غدا المنظمة العربية للتنمية الزراعية تحتفي بيوم الزراعة العربي لعام ٢٠٢٤
تحتفل المنظمة العربية للتنمية الزراعية في 27 سبتمبر من كل عام، بيوم الزراعة العربي، والذي يتزامن مع اليوم الذي بدأت فيه عملياتها من مقرها بالخرطوم عام 1972. ويؤكد الاحتفال بيوم الزراعة على أهمية مشاركة القطاع الزراعي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية، حيث تمثل الزراعة مصدرا هاما للدخل في العديد من دول المنطقة، وخاصة في المناطق البدوية والريفية، حيث تعتبر الزراعة هي المصدر الرئيسي للدخل. يمثل المصدر الرئيسي للدخل. تحتفل المنظمة بيوم الزراعة هذا العام تحت شعار: “نحو زراعة عربية مبتكرة لمستقبل مستدام.”
ويؤكد اختيار شعار الاحتفال هذا العام على أهمية الابتكار للتنمية الزراعية والأمن الغذائي، وكذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في سياق القضاء على الفقر والجوع والاستدامة البيئية، حيث يمثل الابتكار قوة دافعة للتنمية. تغييرات إيجابية في قطاعي الزراعة والنظم الغذائية وسلاسل التوريد بما يساهم في القضاء على الجوع والفقر وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة.
ولا يقتصر الابتكار في الزراعة على التقنيات الجديدة فحسب، بل هو نهج شامل يعتمد على الجمع بين الممارسات والمعارف التقليدية مع المعرفة العلمية الحديثة والممارسات المستدامة في الإنتاج والتصنيع والتسويق لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاستدامة وتحسين نوعية الحياة. ومن خلال الابتكار، يمكن للزراعة أن تعالج التحديات العالمية مثل تغير المناخ والنمو السكاني. ولا يقتصر الابتكار على استخدام التكنولوجيا في العمليات الزراعية المختلفة فحسب، بل يمتد أيضًا إلى العمليات الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسية والسلوكية والتنظيمية والتجارية والمالية.
وتشمل أمثلة الابتكارات في مجال الزراعة استخدام الزراعة الذكية، وإنترنت الأشياء، واستخدام أجهزة الاستشعار والبيانات الضخمة لتحليل أداء المحاصيل والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية للحد من الخسائر. وتشمل الأمثلة استخدام الطائرات بدون طيار في إعادة تشجير الغابات، ومراقبة الحرائق والمحاصيل، والتوزيع الفعال للأسمدة والمبيدات الحشرية، واستخدام التكنولوجيا الحيوية الحديثة لتطوير أصناف مقاومة للجفاف والأمراض.
وإدراكا لأهمية الابتكار في زيادة دخل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وتحسين ظروفهم التغذوية، ركز عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية بشكل خاص على الابتكار وتبادل المعرفة والتدريب والوصول إلى التكنولوجيا كأساس لوضع سياسات واستراتيجيات فعالة لدعم الزراعة الأسرية. تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تلعب الحكومات دوراً حاسماً وحاسماً في دعم التحول إلى الزراعة المبتكرة والمستدامة من خلال سياساتها وقوانينها الداعمة والمحفزة للمزارعين لتشجيعهم على اعتماد التقنيات الحديثة، وكذلك من خلال الاستثمارات في البنية التحتية الزراعية والتكنولوجية وكذلك من خلال الدعم. البحث والتطوير في مختلف المجالات الزراعية.
كما تلعب المنظمات وصناديق الدعم العربية والإقليمية والدولية دوراً مهماً في تعزيز الابتكار في مجال الزراعة، حيث تعمل جنباً إلى جنب مع الحكومات والمؤسسات المحلية لضمان تحقيق الأهداف المشتركة والاستدامة والابتكار في القطاع الزراعي من خلال التحسين الفني والمالي. تقديم الدعم ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، وتحسين التعاون الدولي وتبادل الخبرات، ودعم مبادرات تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة، وتمويل المشاريع التنموية والبحثية في مجال الزراعة.
وفي هذا السياق، وبما أن أكثر من 70% من الإنتاج الزراعي في الدول العربية يأتي من المزارع الصغيرة والمتوسطة، فإن استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة 2030 التي أقرتها قمة الجزائر 2022 تركز على الابتكار ونقل التكنولوجيا وريادة الأعمال والبيئة. وتم تسليط الضوء على الأهداف الاستراتيجية وبرامج العمل الأساسية والثانوية التي تهدف إلى دعم وتنظيم وتشجيع صغار المزارعين على تطوير أعمالهم الزراعية من خلال دمج المعرفة والممارسات التقليدية مع المعرفة العلمية الحديثة والممارسات الزراعية المستدامة. بما يساهم في تطوير النظم الغذائية ويزيد من مرونتها وقدرتها على الصمود والتكيف مع التغيرات البيئية والاقتصادية الحالية، ويحسن أمنها الغذائي وبالتالي يساهم في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي.
وتغتنم منظمتكم العربية للتنمية الزراعية هذه الفرصة لتعرب عن شكرها وتقديرها للقادة العرب ووزراء الزراعة على دعمهم المستمر لقطاعي الزراعة والثروة السمكية. ونتمنى لهم المزيد لتحقيق أهدافهم المتمثلة في توفير الغذاء الآمن والصحي لكل مواطن عربي من خلال نظام عربي متكامل يجمع بين الموارد الطبيعية العربية والموارد المالية لتتدفق إلى اقتصاد عربي قوي وصحي.