هوكشتاين من بيروت: عدم تطبيق «1701» وراء الأزمة الراهنة
بعد ليلة دامية نفذت فيها الطائرات الحربية الإسرائيلية هجمات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت ووصول الدخان الأسود المنبعث منها إلى مقربة من مطار بيروت الدولي، وصل المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوشستاين إلى بيروت اليوم (الاثنين) لإجراء محادثات مع رئيس مجلس النواب. نبيه بري، ورئيس الحكومة المؤقتة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وبعد لقائه بري ورداً على سؤال أثار هاجساً لدى اللبنانيين لإجراء المزيد من التغييرات على القرار 1701، قال هوشستاين: «لن أخوض في نقاش حول تعديل القرار، بل حول إضافة مواد تمكن من تنفيذه، وشدد على أن عدم تطبيق القرار 1701 ساهم في الأزمة الحالية وهذا يجب أن يتغير.
وأشار إلى أن الأمور يجب أن تكون مختلفة عما كانت عليه خلال الـ 18 عاما الماضية، حيث أن تنفيذ هذا القرار سيكون الأساس لحل النزاع والإضافات ستوفر ضمانات للشعبين والمجتمع الدولي. وشدد هوكستاين على ضرورة دعم الجيش اللبناني وجعله قادرا على حماية منشآته الحيوية وحدوده.
ودعا إلى ضرورة تغيير الوضع الراهن ولذلك عدت إلى بيروت لبحث الوضع مع المسؤولين حيث سنجري مناقشات بناءة في لبنان وإسرائيل لإيجاد أفضل السبل لإنهاء الصراع. ودعا المبعوث الأميركي المجتمع الدولي إلى المساعدة في دعم لبنان وأنه يجب أن نرى إعادة الإعمار بعد الدمار ويجب أن يكون هناك أيضاً إعادة إعمار اقتصادي.
وتزامنت زيارة هوكشتاين إلى لبنان مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة.
وربط مراقبون بين الزيارتين، فكلما ركز هوكشتاين على قضية غزة، واجه القضية اللبنانية. هذه المرة، جاء بلينكن عشية الانتخابات الأميركية وبعد اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار ليقوم بمحاولة جديدة وأخيرة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، وهو ما تتصوره إدارة بايدن الآن. ومن المهم جني ثمار ما حدث وتحسين حظوظ المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
في كل مرة يصل هوكشتاين إلى بيروت، تنتهي زيارته بـ«الفشل» في كسر الحلقة المفرغة، تعقبها موجة من التصعيد.
عشية وصول هوكشتاين إلى بيروت، تسربت معلومات دبلوماسية غربية حول ورقة المبعوث الأميركي إلى السلطة اللبنانية، والتي تضمنت: إدخال تعديلات وإضافات على القرار 1701. وتشمل هذه التعديلات تعريف المنطقة أو المكان منزوعة السلاح أيضاً مثل توسيع صلاحيات ومهام قوات اليونيفيل والانتشار الكامل والفعال للجيش اللبناني. ويشمل ذلك التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتنفيذ القرار 1559، خاصة فيما يتعلق بنزع سلاح حزب الله. إضافة إلى إعادة هيكلة السلطة في لبنان، بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية فوراً، من دون انتظار وقف إطلاق النار، ما أدى إلى تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات بعد الاتفاق المسبق على اسم رئيسها.
ونقل عنه في بيان لمكتب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الانتقالية اللبنانية قوله: “لا بديل عن قرار الأمم المتحدة رقم 1701″، وشدد على أنه لا يوجد قرار أممي جديد، لكن من الممكن أن تضاف إليه اتفاقيات جديدة. ومن هذا القرار “تنفيذه”. وفي عام 2006، سمح مجلس الأمن لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على منطقة الحدود الجنوبية مع إسرائيل خالية من الأسلحة أو الأنشطة المسلحة غير المرتبطة بالوضع اللبناني.