معلومات الوزراء: مصر تستهدف زيادة نسبة الاستثمارات الخضراء لـ75% بحلول 2030
وأظهر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنه مع التنمية تستهدف مصر زيادة حصة الاستثمارات العامة الخضراء إلى 50% من إجمالي الاستثمارات العامة عام 2024/2025، مقارنة بنحو 15% عام 2020/2021 للإطار الأول للتنمية المستدامة. وسيتم تطبيق معايير الاستدامة البيئية على مشروعات الموازنة العامة، فيما تستهدف مصر زيادة هذه النسبة إلى 75% بحلول عام 2030.
جاء ذلك في تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء حول “ريادة الأعمال الخضراء”.
وتناول التقرير الجهود والمبادرات، سواء تلك التي قامت بها الحكومة المصرية لتعزيز اتجاه ريادة الأعمال الخضراء أو تلك التي تم تنفيذها ضمن أطر تعاونية مع شركاء التنمية الدوليين، بما في ذلك المشروعات الخضراء للمبادرة الوطنية الذكية، والتي تم إطلاقها في أغسطس 2022. برعاية رئيس الجمهورية وقرار من رئيس مجلس الوزراء كخطوة رائدة في تحفيز الأفكار الإبداعية.
يتم تمويل مبادرة الشراكة الوطنية من قبل الاتحاد الأوروبي لتعزيز أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة في ثماني دول في جنوب البحر الأبيض المتوسط: (الجزائر، مصر، إسرائيل، الأردن، لبنان، المغرب، فلسطين وتونس). تدعم المبادرة بشكل مباشر تعزيز بيئة السياسات التمكينية، بالإضافة إلى… مشروع GIMED Green Impact: يهدف إلى تعزيز تطوير المشاريع المبتكرة بيئيًا لخلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد الأخضر والدائري في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وبالإضافة إلى جائزة ريادة الأعمال الخضراء، تعاونت غرفة التجارة الأمريكية مع شركة تطوير مصر لتكريم رواد الأعمال المصريين في مختلف القطاعات بجائزة ريادة الأعمال الخضراء.
الاستثمارات العامة الخضراء
وقال المركز إنه يتجه نحو الابتكار والاستدامة. التكيف مع التحديات المتزايدة التي تهدد مختلف جوانب الحياة، وفي مقدمتها تغير المناخ، الأمر الذي يتطلب تغييرات جذرية في جميع أنماط الأنشطة الاقتصادية لضمان استدامة وكفاءة استخدام الموارد المحدودة والتقليل من خطورة نماذج الاقتصاد الدائري والاقتصادي. السياسات التي تم تطويرها. أصبحت ريادة الأعمال المحفز الرئيسي للنمو الاقتصادي، حيث تم الاعتماد على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر كلاعبين رئيسيين يلعبون دورًا حاسمًا في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأوضح مركز المعلومات أنه في ظل النمو الاقتصادي المتسارع وما نتج عنه من تدهور بيئي ومناخي، زاد الطلب على نماذج الأعمال الخضراء بسبب ابتكارها واستدامتها، الأمر الذي سيساعد على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمواجهة سيقود تغير المناخ سيخسر الاقتصاد العالمي 23 تريليون دولار في عام 2050 وبناء على ذلك، بدأت البلدان في الاهتمام بالحلول والتقنيات الخضراء الأكثر استدامة، حيث تضيف السلع والخدمات الخضراء الجديدة قيمة قدرها 10.3 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي. الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2050.
وفيما يتعلق بسوق التكنولوجيا الخضراء العالمي، أوضح التقرير أن التكنولوجيا والابتكار يلعبان دوراً واضحاً في ريادة الأعمال الخضراء حيث أنها أحد أهم مكونات ريادة الأعمال الخضراء نظراً لمساهمتها في إنتاج السلع والخدمات التي تلعب دوراً هاماً تمثل وتأثيرها البيئي، بالإضافة إلى مساهمتها في خفض تكاليف المنتجات، والاستثمار في حلول الطاقة منخفضة الكربون، مثل وستتجاوز الاستثمارات في النفط والغاز، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، نحو 760 مليار دولار بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن تتراجع الاستثمارات في النفط والغاز إلى نحو 700 مليار دولار بحلول عام 2030.
كما لوحظ أن سوق التغليف الصديق للبيئة شهد نمواً ووصلت قيمته إلى حوالي 259 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 393 مليار دولار بحلول عام 2032.
أما بالنسبة للوعي العالمي بالممارسات الأكثر استدامة، يوضح التقرير أن ريادة الأعمال الخضراء تتطلب من الناس أن يصبحوا أكثر وعياً بالقضايا البيئية وتحويل ممارساتهم الاستهلاكية نحو ممارسات أكثر استدامة. وهذا يتطلب نشر المنتجات الصديقة للبيئة بطريقة تحفز رواد الأعمال الخضراء. ووفقا لدراسة أجرتها شركة نيلسن، فإن 73% من المستهلكين العالميين على استعداد لتغيير عاداتهم الاستهلاكية لتقليل تأثيرهم على البيئة. يمثل هذا فرصة عمل كبيرة لأصحاب المشاريع الخضراء لتلبية احتياجات قاعدة المستهلكين الواعية بيئيًا.
كما وجد استطلاع المستهلكين لعام 2024 الذي أجرته شركة PWC، والذي تم إجراؤه في 31 دولة حول العالم وتم إصداره في مايو 2024، أنه على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن تكلفة المعيشة والتضخم، فإن المستهلكين على استعداد لإنفاق ما يقرب من 9.7% أكثر على السلع من مصادر مستدامة، مع تأكيد 85% منهم، ذلك إنهم يعانون من الآثار المدمرة لتغير المناخ على حياتهم.
من ناحية أخرى، يشير تقرير مسح الاستدامة والمركبات الكهربائية وتجارة التجزئة الفاخرة لعام 2024 الذي أعدته شركة pdi Technologies إلى أن اهتمام المستهلكين الأمريكيين بالاستدامة ارتفع بشكل مطرد من 64% في عام 2021 إلى 80% في عام 2024. 17% من المستهلكين وفقًا لتقديرات ماكينزي اعتبارًا من أبريل 2024، يخطط المستهلكون في أوروبا لشراء المزيد من المنتجات الصديقة للبيئة في عام 2024 مقارنة بعام 2023. كما وجدت دراسة أجراها مركز المستهلك الألماني أن أكثر من 70% من المستهلكين الألمان يأخذون في الاعتبار الاستدامة عند الشراء مقابل أجر. الاهتمام بشراء مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية.
وأشار التقرير إلى أن المهارات الخضراء أصبحت من متطلبات المهارات المضافة حديثاً حيث تم تطوير ميثاق الوظائف الخضراء للشباب من قبل المنظمات التالية: منظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)؛ ويهدف الميثاق إلى خلق مليون فرصة عمل خضراء جديدة للشباب بحلول عام 2030، وتسريع تحويل مليون وظيفة حالية إلى وظائف خضراء، مع دعم 10,000 من رواد الأعمال الشباب لبدء وتنمية أعمالهم الخضراء المستدامة.
ويغطي الميثاق ثلاثة مجالات رئيسية: التوظيف وريادة الأعمال، والتعليم والمهارات الخضراء، وتمكين الشباب ومشاركتهم. وفقًا لمنصة التوظيف العالمية LinkedIn، فإن نسبة العاملين الذين لديهم وظيفة خضراء أو يشيرون على الأقل إلى مهارة خضراء واحدة في ملفهم الشخصي على المنصة في تزايد مستمر، حيث وصل معدل نمو رواد الأعمال العالميين على المنصة إلى حوالي 45% معدل النمو من رواد الأعمال الخضراء وصلت إلى حوالي 48%.
وأضاف التقرير أن الزيادة في الطلب على المهارات الخضراء تفوق الزيادة في العرض، مما يزيد من احتمال حدوث نقص وشيك في المهارات الخضراء. وتقدر منصة لينكدإن أن حصة الطلب على المهارات الخضراء في مكان العمل ارتفعت إلى نحو 22.4% في عام 2023، مقارنة بنحو 12.3% في عام 2022، حصة المواهب الخضراء في القوى العاملة.
على الصعيد العالمي، يتمتع واحد فقط من كل ثمانية عمال بمهارة خضراء واحدة أو أكثر، ويفتقر سبعة من كل ثمانية عمال إلى مهارة خضراء واحدة. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك 16% من الرجال وما يقرب من 10% من النساء مهارة أو خبرة خضراء واحدة على الأقل في الحفاظ على البيئة. بمعنى آخر، 9 من كل 10 نساء ليس لديهن أي مهارات أو خبرة خضراء في مجال حماية البيئة.
وأضاف التقرير أن المهارات الخضراء تتزايد في صناعة السيارات. وارتفعت نسبة العاملين الذين لديهم معرفة بالمركبات الكهربائية بمتوسط 61% بين عامي 2018 و2023.
البلدان التي لديها أكبر نسبة من العاملين في مجال السيارات ذوي مهارات السيارات الكهربائية (اعتبارًا من مارس 2023) هي السويد، التي تأتي أولاً (8.1%)، تليها المملكة المتحدة (7.3%) ثم ألمانيا (6.1%). تتخلف الولايات المتحدة عن الركب: 3.7% فقط من العاملين في قطاع السيارات لديهم المعرفة في هذا المجال.
وفي ختام تقريره، أشار التقرير إلى أن التحول إلى عالم أكثر استدامة من خلال دعم ريادة الأعمال الخضراء هو في الواقع قضية رئيسية تستحق اهتماما وثيقا. ولم يعد هذا النهج خيارا، بل أصبح ضرورة لضمان التنمية المستدامة والرفاه الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في الحاضر والمستقبل. وعلى الرغم من الخطوات الجادة التي اتخذتها الدول في هذا المجال، إلا أنه لا تزال هناك تحديات تقف في طريق تسريع هذا التغيير. وتتطلب هذه التحديات زيادة الجهود المشتركة من جانب الحكومات والشركات والمجتمعات للتصدي لها وتعزيز التوسع في اعتماد نماذج ريادة الأعمال الخضراء. ويجب أيضاً تعزيز تخضير الوظائف وتحويل أنماط الإنتاج والاستهلاك بحيث تصبح أكثر توافقاً مع المعايير البيئية.