اخبار مصر

التعليم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬المشاكل‭ ‬والحلول‭ ‬المقترحة

أدى الواقع الاجتماعي إلى حالة من الإرباك في نظام التعليم وتشكل الزيادة السكانية عاملاً يؤثر على مستوى التعليم وظروف المدارس وعدد المعلمين

إن دول العالم تتقدم وتبذل كل ما في وسعها لتطوير أنظمتها التعليمية على جميع المستويات لأن كل أهل العلم والمخططين يدركون أنك إذا أردت بناء الأمم عليك ببناء الإنسان، وإذا أردت بناء الإنسان، تحتاج إلى بناء نظام التعليم الخاص بك.لقد تحدثنا في الماضي القريب بكل فخر واعتزاز عن التعليم المصري، وكان الأمر يستحق ذلك، وكانت سمعة المدرسة والجامعة. تحمل المناهج الدراسية نوعاً من التفرد والخصوصية، وقد أصبح التعليم في مصر ينافس أعلى النماذج الناجحة على مستوى العالم مقارنة بالدول النامية.تمكنا من معرفة مستوى التعليم في مصر من حيث تكامل وقوة وحداثة المناهج في كافة التخصصات، وكذلك مهارات المعلم وثقافته وجديته والتزامه بأسلوب التدريس وإدارة المؤسسات التعليمية.خرجت من مدارس مصر أجيال قدمت للعالم جحافل من الأطفال الذين تفوقوا في كل جوانب المعرفة وشهدوا.. وشهدت جامعات مصر نهضة ثقافية غير مسبوقة في الفنون والعلوم والتراث والتاريخ واللغات وقدم الأساتذة الدور نماذج على مستوى عال.لقد كان التعليم المصري أول من نقل تجاربه الغنية إلى عالمنا العربي من خلال المعلمين وأساتذة الجامعات والمفكرين وكذلك الكتاب والصحفيين الكبار، ولا يوجد بلد عربي إلا وكان للتعليم المصري دوره ورسالته، ومن هي ومن الإنصاف أن ندرك أن التعليم المصري كان أساس تخطيط ودراسة وتنفيذ ونجاح برامج التنمية في الوطن العربي. وكان هذا هو حال التعليم في مصر لعشرات أو حتى مئات السنين، وكان أحد الركائز الأساسية التي بنى عليها الإنسان المصري وعيه وثقافته.وفي العقود الأخيرة، شهد المصريون العديد من العواصف، بدءاً من الاشتراكية إلى الانفتاح على الرأسمالية والخصخصة. وانعكس ذلك على نظام التعليم في مصر وظهرت حالة من الازدواجية بين التعليم الخاص والحكومي والأجنبي، وكان سبب عودة بعض صور الطبقات الاجتماعية هي الصور التي كان لها تأثير خاص على الطبقة الوسطى وبقايا الفقراء. الطبقات، وعلينا أن نعترف بأن الواقع الاجتماعي قد ترك حالة من الإرباك في نظام التعليم، إلا أنه كان من أكثر جوانبه استقرارا.ثم وجدنا أنفسنا أمام حالة من التجارب المتعددة، بين تجربة الجهاز اللوحي وما واجهته من تحديات كثيرة، منها ضعف قدرات المدارس، خاصة في القرى والبلدات الريفية، وتجارب أخرى مع تقنين الوحدات والمراكز التعليمية بالمدارس الخاصة، الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق المدارس العامة. وصاحبت هذه التجارب بعض القرارات المتناقضة فيما يتعلق بطريقة الامتحانات في المدارس الثانوية، منها استخدام الأسئلة ذات الإجابات المتعددة التي تساعد على الغش، وعدم استخدام الأسئلة المقالية واستخدامها لاحقا بنسبة منخفضة جدا، وهو ما لا يؤدي إلى الغش. لا تساهم في الاستخدام السليم تساهم المراجعة خلال أزمة وباء كورونا في إمكانية إجراء الامتحانات في المدارس وإجراء الامتحانات في المنزل، على الرغم من… أنه كان من الممكن إجراء الامتحانات في المدارس مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ونسبة الغش تم التوصل إليه من خلال العديد من الطرق واستخدام الأنابيب الملونة بنسبة 100% تقريباً بدلاً من الدرجات في نتائج الامتحان، فلا تظهر هذه. النتيجة الفعلية للطالب واستخدام الكتاب المفتوح في امتحان الثانوية العامة لمدة عام دراسي واحد فقط. ولذلك فإن الطالب يعرف فقط العناوين والسطور الرئيسية لكل مادة ولا يدرسها على الإطلاق لأنه… يعتمد على الكتاب في إيصال المعلومات اللازمة ولا يعرف تعريفات أو يستنبط معادلات أو قوانين في أي مادة علمية، لأن ليس لديه خلفية علمية، وأصبح الكتاب أحد وسائل الاحتيال الرئيسية، وهكذا لدينا طالب وخرج من لا يصلح للتعليم الجامعي، وقد ظهر ذلك في نسب النجاح فصل 2023، وفي بعض الكليات العملية بلغت نسبة طب أسيوط 40%، وطب قنا 28%، وطب أسنان قنا. 20%، وهذا لم يحدث من قبل في تاريخ التعليم في مصرويجب أن نكون واضحين أن الزيادة السكانية جاءت على حساب مستوى التعليم وظروف المدارس وعدد المعلمين، وشكلت تهديدًا مستمرًا للتعليم في مصر. وكانت الأسرة المصرية في حيرة من أمرها بين المدرسة والكلية والتعليم الأجنبي والمناهج وطرق الامتحانات، التي كانت تحتار وتتغير بين حين وآخر.المشكلات الأساسية للتعليم في مصر:1- توفير المعلمين المؤهلين: رغم أن هناك قراراً بتعيين خريجي الكليات التربوية في المدارس إلا أنه لا ينفذ وهذا أمر غريب نظراً للحاجة الماسة لهم. والمصنع الذي ينتج أهم شخصية في المجتمع هنا هو الكليات التربوية، التي تقوم بإعداد المعلمين الفنيين والتربويين للتدريس وقيادة الأنشطة المدرسية، التي تدخل في استراتيجية الدولة للتنمية البشرية، ولذلك يجب زيادة الراتب. أن يكون المعلم خريج الكلية التربوية بشرط عدم الإخلال بواجباته المهنية ويطبق نظام الفصل التعسفي إذا ثبتت جريمة إعطاء دروس خصوصية خارج الإطار المدرسي أو أي جريمة أخرى تمس الأخلاق والشرف، و تأهيل خريجي. تزويد الجامعات بدورات تعليمية وتربوية لطلب مساعدتها في العمل التدريسي مع زيادة كفاءة المعلمين الحاليين.2- كثافة صفية عالية: بعض الفصول تضم من 70 إلى 80 طالباً. وفي القرى والمدن الريفية، يجب ألا يتجاوز عدد الطلاب 30-40 طالباً، وأن يبلغ متوسط نسبة كثافة الطلاب في فصول المدارس الابتدائية 55 طالباً، وهي نسبة أعلى بكثير مما هي عليه في عدد من البلدان. عدد السكان أكبر من مصر، على سبيل المثال في الهند والبرازيل (24 طالبًا) والصين (37 طالبًا). وفي مصر أصغر من هذه الدول. ويرجع ذلك إلى قلة عدد المدارس، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. ويجب أن تركز الاستثمارات العقارية على بناء المدارس لفترة من الزمن حتى تتحقق النسبة المطلوبة من الكثافة الطلابية (كما كان الحال في ماليزيا)، وذلك من خلال شركات التطوير العقاري، وتأجيرها للدولة مع عائد استثماري أو عقاري. تمويل عقاري من البنوك، يسدد على 12 سنة (الفترة الأولية للدراسة)، على أن يتم استكماله. إنشاء المدارس في أقل من عامين.3- التغيير الكمي والنوعي في المناهج الدراسية، وخاصة في التعليم الثانوي، حيث أن بعض المناهج أكثر شمولاً من التدريس. الدراسات الأكاديمية التي يتم إلغاء أجزاء منها كل عام، لا تتغير وتتكرر كل عام، وهذا من الناحية الكمية البحتة، فمن حيث الجودة نحتاج إلى مواكبة التطورات العلمية وتغيير بعض المناهج.4- ظاهرة المراكز والدروس الخصوصية وغياب دور المعلم:جاء وزير التعليم السابق وقام بتطوير نظام جديد يتم من خلاله إعطاء دروس خصوصية لشركة خاصة لإدارتها. وبهذه المهمة ومنح الترخيص للمعلم العامل هناك، يعني ذلك أن الوزارة قررت العمل مع أصحاب المراكز لتحقيق أرباحهم بدلاً من إغلاقها وإلغاء التعليم الخاص الذي سيؤدي إلى إغلاق المدارس الحكومية. . ولذلك يجب أن تكون هذه المراكز مغلقة وغير مرخصة، ويمكن إنشاء مجموعات تمكين الطلاب داخل المدارس من قبل معلمي كل مدرسة، برسوم تحددها إدارة المدرسة، كما كان الحال في الأجيال السابقة. ويجب تطبيق التجريم الفعلي للدروس الخصوصية خارج المدرسة، وبالإضافة إلى العقوبة، يجب أيضًا اعتبارها جريمة ضد الشرف. الغرامة والمنع المهني لمرتكب الجريمة.مشكلات المرحلة الثانوية وخاصة الثانوية في السنوات الأخيرة:1- أسئلة ذات إجابات متعددة:ليس على الطالب إثبات معادلة أو قانون أو تعريف، فقط ضع علامة على الإجابة الصحيحة. ولذلك، فهي طريقة سهلة للغش وهناك احتمال أن يكون هناك عنصر الحظ في الإجابة. كما أن هذا النوع من الأسئلة لا يتناسب مع طبيعة الطالب المصري، وخاصة الجيل الحالي، الذي يجيد استخدام أساليب الغش الإلكتروني. ولذلك، ولأسباب سيتم ذكرها، يجب أن تكون جميع الأسئلة مقالية، كما كان الحال قبل ذلك لاحقاً.2- لا تستخدم الأسئلة المقالية:وينتج عن ذلك عدم تقييم الطالب بشكل صحيح لأن الأسئلة المقالية تعبر عن قدرة الطالب على التفكير والإبداع والابتكار وهي وسيلة لتوضيح مستوى الخلفية العلمية للطالب. ولذلك يجب أن تحتوي الأسئلة على: 60% أسئلة متعددة الإجابات و40% أسئلة مقالية حتى يتم تقييم الطالب بشكل صحيح كما هو متعارف عليه عالمياً. ثم تم استخدام الأسئلة المقالية بنسبة 15% وهذه النسبة منخفضة جداً بالنسبة لتقييم الطالب. ولذلك نؤكد على أن أسئلة الامتحان يجوز أن تكون أسئلة مقالية فقط.3- الإجابة عن طريق بابل شيت:نظرًا لقلة المرافق في المدارس، لا يمكن استخدام الكمبيوتر اللوحي واستخدام الأسئلة ذات الإجابات المتعددة. ولذلك تم استخدام ورقة بابل (Babylon Sheet) واستخدام التقييم الإلكتروني، على الرغم من أن الامتحان كان يتم يدوياً وبالتالي كان لا بد من إجراء التقييم يدوياً. وفي الوقت نفسه، يتم منحه الفرصة لطرح أسئلة مقالية حتى يمكن تقييم الطالب بشكل مناسب. بالإضافة إلى ذلك فإن الأسئلة المقالية تحتاج إلى تصحيح يدوي لأن الإجابة الصحيحة على الأسئلة المقالية ستكون: بطرق مختلفة ولكن بنفس المعنى. فكيف يتم تصحيحه إلكترونيًا وفقًا لنموذج الإجابة؟ هذا غريب.وفي النهاية أكد أطباء من إنجلترا وفرنسا وألمانيا أن التعليم عبر الكمبيوتر اللوحي أو الهاتف المحمول أو الكمبيوتر… يؤثر على الطلاب المصابين بالتوحد وضعف البصر وجفاف العيون والتعب العقلي والصداع النصفي والضمور وأورام المخ.وكما أكد خبراء التعليم في إنجلترا، فإن فشل التعلم عن بعد (أونلاين) ونظام الكتاب المفتوح لا علاقة له على الإطلاق بالعملية التعليمية، وقد ثبت فشله، بحسب تجاربه، في العديد من الدول الأوروبية والعربية. كما أكد خبراء التعليم في ألمانيا على أهمية الدور التربوي للمعلم في العملية التعليمية. وفي ألمانيا يحصل المعلم الألماني على أعلى راتب بين جميع المهن نظرا لدوره المهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى