بعد إعلان دخولها حيز التنفيذ.. كيف تواجه مصر اتفاقية «عنتيبي»؟
عادت حالة التوتر بين دولتي المصب، مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، من جديد بعد إعلان أديس أبابا بدء نفاذ الاتفاقية الإطارية للتعاون في حوض النيل باسم “عنتيبي”، رغم المعارضة. من القاهرة والخرطوم، إذ كان من نصيبهما أن مياه النيل مهددة، وهو ما يؤدي في رأيه إلى تفاقم الأزمة بين الدول الثلاث.
مصر والسودان يرفضان اتفاقية عنتيبي المبرمة في مدينة عنتيبي الأوغندية عام 2010، والالتزام باتفاقيات 1902 و1929 و1959 التي ترفض الإضرار بدول المصب وترخص لمصر 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل، و18.5 مليار متر مكعب للسودان .
علمت بوابة البلد من مصدر مطلع على ملف أزمة سد النهضة بوزارة الري المصرية، أن اجتماعا وزاريا سيعقد هذا الأسبوع مع عدد من المسؤولين المصريين لبحث تأثير أزمة اتفاق عنتيبي بعد دخوله حيز التنفيذ في 14 أكتوبر المقبل، بعد أن دخل حيز التنفيذ في 14 أكتوبر الجاري. ستة من أصل عشرة دول في حوض النيل: إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وكينيا وجنوب السودان. وكشف المصدر أن القاهرة تقوم بإعداد فريق من أساتذة القانون الدولي وخبراء الري لإعداد دراسة قانونية لتحديد سيناريوهات التعامل مع هذه الأزمة في المرحلة المقبلة.
وزير الخارجية المصري د. وأكد بدر عبد العاطي في خطابات متلفزة أن بلاده لن تقبل بأي حال من الأحوال أي انتهاك لحصتها السنوية من مياه النيل، فهي مشكلة وجودية وترتبط بشكل مباشر بالأمن القومي، ولا ينبغي إهمال قطرة واحدة. وذكر أن القاهرة ليس لديها مشكلة مع دول حوض النيل سوى إثيوبيا، كما أنها لا تنتهك حق دول حوض النيل في التنمية، ونفى وجود مؤامرة ضد أحد.
دكتور. من جانبه، قال عباس شراقي، خبير الموارد المائية وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن دخول اتفاق عنتيبي حيز التنفيذ لا يلزم مصر والسودان بأي شيء. لأنها لم توقع عليها وبالتالي، بحجة دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، لا يحق للدول المطلة على نهر النيل إطلاق مشاريع على مياه النيل من شأنها أن تؤثر على دولتي مصر والسودان وتعي المؤسسات الدولية الكبرى ذلك، ونظراً للخلافات الخطيرة مع الدول الأخرى، فإنها لن تقدم لأي دولة في حوض النيل منحاً أو مساعدات أو قروضاً لبناء مشاريعها.
وقال شراقي لـ«بوابة البلد» إن إثيوبيا تواصل ضغوطها سواء باستكمال سد النهضة على أراضيها أو محاولة تنفيذ اتفاق عنتيبي مع دول حوض النيل إلا أنها لم تضف أي جديد وأشار إلى أن ذلك يدل على أن دولة جنوب السودان التي انضمت إلى الاتفاق في يوليو الماضي، ولم تفعل ذلك. ولم يكن من بين الدول التسعة التي شاركت في مبادرة حوض النيل (كينيا، رواندا، بوروندي، تنزانيا، الكونغو، أوغندا، إثيوبيا، السودان، مصر) وبالتالي فإن التوقيع تم بـ”أغلبية الثلثين”، أي 6 البلدان، لكي يدخل الاتفاق حيز التنفيذ. وهذا ما يحدث وبالتالي فإن الاتفاق باطل ومن الممكن معارضته دوليا.