فلسطين ستنتصر
أكره كلمة الغزو الثقافي.. نحن بحاجة للتواصل مع الأدب العالمي
وما زلنا تحت هيمنة وتأثير الثقافة الأوروبية
مقولة “نحن نعيش في زمن الرواية” خاطئة
الشعر هو روحي وحياتي، وليس ترفاً
وقال عنه صديقه ومعلمه الشاعر الكبير فاروق شوشة: «ليس بين شعرائنا المعاصرين من يجسد معنى الشاعر وحقيقته في حضوره الإنساني وسلوكه اليومي وموقفه من كل شيء». وكما يفعل أبو سنة، فإن الشاعر يسكن لحظة لا ينفصل عنها، ويلون ردود أفعاله ونقاط انطلاقه بشعرية مكثفة غالبا ما تصل المشاعر إلى ذروتها، وتشعل تلك المعاناة الكونية في كيانه، بينما تدفع بالعاطفة إلى الأمام. الحدود بين مجموعات الجمال والقبح الإنسان وغيره الإنسان الإنسان الثابت والمتغير، والناقد الكبير الراحل د. ووصفه صلاح فضل بأنه لاجئ من طلاب الأدب الأزهري. ولد الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة عام 1937 بمركز الصفا بمحافظة الجيزة. حصل على البكالوريوس من كلية الدراسات العربية بجامعة الأزهر عام 1964. ناقد إذاعي مصري وعضو اتحاد الكتاب وعضو المجلس الأعلى للثقافة، بدأ رحلته الشعرية في نهاية الخمسينيات. حصل مؤخراً على جائزة النيل للآداب، وهي الجائزة الأعظم التي تمثل تتويجاً لرحلة طويلة من الإبداع الأصيل. ويؤمن أبو سنة دائما أن الشعر هو الفن الأكثر تعبيرا عن الهوية الوطنية ويرتبط بالسياق الحضاري والاجتماعي والثقافي للأمة.
كما حصل “أبوسنا” على العديد من الجوائز أهمها جائزة الدولة التقديرية عن مجموعة “البحر موعدنا”، و”جائزة كافافيس” عام 1990 عن “رماد الأسئلة الخضراء” وجائزة “الأندلس” عن “رماد الأسئلة الخضراء” «رقصات النيل» وجائزة محمد حسن الفقي عن «ورد آخر الفصول». وجائزة التفوق الأدبي عن كافة أعماله الشعرية، وجائزة أمير الشعراء من اتحاد الكتاب المصريين عن مسيرته الإبداعية ومسيرته الشعرية، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1984. وحققت “الوفد” نجاحا كبيرا الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة في منزله، وهذا نص الحوار:
● البداية. ولكل شاعر فلسفته الخاصة في الحياة. الشاعر أحمد شوقي رآه “العقيدة والجهاد” والمعري رآه “كل تعب”. فماذا عن فلسفتك؟
●● فلسفتي في الحياة أن الحياة حب، والحب كلمة كتبت عنها في كتابي فلسفة الأمثال الشعبية. لقد قلت أن الحب هو الذي يحكم هذا الكون، أي أنه لولا الحب لما قام هذا التوازن ولما حدث اضطراب كبير في كل شيء. الحب يعني التوازن والاتصال. والتواصل بين الكائنات والأشياء والناس يعتمد على الحب، والحب ليس مجرد كلمة عاطفية، بل هو في المقام الأول كلمة إنسانية فلسفية عاطفية. بوابتي إلى الوجود هي الحب.
● لقد فزت مؤخرًا بالجائزة المرموقة، وهي جائزة النيل. ماذا يعني لك هذا النصر؟
●● أعتبر هذا إنجازًا عظيمًا في مسيرتي الشعرية ولن أتخلى عنه أبدًا. وهي ليست ترفا بل ضرورة لا تعوض. الجائزة تحمل اسم نيلنا العظيم من بلدي الحبيب مصر. هذا شرف عظيم لي
● أنت من أهم الشعراء في مصر والعالم العربي، وتنتمي إلى جيل الستينيات. ويلاحظ أن القصيدة ارتبطت ارتباطا وثيقا بالهموم السياسية في الستينيات، والآن في ظل هذه الحركة الديناميكية والسياسية الهائلة في مصر والعالم، من أين يأتي الشاعر وهل يوجد فعلا ما يسمى بالشعر السياسي؟
●● أريد أن أقول إن شعر الستينيات ليس شعراً سياسياً فقط. بدأت حركة الشعر الحديث في الخمسينيات متأثرة بالمخاوف السياسية بعد ثورة 1952، إلا أن العديد من الشعراء في هذه الحالة تحولوا إلى الشعر السياسي والشعر الوطني. خاصة وأن الخمسينيات اتسمت بالهموم الاجتماعية من جهة، والهموم الإنسانية من جهة أخرى، لأن الثورة أدخلت بعدا جديدا على الحياة الثقافية والإنسانية والوطنية والمصرية، ألا وهو الميل نحو العالمية، ولا يقتصر الاتجاه على ذلك فحسب. علاقات شعرية وثقافية عربية، بل تجاه الثقافة العالمية، ولذلك ترى أن شعراء الستينيات تأثروا بالشعراء الإسبان، مثل لوركا، وتأثروا بالشعراء الروس. كان شعر الخمسينيات سياسيًا بحتًا تقريبًا، أما شعراء الستينيات ومنهم محمد عفيفي مطر، وفاروق شوشة، وأمل دنقل، فكان توجه هؤلاء الشعراء في هذه المرحلة هو المراجعة الفنية والموضوعية لتجربة الخمسينات، و ولذلك يمكن القول إن شعر الستينيات كان شعراً مختلفاً ومكملاً للتجربة الحديثة، وشعر الخمسينيات – كما سبق أن ذكرت – هو الرموز التي أؤمن بها، وهناك عدد كبير آخر. الشعراء الذين تتميز رؤيتهم بالكمال والإنسانية – كما قلت لك من قبل – كنا على بعد خطوة واحدة من الخمسينيات. شعراء الخمسينيات كان يمثلهم بالطبع رمزان عظيمان هما صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي، اللذين كانا يتميزان بثقافة واسعة، لكنهما في نفس الوقت واجها ظروف وعبء ثورة الخمسينات. ولكن يمكننا أن نقول مثلا أن صلاح عبد الصبور استعرض نفسه في الستينيات، وقد قدم ذلك في مجموعته “أحلام الفارس”. كما كان لصلاح عبد الصبور مجموعته الرائدة “مدينة بلا قلب”. رؤية تعبر عن الفكرة الحقيقية لنشأة مدرسة الشعر الحديث في الخمسينيات والستينيات والتحول الفني والموضوعي بعد حرب 1973، لأن ما حدث بعد الحرب كان هائلاً على المستوى الوطني والعسكري، ويمكن لأبرمان أن يقول إن المنحنى الثقافي بعد 73 كان مختلفا، وهذا بالطبع نتيجة لظهور جيل جديد أطلق على نفسه اسم جيل السبعينات “السبعينيات”، وأنتج عددا من الشعراء البارزين مثل حسن طلب مثلا وحلمى سالم ومحمد سليمان وعبد المنعم رمضان. هؤلاء شعراء لهم بصمتهم وحضورهم، ولكن الغريب أن مساهمة الشاعر في الشعر المصري والعربي إذا قلنا مثلا أن نازك الملائكة في وسط دائرة رواد الخمسينيات و الستينيات تقف نازك الملائكة منافسة لبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي، كما تقف في صف شعراء الوطن العربي، لكن لا يوجد أحد في الوطن العربي سوى نزار قباني الذي نعتبره صوت ليس فقط سوريا بل صوت العرب أجمعين، أقول أتمنى أن يهتم النقد بالرؤية الشاملة، وليس رؤية إقليمية أو وطنية، بل رؤية إنسانية، لأن الشعر الحديث يختلط في الشعر. وبنياتها اللغوية والفنية والموضوعية لا تقتصر على الأبعاد التقليدية. إذ لا نجد مثلا الأبعاد الرمزية عند محمد عفيفي مطر، ولا الأبعاد العاطفية عند فاروق شوشة، ولكنها تمتزج أيضا مع الرؤية الإنسانية الشاملة على المستوى العالمي.
● وبما أننا نتحدث عن شعراء السبعينيات، فإن هناك بعض الشعراء في المشهد يقولون إن شعراء السبعينيات خلقوا فجوة بين الشعر والناس لأنهم استخدموا كلمات صعبة لم يعجبها الناس في الشعر. ماذا تعتقد؟
●● لا أقول هذا ولكن كما قلت ذكرت بعض الأسماء وهذه الأسماء تمثل جيلا جديدا وموجة جديدة. كما أنهم مليئون بالوعي ويمثلون ثقافة حقيقية لشعراء ذوي ثقافة واسعة على المستوى الوطني والعربي والعالمي. بدأ الأمر بالاغتراب، بحجة أنهم أرادوا إخلاء المسرح لحضورهم، وكان حضورهم صاخباً ومتناقضاً، حيث كانوا يسعون إلى رؤية أوروبية أو ثقافية أخرى، لكن للأسف لم يتجسد هذا الاتجاه في جمهور الستينيات، كما. لقد فعل شعر الستينات حركة تتطور وتتقدم في كل عصر، لكن المشكلة أننا في أخطر مرحلة تهدد الشعر نفسه رائده وأنه أعاد اختراع رؤية لم يسبقه إليها أحد. ولهذا أدعو -بلا- إلى رؤية شاملة توحد الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وتنير وعي شعراء الثمانينيات والتسعينيات. هناك شعراء حقيقيون في كل جيل، لكن المشكلة أولا هي الغربة بين الجمهور والشعراء، وأعني بالجمهور هؤلاء القراء الذين يستخدمون الشعر أو يحيون الشعر. وللأسف نحن في مرحلة صعبة جدا أن نقول إننا نجد فيها قراء أو مثقفين يستهلكون الشعر أو يميلون إليه، خاصة وأن بعض النقاد الكبار ومنهم جابر عصفور مثلا، صرحوا بأننا في زمن الرواية وهذه كلمة باطلة لأننا لا نقول نحن في هذا الزمن أو ذاك، نحن في زمن. لماذا، لأن كل مرحلة تنتج عدداً من الموهوبين في كافة المجالات، في الشعر، في القصة، في الرواية، وفي المسرح، لكن يجب أن نهتم بهم. على سبيل المثال، في الستينيات وجدنا مجلات مثل مجلة الشعر، ومجلة المجلة، ومجلة الكاتب، وتم إنتاج هذه المجلات في الستينيات، وفي السبعينيات لم تكن هناك مجلات حقيقية. والآن أين تجد مجلة ثقافية حقيقية يلجأ إليها الشاعر الأصيل؟ وهناك بالطبع مجلة «الثقافة الجديدة» التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة. وأنا أرحب بذلك منذ بدايته وحتى اليوم، لأنه في الواقع يغطي مساحة ضخمة من الإنتاج الثقافي في كل الاتجاهات والمجالات، ولكن كل شيء يتطور وينمو ويتقدم بسبب الاهتمام. عندما يتوقف الاهتمام، لا أقول أن الإبداع يتوقف، بل هناك تراجع، ويأتي بعد ذلك الاهتمام، الاهتمام، الاهتمام، الاهتمام. ضروري، وأطالب الشعراء والأدباء والمثقفين في الشعر والتاريخ والمسرح أن يتمسكوا برسالتهم وأن يكونوا واثقين من أنفسهم حتى عندما ينهار المشهد من حولهم.
● تعاونت مع العديد من كبار النقاد وعلى رأسهم عبد القادر القط، محمد مندور، لويس عوض، محمود أمين العالم، وعز الدين إسماعيل. هل كان له تأثير على تجربتك في الإبداع؟ وهل أنصفت الانتقادات هذه التجربة؟
●● لقد ذكرت الأشخاص الذين أهتم بهم أكثر من غيرهم. وأول هؤلاء د. عبد القادر القط، د. لويس عوض، د. شكري عياد والأستاذ محمود أمين العلم… ود. عز الدين إسماعيل. وإلى هذه المجموعة من الشعراء الذين ندين لهم ببقاء الحركة الشعرية الحديثة واستقرارها وتقدمها منذ الستينيات وحتى يومنا هذا، ومن خلال تجربتي يقول د. كتب عبد القادر القط دراسة مستفيضة في مجلة “الإبداع” في عددها الأول مطلع الثمانينات، وكانت دراسة طويلة. ما د. كتب لويس عوض ثلاثة مقالات، الأول في جريدة الأهرام في أواخر السبعينيات، ومقال في مجلة المصور. ومرة أخرى مقال في الأهرام عن مجموعة «مرايا اليوم البعيد». “أنا مدين لهؤلاء الناس ليس فقط بتطور تجربتي الشعرية، ولكن أيضًا بوجودي كشاعر.”
● رغم وجودك في قلب الحياة الثقافية، إلا أنك تختفي أحياناً وتحيط نفسك بعزلة مؤقتة. هل العزلة ضرورية للشاعر؟
– ليس عزلاً اختيارياً. أولاً: لا أريد أن أذكر صقل العمر الذي أمر به، إذ تجاوزت الثمانين من عمري، وكما قال لبيد بن ربيعة:
في سن الثمانين، كنت بحاجة إلى مترجم بسبب ضعف سمعي.
قمت بتأليف عدد من المجموعات، أربع عشرة مجموعة، وقصتين شعريتين، وأحد عشر كتابا نثريا. ماذا تعني لي فكرة الحضور؟ ما ذكرته من قبل، قلة الاهتمام والتواصل بين الأجيال، أين النقاد الذين يقرؤون ما تكتبه أو ما يكتب؟ الجيل الجديد، وكأنك تلومني، فأنا لا أقرأ طوال الوقت، لكني لا أستطيع الخروج، وكثيراً ما أزور المنتديات والمقاهي، وأنا الآن في الثمانين من عمري.
●إذا كان العنوان يمثل عتبة النص الشعري فما المعنى الذي يحمله العنوان بالنسبة لك قبل كتابته أم تختاره بعد الانتهاء من العمل؟
– أولاً، أشكركم جزيل الشكر على هذا الاهتمام وهذا التذكر، لأن العنوان يلعب دوراً أساسياً، ليس فقط عناوين ديوانيتي، بل عناوين قصائدي أيضاً. أهتم كثيراً بالكتابة الشعرية، ولا أختار العنوان إلا بعد أن أنتهي من كتابة القصيدة، وبعد جمع القصائد في الديوان أختار العنوان بعناية مرة أخرى. العنوان، كما قلت، ليس عتبة العمل، لكن كان من الممكن أن يكون العنوان إضاءة لمحتوى العمل، إضاءة ولكن ليس عتبة.
● ما هو شعورك تجاه الشعر “النثري” أو ما يسمى بالشعر الحداثي، خاصة وأنك عشت المرحلة التكوينية للحداثة العربية في الأدب وفي الشعر بشكل خاص؟ هل تعتقدين أن الحداثة سلكت طريق التأسيس أم سلكت الطريق؟ تقليد العالم الغربي؟
– أؤمن بشدة بحرية المبدع في أن يكتب ما يريد وبالطريقة التي تناسب موهبته وذوقه وثقافته. إذا كان بإمكانه القيام بذلك بأمانة، فعلينا أن نقبله ونتعامل معه. واحترم تجربته وفي الواقع، نحن كأمة واقعون تحت هيمنة وتأثير الثقافة الأوروبية، وهذا أمر بديهي ليس على المستوى الثقافي فحسب، بل على المستوى الحضاري أيضاً. نحن نقع تحت هيمنة وثقل الحضارة والثقافة الأوروبية، ولكن حتى في الثقافة الأوروبية لم يعد هناك أي رموز شعرية أوروبية، كما كان الشاعر والناقد (توماس ستيرنز إليوت) في إنجلترا، و”ديلان توماس” أيضًا موجود ليس لماذا ألا تولي الدولة اهتماما خاصا بالمثقفين عندما يتعلق الأمر بإيفاد هؤلاء المثقفين في بعثات خارجية، كما تفعل مع خريجي الجامعات الذين أرسلوا شعراءهم وكتابهم إلى الخارج في عصر الرخاء؟ لماذا لا تقوم الدولة باختيار عدد من الموهوبين وإرسالهم للدراسة في إنجلترا وفرنسا، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة وروسيا؟ وفي عصر الصين أدعو الدولة إلى إيفاد عدد من الموهوبين إلى الخارج في كافة مجالات الإبداع الأدبي، من شعر وقصة ورواية ومسرحيات ونقد أدبي، بشكل ما من خلال العلاقات الثقافية الخارجية، حتى يتم المزج بين هؤلاء الموهوبين الناس بينهم آفاق الثقافة نحتاج أن نختلط بالثقافة العالمية وأنا أستبعد تماما فكرة الغزو الثقافي فهي كلمة أكرهها. لا يوجد غزو ثقافي، لأن الثقافة هي روح الإنسان. إذا وجدنا ثقافة جيدة، فهذا يعني أنك وجدت غذاءً حقيقياً للشخص الحقيقي.
● ما سر إقبال شعرائنا العرب على الشعر النثري؟ وهل هي حاجة نهائية للرد على استنفاد وظيفة الشعر الكلاسيكي؟
– قصيدة النثر هي في الحقيقة اتجاه ظهر بعد أن تأملنا في الحركة التربوية والقراءة الفعلية للشعر، خاصة وأننا ابتعدنا عن الرموز القديمة، وكما قلنا، وقعنا للأسف تحت سيطرة الثقافة الأوروبية، قصيدة النثر لا تجد أي اتصال مع الجمهور على الإطلاق، ومن يكتب فقط ليتم نشره. وهناك الآن شعراء حقيقيون يكتبون قصائد النثر، إلا الجيل الأول ومحمد عفيفي مطر. كتبت ونشرت مقالاً في أحد كتبي سألت فيه: هل تموت الموسيقى ويبقى الشعر حياً؟ أشك في ذلك، لأن روح الشعر هي الموسيقى، وروح الأدب العظيم هي الشعر.
● السياسة والجنس والدين هم الثالوث المحرم في الإبداع. ومع إقصاء الجنس من خلال انتشار الفضائيات الليبرالية، هل أصبح هذا الثالوث ازدواجية، وما هي المسؤولية التي يتحملها النقاد في ذلك؟
– أولاً: لا محظورات في الإبداع، فالسياسة هي حياتنا كلها في جميع المجالات، ولا بد من التعبير عن السياسة. أعتقد أننا مدينون لبقائنا كبشر لهذا الجنس في العلاقة بين الرجل والمرأة، فهو الروح الإنسانية العليا، لذلك أقول إن السياسة والجنس والدين مواضيع مهمة للخالق في كل الأوقات وفي جميع المراحل. لكن السؤال كيف تعالجين هذا الثلاثي في إبداعك، إما بطريقة جذابة، أو بطريقة منفرة، أو بطريقة هشة، أو بطريقة غير جيدة، أو بطريقة غير عصرية؟ إِبداع.
● تنفق العديد من الدول الغربية أموالاً طائلة على ترجمة أعمالها إلى لغات أخرى، بينما لا توليها الدول العربية اهتماماً كبيراً. كيف ترى ذلك؟
– أولاً: الأعمال الكبرى هي التي تحتاج إلى ترجمة. تُرجمت أعمال نجيب محفوظ إلى أغلب لغات العالم، وأعتقد أن الكتاب أو المسؤولين عن الثقافة الأوروبية يرحبون بشدة بترجمة الثقافة العربية لأنهم يريدون ذلك، والأهم هو أن تهتم بجودة أعمالك. الإبداع وثانياً: يجب على الدولة أن تكرس نفسها للتواصل مع الثقافة العالمية. إن نصك هو الذي يفرض نفسه على الآخرين.
● أخيرا، ما هي رسالتك إلى فلسطين اليوم في ظل هذه المأساة؟
●● فلسطين قريبة وعزيزة على قلوبنا. وحتى لو مر بهذه المأساة الحزينة، فإنه سينتصر بالتأكيد وسيجني الثمار يومًا ما ويعيش حياة تستحق كل تضحياته.