الخليج

صدور البيان الختامي للجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي

صدر، أمس الأربعاء، البيان الختامي للجلسة المفتوحة غير العادية للجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لبحث الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل، قوة الاحتلال غير الشرعي، ضد الشعب الفلسطيني. هجماتها على جمهورية إيران الإسلامية ذات السيادة.

ناقش الاجتماع المفتوح الاستثنائي للجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل، قوة الاحتلال غير الشرعي، ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاتها على سيادة الشعب الفلسطيني الجمهورية الإسلامية إيران، المنعقدة في 7 أغسطس 2024 في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة بالمملكة العربية السعودية؛ وهو يستند إلى مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي.

وأكد البيان قرارات منظمة التعاون الإسلامي بشأن فلسطين ومدينة القدس الشريف والصراع العربي الإسرائيلي، ولا سيما القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني التي عقدت في نوفمبر 2023 بالرياض، المملكة العربية السعودية.

كما أكد مجددا مبدأ احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية والاستقلال والسلامة الإقليمية لجميع الدول الأعضاء، وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي.

وأدان بشدة الاغتيالات السياسية التي تستهدف القادة الفلسطينيين وحمل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عنها.

وجدد التأكيد على تضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني وقيادته في نضاله العادل من أجل إعمال حقوقه الوطنية المشروعة، بما فيها حق العودة وتقرير المصير وتجسيد سيادة دولة فلسطين المستقلة والقدس الشريف. عاصمة.

وفيما يلي نص البيان الختامي:

ويدين البيان بشدة جرائم الحرب والعدوان والإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل، قوة الاحتلال غير الشرعية، في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشريف، والتي أسفرت عن أكثر من 300 يوم من الشهداء والجرحى. أكثر من 140 ألف مواطن فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. تدمير المرافق الحيوية والبنية التحتية وتهجير أكثر من مليوني فلسطيني من منازلهم. ويتطلب الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، ويكرر رفضه القاطع ورده على أي محاولة لطرد الشعب الفلسطيني أو إجلائه أو إجلاؤه قسراً من أراضيه.

كما يدين بشدة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية خلال تواجده في العاصمة الإيرانية طهران، ويحمل إسرائيل، القوة المحتلة غير الشرعية، المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم الآثم الذي يشكل جريمة عدوان وانتهاكا صارخا للقانون الدولي. وميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن اعتداء خطير على سيادة جمهورية إيران الإسلامية وسلامتها الإقليمية وأمنها القومي، ويحذر من أن الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل، القوة المحتلة غير الشرعية، تقوض الأمن والاستقرار في المنطقة. ويدعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى التدخل الفوري والفعال كجزء من مسؤوليته في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

ويؤكد من جديد مركزية قضية فلسطين والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، وضرورة الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس الشريف والسيادة الفلسطينية عليها جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وعاصمة دولة فلسطين. كما يؤكد على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم للأماكن المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى المبارك. الحرم الشريف، بمساحته الكاملة البالغة 144 ألف متر مربع، هو مكان عبادة خاص بالمسلمين حصرا.

ويحذر من تصاعد وتيرة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي والتهديد بضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاعتداءات والجرائم اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وميليشيات المستوطنين الإرهابية في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، ضد الفلسطينيين الأعزل. المواطنين وممتلكاتهم وأراضيهم ومقاماتهم لإجلائهم قسراً، وتكرر ما جاء في الفتوى. وتدعو إلى ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لمحاسبة المستوطنين على جرائمهم. ويشمل ذلك فرض عقوبات عليهم، وإدراجهم على قوائم الإرهاب ومحاكمتهم قضائياً.

ويعرب عن قلقه العميق من أن إسرائيل، القوة المحتلة غير الشرعية، تواصل ارتكاب وتفاقم الجرائم الوحشية والانتهاكات غير المسبوقة ضد آلاف الأسرى الفلسطينيين من خلال عمليات الإعدام والتعذيب والتجويع والاغتصاب والعزل وحالات الاختفاء القسري. وخاصة ضد الأسرى في قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد العشرات منهم، ويطالب المنظمات الدولية المعنية، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالكشف عن مصير الأسرى الفلسطينيين والعمل على إنقاذهم فوراً. وإطلاق سراحهم، وضمان حمايتهم، والمطالبة بإجراء تحقيق مستقل في كافة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم. وفي هذا السياق، يأخذ علماً بتقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان حول جرائم الاحتلال ضد الأسرى والزيادة المنهجية في الاعتقالات التعسفية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، ويؤكد على ضرورة تقديم التزامات أمام إسرائيل، دولة الاحتلال غير الشرعي، مع الأسرى الفلسطينيين وفقا للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية وقواعد الأمم المتحدة ذات الصلة.

ويدين بشدة تبني إسرائيل، قوة الاحتلال غير الشرعية، للقوانين العنصرية غير القانونية، بما في ذلك قرارها رفض إقامة دولة فلسطينية، وتصنيف وكالة الأونروا منظمة إرهابية، في إطار محاولات تقويض دورها ومنعها من العمل. في الأراضي الفلسطينية المحتلة كجزء من تعاملهم المستهدف مع قضية اللاجئين الفلسطينيين والوجود الفلسطيني. وبالإضافة إلى قرار “شرعنة” البؤر الاستيطانية وقرصنة أموال الضرائب الفلسطينية، فهو يؤكد ما جاء في الرأي القانوني لمحكمة العدل الدولية، والذي ينص على عدم وجود سيادة لدولة الاحتلال على الأرض الفلسطينية إن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره يؤكد جغرافية القانون وحقه في دولته ويدعو المجتمع الدولي إلى التدخل الحاسم لمواجهة ووقف هذه الأعمال الإسرائيلية غير القانونية.

ويدعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليته لفرض وقف فوري وشامل للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضمان إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء قطاع غزة من خلال تنفيذ القرارين 2720 و 2720 2728. وضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ويدعو جميع الدول إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال غير الشرعي، من مواصلة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وضمان الامتثال لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتنفيذها. وكذلك الأوامر الاحترازية الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن جريمة الإبادة الجماعية.

ويدعو جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى التضامن ضد السلوك غير القانوني لإسرائيل، قوة الاحتلال، التي تعمل على توسيع الصراع في المنطقة وتعريض السلام والأمن في المنطقة للخطر، من خلال اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة. إجراءات وخطوات سياسية لتغيير مسار التصعيد في المنطقة وإيجاد طريق للسلام والاستقرار الإقليميين والدوليين.

ويحذر من استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك/الحرم الشريف، وخاصة من قبل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، والتي تشكل خطوة استفزازية مدانة بأشد العبارات، وانتهاكا صارخا وغير مقبول للثوابت. القانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها، فضلا عن التصعيد الخطير الذي يتطلب من المجتمع الدولي، بما في ذلك: على مجلس الأمن العمل الفوري على وقفه من خلال خطوات فعالة تتطلب من إسرائيل، القوة المحتلة، التحرك الفوري لوقفه. إن القيام بذلك من شأنه أن يوقف هذه الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وانتهاكاته للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وعدم اتخاذ خطوات استفزازية في القدس الشريف من شأنها المساس بمشاعر ملياري مسلم تجاه… وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددا على أن إسرائيل ليس لها سيادة على القدس والمقدسات وأن القدس الشرقية هي أرض فلسطينية محتلة.

ويؤكد على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، بما في ذلك دور إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك المرتبطة بالأردن. وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات هي الجهة الوحيدة المخولة وذات الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون المسجد الأقصى المبارك، القدس الشريف، وتنظيم الوصول إليه والإدارة الهاشمية التاريخية للمقدسات.

ويدعو جميع الدول إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وكذلك مقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وعدم تقديم أي مساعدة أو تعاون أو دعم لقوة الاحتلال، إسرائيل، من شأنه أن يساهم في ذلك. ويشجعها على مواصلة جرائمها وارتكاب انتهاكات صارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ويكرر دعمه للجهود الرامية إلى محاسبة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال غير الشرعي، على انتهاكاتها وجرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، ويرحب في هذا السياق بالفتوى القانونية الأخيرة لمحكمة العدل الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاعتراف بوجود قوات الاحتلال الإسرائيلي. “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومستوطناتها الاستعمارية، وتدعو، في هذا السياق، إلى العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الوجود غير القانوني للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أسرع وقت ممكن؛ كما يطالب المحكمة الجنائية الدولية بسرعة استكمال التحقيقات في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها مسؤولو حكومة الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وتقديم المجرمين إلى العدالة الدولية.

ويدين بشدة تدابير الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية التي تقوض مكانة ودور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من خلال استهداف مرافقها وموظفيها ومحاولة حرمانها من الحصانات والامتيازات الممنوحة لها، ويؤكد من جديد إن التفويض الممنوح للأونروا من قبل الأمم المتحدة والحاجة إلى مواصلة دورها ومسؤولياتها يمثل أولوية قصوى من المنظور السياسي والإنساني والإنساني ويمثل عنصرا من عناصر الاستقرار في المنطقة ويتطلب دعما مستداما للوكالة لمواصلة تقديمه الأساسية للاجئين الفلسطينيين، لا سيما في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة والساحقة في قطاع غزة.

وشدد على أهمية مواصلة جهود المجموعة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة بقيادة المملكة العربية السعودية على المستوى الدولي، بهدف وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، ومتابعة تنفيذ الرأي القانوني. لمحكمة العدل الدولية بشأن عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي والحشد لمزيد من الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة وكذلك عقد مؤتمر دولي للسلام وتنفيذ حل الدولتين الحل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

يتولى الأمين العام مراقبة تنفيذ التدابير المنصوص عليها في هذا الإعلان وتقديم تقرير إلى الاجتماع القادم لمجلس وزراء الخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى