اقتصاد

إستيراد مصانع درفلة الصلب للبليت بإعفاء جمركى كامل إهدار للنقد الأجنبي

ففي الوقت الذي تفرض فيه أكبر دولة في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، تعريفة بنسبة 25% على وارداتها من المنصات، تمتلك تركيا 17%، والمملكة العربية السعودية 12%، والجزائر 11%، وفيتنام 10%، وجنوب أفريقيا 10%، مصر التي لا تفرض تعريفات جمركية. وتعاني من نقص الدولار وشح موارد النقد الأجنبي حيث لا توجد رسوم وقائية أو جمركية على واردات البيليت، مما دفع مصانع الدرفلة إلى استغلال هذا الوضع باستيراد البيليت بأسعار رخيصة تحت إعفاء كامل من الرسوم الجمركية بحجة أنها تسليمات إنتاج، على الرغم من أن البليت يعتبر منتجًا شبه نهائي. إنها مرحلة متأخرة في إنتاج حديد التسليح

**إغراق الكميات

وبلغت أحجام استيراد بعض أصحاب مصانع الدرفلة، والمعروفة أسماؤهم لدى الجمارك وهيئة الرقابة على الاستيراد والتصدير، 200 ألف طن خلال شهر. هناك اسمان لأصحاب مصانع الدرفلة وكلاهما غارق في الديون، ويستوردان حوالي 70% من البليت المستورد مع إعفاء جمركي، والكميات المستوردة تتزايد وتتصاعد أسبوعاً بعد أسبوع، ويتم استيراد هذه الكميات بأسعار إغراق من السوق. دول أوكرانيا وإندونيسيا وروسيا وهذه على وجه الخصوص الدول التي لديها مخزون كبير من المنصات بسبب الانخفاض العالمي الحاد في حجم الطلب، وهو ما ينعكس في الإجراءات الكبيرة التي اتخذتها دولة الصين في هذا القطاع لإنعاشه. أسواقها من الصلب، حيث تنتج نصف الإنتاج العالمي، ويتم بيع المخزون والفائض من الصلب إلى أسواق المنطقة العربية بأسعار رخيصة بهدف التخلص منها، مما يؤثر سلباً على الصلب المتكامل وشبه الصلب. – مصانع متكاملة تنتج العروق وتوفرها لمصانع الدرفلة بأسعار مناسبة، لكن يبدو أن زمار في الحي لا يفعل ذلك. وهو سعيد!!

وفيما يتعلق بعنصر تكلفة إنتاج حديد التسليح من البليت في مصانع الدرفلة فنقول أن تكلفة درفلة البليت في مصانع الدرفلة لإنتاج حديد التسليح تصل إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة جنيه، وهنا تقوم مصانع الدرفلة بتخفيض أسعار هذا هو المنتج النهائي من حديد التسليح في السوق المحلية. علماً أن البليت المستورد يشكل ما لا يقل عن 85% من منتج حديد التسليح النهائي، وتختلف هذه التكلفة تماماً في المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة ذات الاستثمارات الكبيرة التي تنتج البليت بتكلفة عالية تصل إلى ضعف تكلفة الدرفلة الأمر الآخر هو أن المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة التي تنتج، تصنع القضبان وتحولها إلى حديد التسليح، وتصدرها إلى الأسواق الخارجية وتساعد الدولة على إدخال موارد النقد الأجنبي إلى الخزينة، على عكس مصانع الدرفلة التي لا تفعل ذلك. التصدير وفي أرباح السوق المحلي بل واستنزاف الدولارات في البنوك المصرية بحجة أن البيليت المستورد هو سلع مصنعة وهو ادعاء غير صحيح لأن تصنيف البيليت في صناعة الصلب كما سبق ذكره هو منتج نصف نهائي، وبناء على ذلك فإن القول بأن العروق هي من متطلبات الإنتاج هو بيان كاذب وصحيح.

الحماية الكافية للاستثمارات الكبيرة

ونؤكد أن هناك فرقاً كبيراً بين الاستثمار في مصانع الدرفلة والاستثمار في المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة. تصل الاستثمارات في المصانع المتكاملة وشبه المتكاملة إلى استثمارات متعددة في مصانع الدرفلة والتي في مكانكم تعتبر سرا ولا نكشف سرا عندما نقول أن بعض مصانع الدرفلة من خلال الصداقة و”الرفقة” على طريقة “شيلني” وأتشيليك” تغلق أبوابها، وهي أيضاً أشياء لا تصلح لصناعة تنافسية تحتاج إلى تطوير وتحديث للمستقبل التكنولوجي، وهو ما لن يرحم، كما يظهر من أن جميع دول الاتحاد الأوروبي سوف ينجح الاتحاد بنظام الحصص الواحدة، وقد تم وضع خطة لإنتاج الصلب الأخضر دون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050. وهذا هو المستقبل الذي ينتظر هذه الصناعة الاستراتيجية الضخمة.كل النقاط المذكورة أعلاه تؤكد أن مستقبل صناعة الصلب في مصر محفوف بالمخاطر إذا لم تواكب مصانع الدرفلة التطور التكنولوجي الضخم في الصناعة، بكميات كبيرة وبأسعار مغرية، مما يشكل خطرا كبيرا على الصناعة. استثمارات ضخمة في مصانع متكاملة وشبه متكاملة وهذا الوضع يتطلب الآن من الحكومة ورئيسها د. مصطفى مدبولي: اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف استيراد البليتات. خاصة وأن الإنتاج المحلي من البليت يصل إلى نحو 2.5 مليون طن سنويا وهو ما يكفي للاستهلاك المحلي، فيما تستورد مصانع الدرفلة نحو مليون طن سنويا، وهو ما يمثل عبئا كبيرا على دولار البنك المركزي لتمويل عمليات الاستيراد وفي حالات الاستيراد السماح بالاستيراد، وهو بالمناسبة حق مشروع لمصانع الدرفلة، ولكن بشرط أن تدفع الرسوم الجمركية على العروق المستوردة، كما هو الحال في أمريكا وغيرها من الدول الصناعية الكبيرة التي سبق ذكرها، و ومن المؤكد أننا لسنا أفضل حالاً من تلك الدول التي تتدخل لحماية استثماراتها الضخمة في صناعة الصلب، وهي صناعة استراتيجية في غاية الأهمية، لأنه لا بناء ولا بناء ولا حضارة ولا نمو إلا من خلال صناعة الصلب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى