نتنياهو.. بين لعق دماء الأطفال.. وأسوأ المآلات
عدم قدرة بنيامين نتنياهو على تحقيق أي نجاح يذكر خلال زيارته لواشنطن؛ لقد فشل في تقديم أي خطة لغزة لما بعد الحرب، وفشل في خلق الانطباع بأنه “الضحية” وأن الفلسطينيين الأبرياء في غزة هم “الجلادون”. والحقيقة أن توقيت زيارته غبي جداً. واشنطن ليست على علم بقضايا العالم. لأنها منشغلة بمشكلتها الداخلية الأكبر: تسارع وتيرة انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024، خاصة بعد الأحداث التي أحاطت بتوقف حملة الرئيس بايدن الانتخابية وترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس لحمل شعلة الديمقراطيين على المرشح الجمهوري دونالد ترامب. لذلك كان نتنياهو محاطا بمقاطعة من الديمقراطيين في الكونجرس، وعلى رأسهم هاريس نفسها، التي ترأس عادة الجلسات المشتركة لمجلسي الكونجرس. وعندما التقى هاريس في البيت الأبيض، سمع منها ما أغضبه: مخاوف نائب الرئيس من الوضع الإنساني المأساوي في غزة والخسائر البشرية الفادحة المستمرة. كما واجه حشودًا من المتظاهرين المحتجين في جميع أنحاء واشنطن. وقبل أن يتعافى من صدمة زيارته الفاشلة، صدم نتنياهو بإعلان بريطانيا أنها لن تعترض على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه. وهذا يعني ببساطة أن نتنياهو لا يمكنه زيارة أي دولة أوروبية أو غير أوروبية في هذه الحالة. وسيظل محصورا في مقر إقامته الرسمي ويتعايش مع الحشود التي تتظاهر يوميا أمام مكتب رئيس الوزراء ووزارة الحربية ضد سياساته وتغليبه لمصالحه الشخصية على مصالح إسرائيل وإدمانه على الإرهاب. ولعق دماء أطفال ونساء فلسطين . سيقضي بقية حياته منعزلا ومكتئبا، كما حدث لمناحيم بيغن وغولدا مئير.