الجزائر أوقفت استيراد منتجات الصلب.. ومصانع الدرفلة المصرية تستنزف ملايين الدولارات
وفي الوقت الذي تهدر فيه مصانع الدرفلة المصرية ذات الاستثمارات الضعيفة ملايين الدولارات سنويا على استيراد منتج البيليت نصف النهائي مع الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية دون الحصول على أي فائدة لخزينة الدولة، نلاحظ أن دولة الجزائر تمنع استيراد بعض منتجات الصلب لحماية صناعتها الوطنية وعدم استنزاف موارد الجزائر من النقد الأجنبي على الواردات، حيث تتصدر الجزائر قائمة الدول العربية والشرق أوسطية التي ليس عليها ديون خارجية لمؤسسة مالية دولية، أو من الإقراض بلدان.
وكانت الجمعية الوطنية المصرفية الجزائرية قد تلقت برقية من الأمين العام لوزارة التجارة وترقية الصادرات تطلب فيها من البنوك عدم الموافقة على طلبات توطين البنوك المتعلقة باستيراد بعض منتجات الصلب المعدة لإعادة البيع أو التصنيع.
وأشارت البرقية إلى أن عمليات استيراد هذه المنتجات، التي تم تحديدها قبل تاريخ توقيع هذه المراسلة، مبررة بموقع بنك أو مستند شحن ولا تتأثر بقرار الحظر.
ودعت ذات الهيئة كافة الأطراف المعنية إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار
يشار إلى أن الجزائر بدأت مؤخرا بتصدير منتجات الصلب التي استوردتها منذ ثلاث إلى أربع سنوات.
وشدد وزير الصناعة علي عون على ضرورة الخروج النهائي من فترة خطر العودة إلى الواردات.
وفي مصر، تستمر مصانع الدرفلة في استيراد العروق نصف المصنعة بكميات كبيرة عبر عدة موانئ مصرية أهمها ميناء الدخيلة المعفى تماما من الرسوم الجمركية، وتبلغ قيمته ملايين الدولارات رغم كونه ميناء مصريا للإنتاج. يصل حجم الخامات إلى أكثر من 2.5 مليون طن. وهذه الكميات تكفي احتياجات المصانع وقابلة للزيادة.
وتدخل هذه الكميات المستوردة إلى مصر مع إغراق السعر والكمية، دون تدخل وزارة المالية أو الاستثمار والتجارة، خاصة أن البليت المستورد لا يعتبر من متطلبات الإنتاج في تصنيف صناعة الصلب، بل منتج نصف نهائي. ويجب فرض رسوم جمركية عليها، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم فرض رسوم جمركية بنسبة 25%.
كما تفرض تركيا تعريفة بنسبة 17% على المنصات المستوردة، والمملكة العربية السعودية 12%، والجزائر 11%، وفيتنام 10%، وجنوب أفريقيا 10%. تفرض الدول هذه التعريفات على الرغم من اختلاف اقتصاداتها ومواردها من النقد الأجنبي. وتهدف في المقام الأول إلى فرض هذه الرسوم لحماية الاستثمارات الضخمة في صناعة الصلب.