روسيا: انكماش قطاع التصنيع خلال سبتمبر الماضى للمرة الأولى منذ 28 شهرًا
انخفض قطاع الصناعات التحويلية في روسيا في سبتمبر، مسجلا أول انخفاض له منذ 28 شهرا، بسبب ضعف الطلب وتعطل سلسلة التوريد ونقص المواد التي أعاقت عمليات التصنيع في جميع أنحاء البلاد.
ووفقا لأحدث البيانات حول مؤشر مديري المشتريات من ستاندرد آند بورز، سجل القطاع الصناعي 49.5 نقطة في سبتمبر، ارتفاعا من 52.1 في الشهر السابق. ويشير ذلك إلى تراجع طفيف لكن ملحوظ في أداء الصناعة، حيث انخفض المؤشر إلى ما دون علامة 50 نقطة (في إشارة إلى عدم حدوث تغيير) للمرة الأولى منذ أبريل 2022، مباشرة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. سحب تقرير من منصة “البلقان” الإخبارية.
وعلى الرغم من أن الانخفاض كان صغيرًا، إلا أنه كان بسبب تجدد الانخفاضات في الإنتاج والطلبات الجديدة والتوظيف. وقال التقرير إن “ضعف ظروف الطلب وتأخير التسليم من الموردين أدى إلى نقص المواد وعرقلة الإنتاج”، مضيفا أن هذا الانخفاض في الإنتاج هو الأول منذ يوليو 2022.
ويأتي التباطؤ في الوقت الذي يتباطأ فيه الاقتصاد الروسي بعد عامين من النمو غير المتوقع، حيث بدأت العوامل التي حفزت الزيادة المتعلقة بالإنفاق العسكري في التلاشي. في أوائل أغسطس، أصدر البنك المركزي الروسي توقعات اقتصادية متشائمة على المدى المتوسط، متوقعا أن يتباطأ النمو الاقتصادي بحلول عام 2025 بعد العمل مع الحكومة لاستخدام الوسائل غير النقدية لتهدئة الاقتصاد المتضخم والحد من التضخم المستمر.
وكان المساهم الرئيسي في هذا الانخفاض هو انخفاض الطلبيات الجديدة، والذي أنهى سلسلة نمو استمرت 27 شهرًا. وقال المشاركون في الاستطلاع إن الانخفاض يرجع إلى ضعف الطلب المحلي. في المقابل، كانت طلبات التصدير مرنة، مع زيادة الطلب الجديد على الصادرات، خاصة من آسيا الوسطى، بأسرع وتيرة له منذ أغسطس، وفقًا للمشاركين في وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال.
وسجل المؤشر أيضًا أن مشاكل سلسلة التوريد تفاقمت حيث أدى التأخير في التسليم، خاصة في النقل بالسكك الحديدية والخدمات اللوجستية الدولية، إلى دفع أوقات التسليم إلى ثاني أسوأ مستوى لها منذ يوليو 2022. وقد أدت هذه الاضطرابات إلى تفاقم نقص الإمدادات؛ مما أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج.
وقال التقرير: “أعلن المنتجون الروس عن زيادات أسرع في تكاليف المدخلات في سبتمبر بسبب نقص المواد الخام وزيادة رسوم النقل”. وعلى الرغم من أن معدل التضخم كان أعلى من 9% في الصيف، إلا أنه يبدو أنه بلغ ذروته بفضل أسعار الفائدة المرتفعة (19%) والتدابير غير النقدية.
استجابت الشركات الروسية لهذه الزيادة من خلال تحميل التكاليف المرتفعة على العملاء؛ وأدى ذلك إلى أسرع زيادة في أسعار الإنتاج منذ عام تقريبًا. وكان الضغط التضخمي مرتفعا بشكل خاص بسبب ارتفاع أسعار الموردين وارتفاع تكاليف النقل.