الولد الشقي.. مات
افتتح الفن العربي صفحة مهمة في تاريخه عندما أعلن محمد يوسف، صباح الثلاثاء، وفاة شقيقه الفنان الكبير حسن يوسف عن عمر يناهز 90 عاما، بعد مسيرة فنية مليئة بالأدوار المميزة مثل دوره في فيلم ليالي اليوسف. الحلمية وتجسيده لشخصية الشيخ الشعراوي في إمام الدعاة، والتي نالت إعجاب وتقدير الجمهور في جميع أنحاء العالم العربي. وعرف حسن يوسف بـ”الولد الشرير” منذ ستينيات القرن الماضي، وارتبط اسمه بالأفلام التي جمعته بزوجته وشريكة حياته شمس البارودي التي شاركها الفن والحياة.
وكان حفل زفاف حسن وشمس قصة حب ملهمة امتدت من الشاشة إلى الحياة حيث تحولت اهتماماتهما من الشهرة إلى التفاني في العبادة والحياة بعيدا عن الأضواء منذ اعتزال شمس في الثمانينات. وظهرت قوة علاقتهما في دعمهما لبعضهما البعض، خاصة في السنوات الأخيرة عندما اهتمت شمس به بنفسها بعد تدهور حالته الصحية، حتى أنها حولت إحدى غرف المنزل إلى غرفة رعاية له. وبعد وفاة ابنها عبد الله غرقا عام 2023، اعتزلت حسن الحياة الفنية تماما حيث رأى في هذه الحادثة نقطة تحول ليتفرغ لما تبقى له من وقت للعبادة والتأمل والابتعاد عن كل ما يتعلق بالمناسبات الفنية والاجتماعية. .
وتضاعف حزن حسن، ليس فقط بفقدان ابنه، بل أيضا برحيل عدد من زملائه وأصدقائه المقربين الذين كانوا جزءا من مسيرته الفنية الممتدة لعقود. وهؤلاء الرفاق نجوم من «فترة الفن التشكيلي» مثل محمود ياسين وعزت العلايلي اللذين توفيا قبله وتركا فراغا في قلبه وحياته. وقد أثقلت هذه الخسارة المتوالية حسان بالامتناع العميق عن ملذات الحياة حتى بدأ يقضي معظم وقته في التأمل والتفرغ لعبادته. وأوضح أنه وصل إلى حالة من الرضا عما قدمه، وهو ما قرر أن يصنعه، وكانت آخر ذكرياته عن جمهوره هي تلك الشخصيات التي أحبها على الشاشة وشعر بالارتباط بها.