ترمب – هاريس.. استقطاب حاد ولا فائز مضموناً
ووسط استقطاب حاد، قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يتوقع نحو 94% من الناخبين فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بينما يتوقع نحو 89% من أنصار المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه بالبيت الأبيض مرة أخرى.
واللافت للنظر حتى الآن هو أن استطلاعات الرأي العام تظهر تقارباً كبيراً بين المتنافسين، الأمر الذي يخلق حالة من عدم اليقين، على الرغم من أن العديد من الأميركيين يغيرون سلوكهم التصويتي كل أربع سنوات.
أما هاريس، فإن صعودها إلى منصب أول رئيسة لأميركا يتطلب الفوز بولايات «الحائط الأزرق»: ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، خاصة في ظل تزايد فرص ترامب للفوز بولايات «حزام الشمس»: أريزونا، وجورجيا، ونيفادا، وواشنطن. ولاية كارولينا الشمالية.
وبحسب الحسابات السابقة، فإن فوزها بالولايات الثلاث والدائرة الثانية في نبراسكا، وكذلك جميع الولايات الأخرى التي فاز بها الرئيس جو بايدن عام 2020، يضمن حصول هاريس على 270 صوتا في المجمع الانتخابي، وهو العدد المطلوب للفوز بالانتخابات.
وتظهر استطلاعات الرأي في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن أن الفجوة بين المرشحين أقل من نقطة واحدة. ومنذ الإعلان عن ترشح هاريس نهاية يوليو/تموز من العام الماضي، لم تتقدم هي ولا ترامب بفارق 5 نقاط أو أكثر في هذه الولايات الثلاث الحاسمة، وهذا هو نفس الشيء الذي حدث على المستوى الوطني منذ أن كانت المرة الأولى في عام منذ أكثر من 60 عامًا، لم يتقدم أي مرشح بفارق 5 نقاط أو أكثر في أي وقت من السباق.
إذا أراد ترامب العودة إلى البيت الأبيض، فلا بديل عن الفوز بالولايات الأربع المتأرجحة “حزام الشمس”، وإذا فاز بها والولايات التي فاز بها عام 2020، فسيكون لديه الرقم السحري 270 في الحملة الانتخابية. الأصوات تصل إلى الجامعة.
وسبق للرئيس السابق أن تفوق في استطلاعات الرأي في الانتخابات السابقة، وإذا فعل ذلك مرة أخرى فمن المتوقع أن يحقق فوزا كبيرا ويحصل على أكثر من 300 صوت في المجمع الانتخابي.
ولاحظ مراقبو الانتخابات عدة عوامل تدعم حالة عدم اليقين، بما في ذلك:
1- تظهر معظم استطلاعات الرأي على المستوى الوطني قدراً كبيراً من التقارب بين حظوظ المرشحين، ومع هامش خطأ يقدر بـ 3 نقاط وتقدم المرشحين في الاستطلاعات بأقل من نقطتين، فإنه من المستحيل ترجيح حظوظ أي مرشح على المرشح. آخر.
2- أظهرت استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة أن السباق متقارب، حيث لم يتجاوز متوسط الاستطلاع في جميع الولايات السبع المتأرجحة نقطتين. وهذا يسمح لأي مرشح بالفوز بجميع الولايات السبع وبالتالي ضمان فوز كبير في المجمع الانتخابي. لكن على الصعيد المحلي، يصعب على أي مرشح أن يفوز في جميع الولايات.
3- يمكن للأحداث العالمية أن تغير السباق في اتجاه أو آخر، ومع التوترات في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا والمنافسة مع الصين، لا يمكن لأحد أن يعرف مدى تأثيرها على ترامب وهاريس.