الخليج

بنغلاديش.. المصير السيئ.. والأسوأ

الأحداث في عاصمة بنجلاديش، دكا، سريعة الوتيرة، تتغير ساعة ودقيقة. فبعد يوم واحد من استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، فرت من البلاد على متن مروحية هبطت بالقرب من نيودلهي؛ وتم الإعلان عن حل البرلمان في دكا أمس.

وتعالت أصوات قادة المتظاهرين، ومن بينهم الطلاب وقوى المعارضة، مطالبين بتعيين الاقتصادي محمد يونس الحائز على جائزة نوبل لتشكيل حكومة جديدة. أُطلق سراح رئيسة الوزراء السابقة الشيخة خالدة ضياء من السجن أمس.

وأصدر رئيس بنجلاديش محمد شهاب الدين، أمس، قرارًا بالإفراج الفوري عن خالدة ضياء. ويقول أطباؤها إن خالدة ضياء، 79 عاماً، تعاني من أمراض الكبد والسكري وأمراض القلب. خالدة ضياء (الملقبة بالبيجوم) كانت متزوجة من رئيس بنجلاديش السابق ضياء الرحمن، الذي اغتيل في محاولة انقلاب فاشلة عام 1981.

وأكدت الأخبار أن الشيخة حسينة وشقيقتها، التي رافقتها إلى نيودلهي، ستستقران بشكل دائم في المملكة المتحدة قريبًا جدًا. ولم يكن مصير الشيخة حسينة أقل سوءا من مصير منافستها التاريخية. سقوطها ومغادرتها القسرية للبلاد، وهو المنصب الذي شغلته لمدة 15 عامًا، جعلها المرأة الأطول خدمة في الخدمة السياسية في العالم، وتتويجًا لمهنة لا تخلو من المآسي والكوارث العائلية.

وفي 15 أغسطس 1975، اغتيل والدها، أول رئيس للبلاد، الشيخ مجيب الرحمن، في انقلاب عسكري. في تلك الليلة المظلمة، ضمن الله أن حسينة كانت في ألمانيا مع أختها الصغيرة عندما اقتحم العديد من المسؤولين منزل الشيخ مجيب الرحمن في دكا وقتلوا والديها وثلاثة من إخوتها والعمال الذين كانوا يعملون لدى الأسرة. وفي تلك الليلة قُتل الأشخاص الثمانية عشر الذين كانوا في منزل الرئيس مجيب الرحمن. أُجبرت حسينة (التي كانت تبلغ من العمر 28 عامًا آنذاك) على العيش في نيودلهي.

ويقول الخبراء إن اغتيالات عام 1975 هي التي أوصلت الشيخة حسينة إلى السلطة. ورغم أن عهد الشيخة حسينة قد انتهى، إلا أن المراقبين لا يعرفون ماذا سيحدث في بنجلاديش.

ومن المقرر أن يلتقي قائد الجيش العماد وقار الزمان قادة التظاهرات الطلابية، أمس، لبحث مستقبل البلاد. ووصف البروفيسور محمد يونس، الذي ينافس في أولمبياد باريس، سقوط منافسته الشيخة حسينة بأنه “اليوم الثاني لتحرير بنجلاديش”. وقُتل ما لا يقل عن 300 شخص في المظاهرات التي أدت إلى الإطاحة بالشيخة حسينة، من بينهم 109 أشخاص يوم استقالتها وفرارها من البلاد.

وذكرت صحيفة إنديان إكسبريس أمس أن حسينة التقت بمستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال بعد هبوط مروحيتها بالقرب من نيودلهي. وذكرت الصحيفة أن حسينة نُقلت إلى منزل آمن، وأنها ستغادر الهند على الأرجح إلى المملكة المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى