الخليج

تصفية نصر الله.. لبنان يتنفس

وفي أقل من شهر قضت إسرائيل على قادة الصفوف الأولى في حزب الله، وجاءت النهاية باغتيال حسن نصر الله مع علي كركي، وهو ما فتح صفحة سوداء في تاريخ لبنان الذي عانى منه وجيرانه ولكن هذه النهاية السريعة والدرامية تثير العديد من التساؤلات حول مصير حزب الله بعد حسن نصر الله، وما إذا كان سينجو من قتل الجيلين الأول والثاني في سوريا ولبنان.

وشكل نصر الله (64 عاما) حجر الأساس في هيكلية حزب الله بعد أن اغتالت إسرائيل الأمين العام السابق عباس الموسوي عام 1992. وصعد حسن نصر الله إلى قمة الحزب منذ ذلك الوقت حتى 27 أيلول/سبتمبر، عندما انتهى بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية.

اغتيال نصر الله يطرح التساؤلات حول مصير الحزب بعد أن أصبح بلا رأس وبلا قيادة وبلا عقل مدبر، إذ لا تزال الصدمة تسود في أوساطه، والجواب مرهون بمن سيخلف نصر الله.

ورغم ما يقال عن الأسماء المرشحة، فإن المؤشرات لا تشير إلى إمكانية ملء الفراغ الذي تركه اغتيال نصر الله في صفوف الحزب. وفي الواقع، يعتقد البعض أن نهاية الصف الأول لا تسمح لأي شخصية صاعدة بقيادة الحزب، وقد أصبح الأمر أشبه بـ«بطة عرجاء».

نعم، إنها بطة عرجاء. لقد فقد القدرة على التصرف والتأثير وحماية الحزب نفسه. فكيف يمكن للحزب اليوم أن يستعيد استراتيجيته الأمنية في لبنان المكشوف بالكامل أمام إسرائيل؟ قلب الحزب وكانوا يصطادون نصرالله!

أكبر الخسائر التي تكبدها حزب الله كانت انكشاف هشاشة التنظيم وضعف قدراته الأمنية وتغلغله من الداخل. ولعل القضية الأكثر راهنية في أوساط حزب الله هي استعادة الثقة، إلى جانب القدرات العسكرية التي يمتلكها، والتي تم الترويج لها وتصويرها على أنها مخزون مخيف لإسرائيل. لكن الحقيقة أصبحت واضحة أن حزب الله أضعف من «شبكة العنكبوت». بعد اغتيال نصر الله، استسلم حزب الله لمقولة “النمر من ورق”. وربما بهذا الاغتيال اكتشفنا أحد أكبر أوهام القوة في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى