المملكة واستقرار السودان
تعرب المملكة عن قلقها إزاء القتال الدائر في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي تطال المدنيين بينهم النساء والأطفال، وتدين الأحداث الأخيرة التي شهدها الجزء الشرقي من ولاية الجزيرة والتي أدت إلى وقوع العديد من أعمال العنف أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين. سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، في انتهاك للقانون الدولي ومبدأ حماية المدنيين، ويدعوها إلى الالتزام والوفاء باتفاقيات إعلان جدة، ويدعو المتحاربين إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع وتسهيل عملية السلام. وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، إذ يؤكد ويؤكد موقفه الثابت في دعم استقرار السودان والحفاظ على وحدة مؤسساته الشرعية وسيادته واستقلاله وأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في السودان. ليثبت أن المملكة لم تتخلى عن السودان ولن تستسلم حتى يعم السلام.
ومنذ اندلاع الشرارة الأولى للحرب في السودان، قدمت المملكة أفضل المساعدات للشعب السوداني، من خلال التبرعات المالية وعمليات النزوح، فأنقذت السودانيين من ويلات الحرب وخففت من أوضاعهم المعيشية، وأساطيل جوية وبحرية تنقل المساعدات والإغاثة. وإجلاء عشرات الآلاف من مناطق النزاع حفاظاً على حياتهم.
وتبقى منصة التفاوض في جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع بمثابة طوق النجاة لأنها تمثل الفرصة الحقيقية المؤدية إلى حل واقعي للحرب في السودان، وتماشياً مع توجهات المملكة لتحقيق السلام بين الطرفين وتحقيق السلام. عن انقلاب صفحة الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين من منازلهم يواجهون الموت، تؤكد أن العودة إلى منصة جدة أصبحت أكثر ضرورة من أي وقت مضى، بنوايا صادقة من شأنها إنهاء حالة الحرب ومعالجة المأساوية الظروف التي يعيشها الشعب السوداني.
وتظل المملكة في كل الأحوال ملكاً للسودان وشعبه، انطلاقاً من واجبها الإسلامي والقبول الذي تحظى به بين السودانيين بكافة أطيافهم، حتى تنطفئ نار الحرب المشتعلة ويعم الأمن والأمان في ربوع السودان.