مدبولي يشارك في افتتاح أسبوع القاهرة السابع للمياه
دكتور. شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، الجلسة الافتتاحية لفعاليات “أسبوع القاهرة السابع للمياه” و”أسبوع المياه الأفريقي التاسع”، المنعقدين تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بحضور عدد كبير من الوزراء. وشاركت الحكومة وعدد من الوزراء الأفارقة ورئيس المجلس العالمي للمياه وسفراء عدة دول ومجموعة من كبار المسؤولين الذين يمثلون الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومجلس وزراء المياه الأفارقة (أمكو) و منظمة الأغذية والزراعة وبنك التنمية الأفريقي.
وكان في استقبال رئيس الوزراء د. استقبل هاني سويلم وزير الموارد المائية والري.
وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة أعرب فيها في البداية عن سعادته بمشاركته في هذا الحدث المهم للغاية، ورحب بالوزراء والسفراء والمسؤولين في أسبوع القاهرة السابع للمياه والذي يحمل شعار “المياه والمناخ”. : بناء مجتمعات قادرة على الصمود”، والذي يتزامن مع “أسبوع القاهرة للمياه”، المهرجان الأفريقي التاسع للمياه، تحت الرعاية الكريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
دكتور. بدأ مصطفى مدبولي كلمته بالإشارة إلى أن الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي هو حق أساسي من حقوق الإنسان، مما دفعنا إلى اعتماد سياسات تركز على زيادة الاستثمار وبناء القدرات، وتشجيع الابتكار والعمل القائم على الأدلة، وتحسين التنسيق والتعاون على مستوى الجميع. القطاعات وأصحاب المصلحة، مع اتباع نهج أكثر تكاملا وشمولا لإدارة المياه، بما في ذلك السياق العابر للحدود.
وقال رئيس الوزراء إن المياه وتغير المناخ مرتبطان ارتباطا وثيقا. يؤثر تغير المناخ على المياه بطرق معقدة ومعقدة، سواء كان ذلك يؤثر على أنماط هطول الأمطار غير المتوقعة أو ارتفاع مستوى سطح البحر. ويؤدي تغير المناخ أيضا إلى تفاقم نقص المياه والمخاطر المرتبطة بالظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف، مما يجعلها أكثر تواترا وشدة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تعطيل أنماط هطول الأمطار ودورة المياه.
وأضاف رئيس الوزراء: “لكل هذه الآثار آثار اقتصادية واجتماعية عديدة على مجتمعاتنا، حيث واجه ما يقدر بنحو 391 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي المعتدل إلى الشديد في عام 2019، وقد زاد هذا العدد بشكل مثير للقلق، ليصل إلى 2.4 مليار شخص في عام 2022”. تقارير من الأمم المتحدة.
دكتور. وأوضح مصطفى مدبولي، أن قاعدة بيانات الطوارئ التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية تظهر أن 1695 كارثة سجلت في القارة الأفريقية بين عامي 1970 و2019 تسببت في وفاة أكثر من 731 ألف شخص وخسائر اقتصادية تقدر بنحو 38.5 مليار دولار.
ولتوضيح هذه النقطة أكثر، قال رئيس الوزراء: رغم أن أفريقيا لا تمثل سوى 4% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، إلا أنها من بين المناطق الأكثر تأثرا بالآثار الضارة لتغير المناخ، حيث أن أفريقيا مسؤولة عن 15% من الظواهر الجوية والمناخية المرتبطة بها. الكوارث هي والمياه، وارتبطت بها 35% من الوفيات، وعلى الرغم من أن الكوارث المرتبطة بالفيضانات كانت الأكثر شيوعاً (60%)، إلا أن الجفاف تسبب في معظم الوفيات، حيث كان سبب وفاة 95% من جميع الوفيات في العالم. منطقة .
دكتور. وتابع مصطفى مدبولي في كلمته، لافتا إلى أنه مع زيادة الحروب طويلة الأمد، أصبح الحصول على المياه أحد أكبر التحديات الإنسانية. وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة، يمنع الاحتلال الوصول إلى المياه والطاقة والغذاء كأداة للضغط والسيطرة وكوسيلة للحرب. أدت الحرب إلى خفض إمدادات المياه في غزة بنسبة تزيد على 95%، مما أجبر السكان على استخدام المياه غير الآمنة وخدمات الصرف الصحي، وأدت إلى التهجير القسري للسكان، في انتهاك لمبادئ القانون الإنساني الدولي. دكتور. وأضاف مدبولي: كما أثرت الحرب على الزراعة وإنتاج الغذاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما أدى إلى انعدام الأمن الغذائي. مع تعرض 2.3 مليون شخص لخطر الجوع بشكل متزايد، وفي جمهورية السودان الشقيقة، فقدت غالبية القرى والبلدات السودانية إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة مع استمرار الحرب في السودان لأكثر من عام، مما أدى إلى تفاقم معاناة المواطنين. مما أدى إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة بسبب صعوبة توفير المياه ونقص مياه الشرب النقية. وفي الوقت نفسه، أدى تغير المناخ والفيضانات الغزيرة إلى تفاقم الأزمة. وواجهت مدينة بورتسودان أزمة حادة في مياه الشرب عقب انهيار سد أربعات الذي يعد أكبر مصدر للمياه النظيفة. وبعد جفاف المياه، فإن المدينة التي تعاني بالفعل من أزمة مياه الشرب، ستشهد كارثة حقيقية، خاصة في ظل وجود آلاف النازحين والاكتظاظ الشديد الذي تشهده المدينة.
وقال رئيس الوزراء: “أغتنم هذه الفرصة لأؤكد مجددا موقف مصر الثابت في دعم أمن واستقرار ووحدة جمهورية السودان الشقيقة، وأن مصر لا تتوانى عن دعم السودان الشقيق في التعامل مع آثار الحرب”.
دكتور. وأشار مصطفى مدبولي إلى أن مصر تعد أفضل مثال للدول التي تعاني من هذه التحديات المعقدة الناجمة عن تغير المناخ وندرة المياه. وبما أن مصر هي الدولة الواقعة عند المصب السفلي لنهر النيل، فإنها لا تتأثر فقط بالتغيرات المناخية داخل حدودها، بل تتأثر أيضاً بالتغيرات المختلفة في بقية دول حوض النيل.
وشدد رئيس الوزراء على أنه كما أكدت مصر دائمًا على دعمها لجهود التنمية المستدامة في دول حوض النيل وتحقيق تطلعات شعوبها إلى مستقبل أفضل، فإن مصر تؤمن بأهمية النهج التعاوني وضرورة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. مبادئ القانون الدولي على أساس الاستخدام الأمثل للموارد المائية العابرة للحدود بما يتجنب الإضرار بالدول والمجتمعات الأخرى ويحمي مصالحها الحيوية وحقوقها الأساسية.
دكتور. حذر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، من أن الدول المتشاطئة تواجه تحديات متزايدة في التعاون بشأن مستجمعات المياه العابرة للحدود، مشيراً إلى أن هذه التحديات تتطلب منا التفكير جدياً في كيفية تحسين التعاون والتنسيق بين الدول لتحقيق الإدارة الفعالة والمستدامة لهذه الموارد الحيوية، بالإضافة إلى فالمياه ليست مجرد مورد طبيعي، بل هي عنصر أساسي للحياة والتنمية. ولذلك فإن التعاون بين الدول المتشاطئة يعد خطوة حاسمة لضمان استدامة هذه الأحواض. ويجب علينا أن نعمل معًا لتبادل المعرفة وجمع الخبرات ووضع استراتيجيات فعالة تضمن حقوق جميع أصحاب المصلحة وتساعد في مواجهة التحديات المشتركة.
وأعرب رئيس الوزراء عن أن وجود تعاون فعال في مجال المياه عبر الحدود يعتبر أمرا وجوديا لا غنى عنه لمصر، وهو ما يتطلب النظر في الإدارة المشتركة للمياه على “مستوى الحوض” كوحدة متكاملة تشمل الإدارة المتكاملة للمياه الزرقاء والمياه. كما تتطلب المياه الخضراء مراعاة الالتزام غير الانتقائي بمبادئ القانون الدولي المعمول بها، ولا سيما مبدأ التعاون والتشاور المبني على دراسات فنية شاملة، والتي تعد ضرورة لا غنى عنها لضمان الاستخدام العادل للموارد المشتركة وتجنب الإفراط في استخدام الموارد. الضرر قدر الإمكان.
دكتور. وقال مصطفى مدبولي: على الرغم من التحديات المتزايدة التي تواجهها مصر فيما يتعلق بالتعاون في المياه العابرة للحدود ودورها المهم في تحسين التعاون مع دول حوض النيل ومساهمتها في إنشاء مبادرة حوض النيل عام 1999 والمساعدات المالية والفنية والكبيرة. الموارد السياسية التي استثمرت فيها مصر. وفي العقد الأول من عملها بمبادرة حوض النيل، علقت مصر مشاركتها في الأنشطة الفنية للمبادرة بسبب القرار غير التوافقي لبعض الدول بفتح الباب أمام التوقيع على مسودة الاتفاقية الإطارية غير المكتملة، والتي انتهكت المبادئ الأساسية. وقاعدة اتخاذ القرار بالإجماع، وأقرت مجموعة من القواعد غير الدستورية التي تتفق مع مبادئ قانون المياه الدولي وتتضمن إجراءات وآليات واضحة للتشاور والإخطار المسبق قبل إنشاء المشاريع، بما يحفظ المصالح والاحتياجات الإنسانية الحيوية ويعطي لها الأولوية على الاستخدام، فضلا عن عدم وجود التزامات واضحة في مجال حماية والحفاظ على بيئة النهر، مما يشكل تهديدا لأمن مصر المائي.
وشدد رئيس الوزراء على أن مبادرة حوض النيل بصيغتها الأصلية -الشكل التوافقي الذي تأسست عليه- ستظل الآلية الشاملة الوحيدة التي تغطي حوض النيل بأكمله. تم إطلاقها من قبل جميع دول الحوض ويجب الحفاظ على الحقوق والالتزامات القانونية المترتبة على ذلك ويجب على مختلف الجهات المانحة دعم التعاون بشأن المياه في حوض النيل بما يحسن التعاون بين جميع دول الحوض على أساس مبادئ القانون الدولي وتجنب دعم المزيد من التدابير أو الآليات التي تعزز الانقسامات بين دول الحوض.
وأضاف رئيس الوزراء: إن المخاطر التي تمثلها الحركات الفردية والأحادية التي لا تلتزم بمبادئ القانون الدولي المتعلقة بأحواض الأنهار المشتركة واضحة. وأشهرها السد الإثيوبي الذي بدأ تشييده منذ أكثر من 13 عاماً على نهر النيل، دون أي تشاور أو دراسات وافية حول تأثيراته الاجتماعية والبيئية على دول الجوار، في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك إعلان المبادئ الموقع عليه. في عام 2015، ويتناقض مع إعلان مجلس الأمن الصادر في سبتمبر 2021، حيث يشكل استمرار هذه التحركات تهديدًا وجوديًا لأكثر من مائة مليون مواطن مصري.
دكتور. وأوضح مصطفى مدبولي، أنه على الرغم من الاعتقاد السائد بأن محطات الطاقة الكهرومائية لا ضرر منها، إلا أنه إذا استمرت هذه الممارسات مقرونة بفترات طويلة من الجفاف، فإن التشغيل الأحادي وغير المتعاون للسد الإثيوبي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، على مليون ومائة ألف نسمة. واحتمال فقدانهم لسبل عيشهم وفقدان حوالي 15% من الأراضي الزراعية سيؤدي إلى زيادة التوترات الاجتماعية والاقتصادية وقد يؤدي إلى النزوح وتفاقم الهجرة غير الشرعية عبر حدود الدولة المصرية.
وأوضح رئيس الوزراء أنه في مواجهة هذه التحديات المتزايدة، تهدف الدولة المصرية من خلال التعاون بين الوزارات المعنية إلى تنفيذ خطة وطنية شاملة تعالج القضايا المتعلقة بالمياه والطاقة والغذاء والبيئة. وهذا هدف طموح. وتهدف الخطة إلى تحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز الاستخدام الرشيد وموارد المياه المتجددة المستدامة، مما يساعد على معالجة الضغوط المتزايدة بسبب تغير المناخ والنمو السكاني بشكل فعال. وقد تم استثمار حوالي 10 مليارات دولار على مدى السنوات الخمس الماضية. وساهم تحسين كفاءة نظام المياه في مصر وتدابير إعادة استخدام المياه بنحو 21% في موارد المياه غير التقليدية وأدى إلى توازن مائي أفضل.
دكتور. واختتم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمته بالتأكيد على أن هذه الجهود تؤكد رؤية مصر الإستراتيجية في مواجهة تحديات المياه وتعزيز الاستدامة، مما يساهم في تحقيق الأمن المائي والغذائي والبيئي على المدى الطويل.