«واشنطن بوست» تتخلى عن دعم مرشحي الرئاسة الأمريكية
سحبت صحيفة “واشنطن بوست” دعمها للمرشحة الديمقراطية كاملا هاريس، لتكسر بذلك تقليداً تاريخياً دام 40 عاماً بإعلانها أنها لن تدعم أي مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأرجع مراقبون القرار غير المسبوق، الذي أثار حالة من الغضب بين العاملين في الصحيفة، إلى مخاوف مليارديرها جيف بيزوس من عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن اليوم (السبت). .
وكشف أنه قبل إعلانها الأخير، كانت الصحيفة تنوي الإعلان عن دعمها لنائبة الرئيس كامالا هاريس، لأسباب مهنية على ما يبدو، لكن الأمر الذي اعتبره خوف بيزوس من فوز ترامب وخسارة العقود الفيدرالية الموقعة مع الشركات العملاقة، أمازون.
وقال مصدر مطلع للشبكة إن أعضاء غرفة التحرير أعدوا مسودة تدعم هاريس وكانت جاهزة لموافقة مجلس الإدارة، لكن المسودة لم يتم تقديمها مطلقا.
وأعلن الرئيس التنفيذي للصحيفة، ويل لويس، أن المنظمة “لن تؤيد بعد الآن المرشحين الرئاسيين، خلافا لعقود من السوابق”. وكتب: “واشنطن بوست لن تؤيد أي مرشح رئاسي في هذه الانتخابات أو في أي انتخابات رئاسية مقبلة”.
وقال إن الصحيفة تدعم المرشحين الرئاسيين منذ الثمانينيات، عندما أعطت ختم موافقتها لجيمي كارتر، الذي فاز في الانتخابات. قبل ذلك، لم تدعم أي مرشح رئاسي، باستثناء عام 1952، عندما دعمت دوايت أيزنهاور.
وأضاف في مذكرته للموظفين أن الصحيفة لم تتخذ قرارها كمؤشر على “الدعم الضمني لمرشح واحد” أو “إدانة مرشح آخر”. وأشار لويس إلى افتتاحية إحدى الصحف عام 1960 التي قالت: “من الحكمة أن تحجب صحيفة مستقلة في عاصمة البلاد دعمها”.
من جهته، وصف رئيس التحرير السابق مارتي بارون، الذي ترأس الصحيفة خلال فترة من النجاح التحريري والتجاري، القرار بأنه “جبان لأنه يرى في الديمقراطية تضحية”. ورأى أن ترامب سيرى في هذا القرار دعوة لمواصلة محاولة تخويف بيزوس، لافتا إلى أن هناك “ضعفا مثيرا للقلق في مؤسسة معروفة بشجاعتها”.
وشهدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز اضطرابات أدت إلى استقالة رئيس تحريرها وكاتبين هذا الأسبوع احتجاجا على قرار مالكها الملياردير باتريك سون شيونغ حظر دعم أي من المرشحين الرئاسيين.