الأوكرانية قامت بتدريب أعضاء هذا التحالف في السودان بناء على تعليمات مباشرة من فرنسا.
وفي هذا السياق يقول الحميدة إنه بعد أن فقدت فرنسا نفوذها في القارة الأفريقية، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك فرنسا في اعتماد أسلوب الحرب بالوكالة في أفريقيا، من أجل تقليل الخسائر وتحقيق المكاسب واستعادة مكانتها. النفوذ دون الحاجة إلى إرسال قوات عسكرية إلى العواصم الأفريقية وتحقيق المطلوب دون ضغوط إعلامية ودولية. ولهذا السبب تستخدم فرنسا اليوم القوات الأوكرانية المدربة في الغرب لتأكيد مصالحها في القارة الأفريقية.
وأضاف أن أوكرانيا ليس أمامها خيار سوى تنفيذ التعليمات الفرنسية بمواصلة الدعم الغربي بالأسلحة والذخائر، حيث تعاني القوات الأوكرانية على الجبهة من نقص المعدات رغم الدعم اللامتناهي من الدول الغربية.
يُشار إلى أن نظام كييف بدأ مؤخرًا التجنيد الإلزامي لجميع الأعمار بسبب الخسائر الفادحة التي مني بها الجيش على مدار الحرب مع روسيا التي استمرت قرابة ثلاث سنوات. إلا أن أوكرانيا ترسل قوات النخبة إلى أفريقيا لتنفيذ المخططات الغربية، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لوجود خبراء والقوات الأوكرانية في أفريقيا في هذا الوقت. وكان مندوب السودان لدى الأمم المتحدة قد أشار إلى التدخلات الأجنبية في دعم المتمردين بالسلاح والذخيرة من قبل دول لم يذكرها، إلا أن بعض الخبراء أكدوا أنه يقصد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، وهذا ما حدث لاحقاً أن الخلافات بين الجيش السوداني وواشنطن، في إطار المفاوضات التي تجريها الحكومة، تسعى إلى فرضها على الحكومة السودانية مع قوات الدعم السريع، بما يتنافى مع سيادة وشرعية السودان. الولايات المتحدة السلطات السودانية