أبو الغيط يطلق نداءات ملحة من نيويورك ويحث المجتمع الدولي على التحرك الفوري
شهدت مشاركة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، عددا من الاجتماعات والمؤتمرات المهمة، ركزت على القضايا الإقليمية الملحة، خاصة الوضع في المنطقة. غزة وأزمة السودان وكذلك القضية الفلسطينية والعلاقات الدولية للعرب. وشدد أبو الغيط على ضرورة التحرك الدولي الفعال لإنهاء الصراع، وأكد دعم الجامعة العربية لوحدة السودان وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الدفاع عن حل الدولتين
وحضر أبو الغيط اجتماعا وزاريا رفيع المستوى لبحث الأوضاع في غزة وسبل تحقيق حل الدولتين مدخلا للسلام العادل والشامل. وأوضح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية أن أبو الغيط سلط الضوء في كلمته على ثلاث نقاط رئيسية: أولا، ضرورة العمل على إضعاف الاحتلال الإسرائيلي من خلال فرض عقوبات على المستوطنات ومقاطعة منتجاتها، ثانيا، ودعم جهود بناء الدولة الفلسطينية. ثانياً، تسريع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية كمقدمة للمفاوضات بين الدولتين القائمتين. ثالثاً، يؤكد على أن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما حذر من استمرار عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جدية لإيجاد حل عادل.
وقال أبو الغيط في جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن وترويكا القمة العربية على المستوى الوزاري برئاسة تانيا فاجون نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية سلوفينيا، إن المنطقة العربية تمر بمنعطف خطير وأن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة في الإيقاف الفوري لآلة القتل والتدمير الإسرائيلية ومن ثم التدخل الحاسم لفرض الحل العادل على أساس رؤية الدولتين وفق المحددات المعروفة دوليا المتفق عليها منذ ثلاثين عاما وأكثر. منذ.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي، أن أبو الغيط أشار في كلمته إلى أن المأساة التي نشهدها اليوم لم تبدأ في 7 أكتوبر وأن العودة إلى 6 أكتوبر ليست لأي جهة أو حزب وسوف يقدم الحل. ولا يجلب الأمن والسلام لمنطقتنا العربية.
وشدد أبو الغيط على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل حاسم لفرض حل الدولتين وفق المحددات الدولية المعروفة، لافتا إلى أن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون. كما أكد أن المأساة الحالية لم تبدأ مؤخرا وأن العودة إلى نقطة زمنية سابقة لن تحل المشكلة، داعيا إلى الشجاعة للانتقال من محادثات السلام إلى التنفيذ.
الضغط من أجل الأرجنتين والاجتماع مع البرهان
والتقى أبو الغيط بوزيرة الخارجية الأرجنتينية ديانا موندينو، وحثها على إعادة النظر في بعض مواقف بلادها الأخيرة بشأن القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بالقدس، وشدد على أهمية إعادة النظر في هذه المواقف لتجنب المواقف العربية السلبية لتجنب ردود الفعل.
وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن أبو الغيط أشار إلى الأهمية التي توليها الجامعة العربية لعلاقاتها التاريخية مع الأرجنتين والصداقة العربية الأرجنتينية التي كانت دائما مبنية على الدعم المتبادل للقضايا العادلة. وإذ ندرك المواقف التاريخية التي اتخذتها الأرجنتين منذ فترة طويلة الداعمة للقضية الفلسطينية، مع الإعراب عن الأسف لبعض المواقف التي اتخذت مؤخرا والتي تعتبر غير مقبولة في العالم العربي، وخاصة فيما يتعلق بقضية القدس التي تتميز كل تحركاتها أو كل حديث لها بحساسية خاصة بسبب لأهميتها الاستثنائية.
وفي هذا السياق أوضح أبو الغيط للوزير موندينو أهمية مراجعة وتصحيح هذه التوجهات والمواقف الأرجنتينية لتجنب ردود الفعل العربية غير المواتية لها.
كما اجتمع أبو الغيط مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وأكد موقف الجامعة العربية الثابت تجاه السودان والذي يرتكز على ضرورة الحفاظ على سيادته ووحدته وسلامة أراضيه وعدم التنازل عن حقوقه. التدخل في شؤونها الداخلية والحفاظ على مؤسساتها الوطنية. كما أكد أبو الغيط استعداد الجامعة لبذل كافة الجهود لدعم السلام والاستقرار في السودان.
من جانبه شارك السفير حسام زكي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية في اجتماعات رفيعة المستوى حول الوضع الإنساني في السودان ودعم السلام هناك. وشدد زكي على ضرورة الدعم المالي العاجل لإيصال المساعدات الإنسانية وأهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية. وشدد على مسؤولية السودان الكاملة في إنشاء آليات لمراقبة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ومنع تدفق الأسلحة.
وشدد السفير زكي على أن الوضع الإنساني المتدهور وتزايد خطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي ونقص الأدوية المنقذة للحياة تتطلب دعما ماليا عاجلا لتمويل الخطط المنسقة العاجلة وقصيرة الأجل لتقديم المساعدات الغذائية لاستعادة سبل العيش وإنقاذ الموسم الزراعي. كما أبدى استعداد الجامعة للعمل معًا لإنهاء الحرب الأهلية والحفاظ على مؤسسات البلاد ومقدراتها.
وتظهر أنشطة جامعة الدول العربية في نيويورك التزام الجامعة بحل الصراعات الإقليمية، ودعمها لوحدة وسلامة الدول العربية، وتأكيدها على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. كما تؤكد هذه الأنشطة على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الإقليمية والتنسيق بين المنظمات الإقليمية والدولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.