فى اليوم العالمى للسياحة.. خبير آثار يكشف عن 6 مجمعات أديان بمصر
تحتفل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بيوم السياحة العالمي في 27 سبتمبر من كل عام منذ عام 1980. وقد تم اختيار هذا التاريخ في اليوم الذي تم فيه اعتماد النظام الأساسي لمنظمة السياحة العالمية في عام 1970، وهو ما يمثل علامة فارقة في السياحة العالمية اليوم المواطن النيجيري إغناتيوس أمادوا أتيجبي.
الهدف من هذا الاحتفال هو زيادة الوعي بدور السياحة في المجتمع الدولي وإظهار مدى تأثيرها على القيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
وفي ظل هذه الاحتفالات قال الخبير الأثري د. عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ستة مجمعات دينية في مصر، وهي مجمع الوادي المقدس بسانت كاترين، والذي يضم شجرة الشجيرة المقدسة، وجبل موسى، وجبل التجلي المقابل، دير سانت كاترين والجامع الفاطمي داخل أسوار الدير.
ومجمع “مصر القديمة” الذي يضم معبد بن عزرا وكنائس مصر القديمة، بما في ذلك كنيسة أبو زريعة التي تحتوي على الكهف الذي لجأت إليه العائلة المقدسة، ومسجد عمرو بن العاص أول مسجد في مصر وافريقيا.
دكتور. ويوضح ريحان أن المجمع الثالث هو مجمع حارة زويلة بالقاهرة الإسلامية بالجمالية والذي يضم كنيسة السيدة العذراء مريم أقدم كنيسة أثرية في مصر بنيت في القرن الرابع الميلادي وعلى يد الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي، وهو إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة من المطرية ومعبد يوسف بن ميمون اليهودي الطبيب في البلاط الملكي في زمن الناصر صلاح الدين الأيوبي وأحد المقربون منه والذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي، ودار الخرنفش التي تقف حتى يومنا هذا وتحتفظ بآخر غطاء صنع للكعبة من الداخل، فيما يستمر العمل فيه حتى عام 1962م بالإضافة إلى الآثار الإسلامية في شارع المعز.
ويعتبر مجمع البهنسا بالمنيا من أهم المحطات على طريق العائلة المقدسة، كما يضم باقي مصر المتجسد في مقابر الصحابة والتابعين الذين شاركوا في الفتح الإسلامي، ويبلغ إجمالي عددهم خمسة آلاف من الصحابة والتابعين، منهم 70 من الصحابة الذين شاركوا في غزوة بدر.
مجمع معبد النبي إلياهو بالإسكندرية، والذي يضم معبد وكنيسة القديس سبأ، هو أحد الكنائس الأرثوذكسية اليونانية في مصر، ويعرف باسم كنيسة الجرس ومسجد أنجي هانم ومسجد العطارين.
دكتور. من جانبه يضيف رضا صلاح عقيلة مفتش الآثار بإقليم آثار المنيا مجمعا دينيا سادسا وهو مجمع آثار إسطبل عنتر الذي يقع على بعد حوالي 3 كم جنوب مقابر بني حسن الشهيرة و20 كم جنوب محافظة المنيا على الضفة الشرقية. على نهر النيل وفيه مقبرة أثرية كبيرة تغطي جميع العصور المصرية القديمة بها مقابر ومقابر قطط وكنائس ومساجد
ويشتهر المكان بمعبد الملكة حتشبسوت المنحوت في واجهة الجبل تكريماً للإلهة بخت وعلى شكل أنثى لبؤة. وربما أرادت حتشبسوت أن تشبه نفسها باللبؤة الشرسة، التي تقتل الأعداء وتهاجمهم. ويوجد على واجهة المعبد 42 سطرًا من النصوص الهيروغليفية تشير فيها الملكة إلى قوتها وسلطتها حيث حكمت الأراضي الواقعة في الشمال والجنوب وأصلحت المدن والمعابد التي دمرت أثناء غزو الهكسوس باعتباره أشهر المعالم الأثرية في تاريخ مصر القديمة، حيث يعطي دلالات واضحة على انتماء المصريين وحبهم لأرضهم وإعمارهم، وكذلك كراهيتهم للغزاة والمخربين.
دكتور. ويشير رضا صلاح عقيلة إلى أن آثار إسطبل عنتر تحتوي على بقايا معبد للإسكندر الثاني ابن الإسكندر الأكبر. كانت المنطقة تُعرف باسم سيبوس أرتيميدوس في العصر اليوناني والروماني بسبب التشابه الوثيق بين القطة وأرتميدوس والإلهة بخت على شكل أنثى الأسد. وتضم المنطقة الأثرية أكبر المقابر التي تحتوي على قطط مقدسة ومحنطة في هذا الموقع.
وفي نهاية العصر الروماني أصبح المكان أكبر تجمع للرهبان والقديسين للعبادة في أعماق جبال المنطقة، حيث كان يوجد في هذا المكان العديد من الأديرة والكنائس. وفي العصر الإسلامي، أصبح إسطبل عنتر أحد النقاط المهمة على طريق قوافل التجارة والحجاج على طريق القوافل الموازي لنهر النيل بين الدلتا والصعيد، مروراً بقفط بقنا ثم شرقاً إلى موانئ البحر الأحمر. يؤدي إلى الوصول إلى الحجاز، مكان الراحة وتزويد القوافل بالإمدادات، وربما من هنا جاء اسم إسطبل عنتر اليوم.
وعلى هذه الخلفية وبالنظر إلى القيمة الاستثنائية لهذه المجمعات في مصر وأهميتها الثقافية والسياحية كمصدر للدخل القومي، قال د. ريحان إعداد ملف لتسجيل هذه المجمعات ضمن مواقع التراث العالمي لدى اليونسكو كطريق تاريخي وروحي ووضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية، وذلك ضمن خطة لترويج السياحة على الطرق الروحانية الأغلى السياحة في العالم، والتي تشمل ثلاثة مشاريع وطنية كبرى هي مشروع التجلي الكبير، ومشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، ومشروع إحياء مسار آل البيت، فضلا عن التنمية والتطوير والترويج، ولا سيما مجمعات الأديان المهمشة وهي مجمع إسطبل عنتر والأديان السكندرية مجمعة. خاصة وأن المجمعات المتبقية تدخل في نطاق التطوير باعتبارها جزءا من مشروعي “التجلي الكبير” و”طريق العائلة المقدسة”.