اخبار مصر

«الإفتاء» أمانة ثقيلة

فلسطين قدر.. ومصر لن تتردد في الدفاع عنها

“الطيب” نصحني بتلبية مطالب الناس والتفرغ للعمل

المبادرة الرئاسية «بداية» ركيزة أساسية لاستعادة الهوية الوطنية

التصوف حياة روحية… وكتابة القرآن خطأ

 

سماحة د. اكتسب نذير محمد عياد، مفتي الديار المصرية الجديد، الاهتمام باعتباره أحد علماء الأزهر الأكثر ثقة منذ أن شغل منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف. حيث، بالإضافة إلى تفكيره المعتدل وشخصيته العلمية الرصينة وتواضعه الكبير، عرف بالانضباط والدقة والنظام الصارم.

وتولى عياد منصب المفتي في 12 أغسطس 2024 خلفا لسماحة الدكتور. شوقي علام المفتي السابق بناء على قرار من رئيس الجمهورية وتعيين سماحة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

ومفتي الجمهورية الجديد من مواليد عام 1972 بقرية إبشان التابعة لمركز بيلا بكفر الشيخ. في مايو 1995، حصل على درجة البكالوريوس في أصول الدين في التدريس والفلسفة ثم الماجستير في الأساسيات في عام 2000، وأكمل دراسته في الدراسات الدينية مع التركيز على التدريس والفلسفة وحصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف في عام 2003.

دكتور. تدرج نذير عياد في الدرجات الأكاديمية، فعمل معيدا، ثم مدرسا مساعدا، ثم مدرسا، وأخيرا أستاذا مساعدا في كلية أصول الدين بجامعة المنصورة حتى انتقل من هناك إلى الجامعة. كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ للعمل أستاذاً بقسم التدريس والفلسفة.

حصل “عياد” على العديد من العضويات في الأزهر الشريف. وهو عضو في المنظمة الدولية لخريجي الأزهر، ولجنة اتحاد أعضاء هيئة التدريس بالأزهر، وبيت الأسرة المصرية، وفريق حماية البيئة ومكافحة الإدمان بوزارة الشباب، وعضو مجلس إدارة جمعية الأزهر. الجامع الأزهر والمجلس الأعلى للأزهر الشريف منذ عام 2019 وعضو مجلس مجمع البحوث الإسلامية.

بلغت مؤلفاته ثلاثين كتابًا في مجالات عديدة منها الكلام والفلسفة والمنطق والمذاهب والمذاهب والأديان والتصوف.

ألقى محاضرات في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية في مصر وخارجها، ودرس في العديد من الجامعات الأجنبية، منها الجامعة السومرية في ليبيا والطائف في المملكة العربية السعودية. كما ناقش وأشرف على أكثر من 35 رسالة علمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه.

حصل “عياد” على العديد من الشهادات والجوائز تكريما له داخل مصر وخارجها، وشغل خلال مسيرته الأكاديمية منصب وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر فرع كفر الشيخ، ثم في منصب من من 2019 إلى 2024 تولى منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ثم تولى بعد ذلك منصب المفتي لمدة أربع سنوات بقرار من الرئيس.

التقى «الوفد» بسماحة د. نذير عياد مفتي الديار المصرية الجديد وهذا نص الحوار:

< بداية… كيف كان رد فعلك على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيينك مفتياً للجمهورية المصرية؟ وماذا عن تأييد سماحة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بالنسبة لك؟

<< إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكليفي بهذه المهمة يفرض علي مسؤوليات كثيرة، فهي أمانة ثقيلة لا تحتاج إلى جهد بسيط. ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لتنفيذها بما يعود بالنفع على الوطن والعباد ويحقق إرادة الله في عالمه. كما أن الرئيس على عاتقه مسؤولية كبيرة أمام الله ويدعو الله عز وجل أن يوفقه لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يستمر في توفيقه بما فيه مصلحة وطننا الحبيب والشرفاء. شعب مصر، وأن يحفظ الأمن والأمان والاستقرار والرخاء في بلادنا. والحقيقة أن سماحة الإمام الأعظم كان ولا يزال الناصر لكل عمل إيجابي. لقد تعلمنا منه الكثير من العمل الجاد والاجتهاد لتنفيذ رسالة هذا الدين وتحقيق أهداف الدين، وقدم لنا العديد من التوصيات في كل مسؤولية أوكلها إلينا لتحقيق مطالب الناس وإلينا جميعا تكريس. فهو قدوة لنا جميعا وعلى المستوى الشخصي تعلمت منه وسأظل أجتهد في السير على خطاه نصرة للدين والأمة وأسأل الله تعالى أن يبارك في عمره وفي الإسلام وأن يوفق المسلمين.

< تغيير كبير في مسارك العملي من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف إلى دار الإفتاء. هل ترى أن هناك تكاملا حقيقيا بين المؤسسات الدينية في مصر، أم أنها تعمل في جزر معزولة؟

<< العمل في المؤسسات الدينية رسالة مهما كان موقعها، لأنها مسؤولية تقع على عاتق كل من يتولى مهام العمل فيها. كما لا شك أن التعاون القائم بين هذه المؤسسات الدينية في مصر يعد من أهم عوامل تحقيق الاستقرار الاجتماعي مما يسهم بشكل كبير في رفع الوعي الاجتماعي وتحقيق أهداف هذا الدين الذي شرعه الله. وسيتم خلال الفترة المقبلة تكثيف هذا النوع من التعاون بين المؤسسات الدينية في مصر تحت مظلة الأزهر الشريف، سواء على المستوى العلمي أو تدريب الدعاة والأئمة وأمناء الفتوى، على مستوى المنشورات العلمية، وعقد المؤتمرات والندوات، والمشاركة في المناقشات العلمية حول العديد من المواضيع الحالية والناشئة. ولنعتبر مجمع البحوث الإسلامية الهيئة العليا للبحوث الإسلامية ودوره المهم في دراسة كافة المواضيع المتعلقة بهذا البحث، فضلا عن دوره في تجديد الثقافة الإسلامية من خلال تخليصها من العجائب والشوائب والحفاظ عليها في كنفها. وكشف الجوهر النقي الأصيل وتوسيع نطاق المعرفة على كل مستوى وفي كل بيئة، ويتحقق هذا التعاون مع دار الإفتاء وغيرها. ويوجد بالمجمع لجان علمية، مثل لجنة البحوث الفقهية. ويشمل ذلك أيضًا مفتي الجمهورية، الذي شارك معه المسؤول عن الفتوى منذ فترة طويلة في مناقشة القضايا القانونية الحالية. إضافة إلى ذلك فإن هناك جوانب عديدة من العمل العلمي المشترك سواء بشكل خاص أو بالاشتراك مع مؤسسات الدولة المختلفة، وهذا التشاور حول العديد من القضايا العلمية، بما في ذلك قضايا الزكاة وزكاة الفطر، والتي صدر بشأنها بيان مشترك بين المؤسسة والجمعية. سوف الأكاديمية، وهلم جرا.

< كيف تقيم الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية وموقف مصر من طرد الفلسطينيين خارج وطنهم؟ وكيف تفسر التحركات المصرية الداعمة للحقوق الفلسطينية؟

«لقد لعبت مصر دورًا مهمًا في القضية الفلسطينية عبر التاريخ، وهو الدور المستمد من موقعها المركزي في المنطقة، والقضية الفلسطينية أمر مصيري لا يزال يؤثر على كل واحد منا. ولذلك لن نتردد لحظة واحدة في الدفاع عن هذه القضية التي تعتبر المشكلة الأولى للدولة المصرية، فعلى مستوى المؤسسات الدينية في مصر في السنوات الأخيرة كانت تلعب دورا هاما في نشر الوعي بالقضية و ظروفها .

< ما هو الدور الذي تلعبه دار الإفتاء في دعم القضية الفلسطينية وما الأدوات التي تستخدمونها لتحقيق ذلك؟

<< وقد شاركت دار الإفتاء في العديد من الجهود الرامية إلى توعية المجتمع بأهمية هذه القضية ومكانة المسجد الأقصى وقدسيته. وسنواصل الرحلة إن شاء الله بجهود نوعية تدعم أجيال اليوم. ومعرفة أهمية هذه المشكلة وملابساتها وإظهار محاولات المحتل لتزييف التاريخ وتضليل الرأي العام العالمي. الرغبة في مواصلة جرائمه بحق هذا الشعب الأعزل وانتهاك حقوقه وإنسانيته.

< ما خطة الدار في الحرب الفكرية ضد الفكر المتطرف وما الأساليب التي تعمل عليها دار الإفتاء لخلق الوعي؟

<< تعمل الدار وفق استراتيجية شاملة في عملية التعاطي فكريا مع أي فكر مخالف سواء من خلال خدمة الفتوى التي تلعب دورا مهما في الرد على استفسارات الجمهور حول كثير من القضايا المطروحة والتي تسعى التيارات المتطرفة إلى أمناء فتوى فيها العمل بطريقة منظمة ومنضبطة لتحقيق المقصود ودحض تلك الشبهات. كما تلعب مراكز الأبحاث الداخلية دورًا مهمًا في دراسة المفاهيم والأطروحات التي يطرحونها وإعطائها إجابات قوية تدحض افتراءاتهم على الدين الحنيف ونصوصه.

< ويرى البعض أن المؤسسات الدينية في مصر ما زالت فاشلة في مسألة تجديد الخطاب الديني. كيف تتعاملين مع ذلك وما هي الآليات التي يمتلكها المنزل للتجديد؟

<< إن تجديد الخطاب الديني مسؤولية مشتركة بين الجميع، وأعتقد أن المؤسسات الدينية في مصر لعبت دورا هاما في ذلك، ولكننا نأمل أن نبذل المزيد من الجهود لتحقيق خطاب أكثر انضباطا قد يكون الفرصة الضائعة المتسللين الخارجيين – المتخصصين. والحقيقة أن مشكلة هذا المصطلح تنشأ من سوء فهمه، وهو اعتقاد البعض أن تجديد الخطاب الديني هو تغيير في بعض الثوابت، ولكن الواقع الذي يجب أن يفهمه الناس هو أن التجديد هنا في الخطاب ولا يحدث. لا تتم في… الدين نفسه يتحدد بمصادره التشريعية، لكن مع تغير ظروف الناس المعيشية وطبيعتهم، اقتضت اهتماماتهم ضرورة تطوير الخطاب الموجه إليهم حتى تصل رسالة الدين أولاً ومن ثم تتكيف مع واقع العصر وتحقق الرفاهية الاجتماعية، خاصة أن الدين الإسلامي دين خفة يرفض التطرف بكل أنواعه، فلا إفراط ولا تفريط. ولا يقتصر هذا التجديد على الخطاب الديني فحسب، بل يجب علينا تطوير لغة الخطاب الاجتماعي بشكل عام بحيث تغلق الباب أمام أي فهم زائف في جميع مجالات الحياة.

< وماذا عن قدرة دار الإفتاء على مواجهة الإسلاموفوبيا ومساعدة المجتمعات المسلمة في الغرب على الاندماج بشكل إيجابي وفعال في المجتمعات الغربية التي تعيش فيها؟

<< كان إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت رعاية دار الإفتاء المصرية خطوة مهمة للمشاركة العالمية في العديد من القضايا المشتركة والتصدي لتحدياتها بشكل مشترك، بما في ذلك مفهوم الإسلاموفوبيا. – المساعدة على تصحيح الصورة الخاطئة التي لدى بعض الناس عن الإسلام من خلال رفض الأفعال المنسوبة إليه. بالنسبة للإسلام فهو بريء منه.

< ما هي رؤيتكم للتنمية المستدامة وهل هناك علاقة بين ذلك وأهداف الشريعة الإسلامية؟

<< ونحن متفقون على أن التنمية بشكل عام لا تقتصر على جانب معين من جوانب الحياة بل تشمل كافة المجالات لتحقيق هدفها، الأمر الذي يتطلب التكامل مع منظمات المجتمع المدني لتحقيق هذا الهدف الهام، على المستوى الشرعي. هناك علاقة وثيقة بين علوم البيئة والدين. كما أن هناك علاقة بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، ومهمته هي حمايتها، وليس إفسادها، وبالتالي مهمته هي تحقيق التنمية. إن الإنسان هو المسؤول بشكل أساسي عن عمارة الكون وهذا ما يشير إليه القرآن والسنة النبوية، والتي يجب أن تحسن نصوصها أيضًا تعمير الأرض وإدارتها وحمايتها واستغلال الطبيعة دون إسراف وحمايتها والتنمية وفق التعاليم السماوية وبما يسهم في رفاهية الوطن والعباد. فهو راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، كما بينت السنة المطهرة.

< باعتبارك ابن الأزهر، كيف تقيم جهود الأزهر الشريف في نصرة قضية المسلمين الأولى (القضية الفلسطينية) ودور سماحة الإمام الأكبر في ذلك؟

<< كمؤسسات دينية، نعمل جميعًا في تعاون متكامل في مختلف القضايا وتحت راية هذه المؤسسة العريقة، التي عمرها أكثر من ألف عام، مؤسسة الأزهر، والجميع يعرف دور الأزهر عبر التاريخ، ما هو موقفه؟ وعلمائها ومشائخها الأجلاء، ودعمهم الواضح للقضية الفلسطينية ورفضهم الدائم لهذه الانتهاكات التي يرتكبها هذا الاحتلال في السنوات الأخيرة.

< وماذا عن آليات الدار لتحقيق الحماية المجتمعية للأسرة المصرية؟

<< تتعامل دار الإفتاء مع الأسرة المصرية برؤية شاملة تهدف في النهاية إلى تحقيق الحماية من خلال رفع وعي المجتمع من أجل تحقيق مجتمع واضح عما يخطط له وقادر على مواجهة وصد أي مخطط يقوض كيانه الاستقرار والانضباط. وفي دار الإفتاء عدة آليات للدعوة إلى حماية الأسرة المصرية، سواء بتكثيف الفتاوى المباشرة للرد الفوري على الجمهور. في كافة استفساراتها أو من خلال الإصدارات العلمية التي تقدمها حول الموضوع بما في ذلك دليل الأسرة المصرية، أو من خلال التوعية المباشرة التي تقدمها لأفراد الأسرة والفئات المختلفة. كما أن لدينا آليات كثيرة للتواصل مع الشباب من خلال خطاب معاصر ومناسب لفئة الشباب باعتبارهم أغلبية المجتمع وهم يساعدون الوطن، وهو ما تفعله دار الإفتاء ونحاول دعمها في المستقبل القريب سواء بتكثيف المحتوى المرئي والمبسط الذي تعرض به المفاهيم العلمية أملا في تثقيف هذه الفئة. وتشير الفئة إلى المفاهيم الدينية، وخاصة تلك المتعلقة بعلاقاتهم مع ربهم من حيث العبادة، وما يتعلق بعلاقاتهم مع الناس من خلال المعاملات. كما لدينا خطة لتوسيع دائرة التعاون مع الجامعات والمراكز الشبابية والجمعيات لعقد ندوات حوارية وتثقيفية حول العديد من المواضيع والمفاهيم التي تحتاج إلى معالجة منضبطة ومنطقية وبما لا يتعارض مع أهداف الجمعية و يخفف من إحراج الناس في كثير من الأمور التي تمس حياتهم.

< ما هو الدور الذي يلعبه مؤشر الفتوى فيما يتعلق بالانتحار والإلحاد والتطرف، وهل هناك خطة لمعالجة هذه القضايا؟

<< ونعمل على معالجة هذه الإشكاليات من خلال أساليب مختلفة لمواجهة الأفكار والمفاهيم المرتبطة بها والتي تمتزج مع الطبيعة الإنسانية السليمة وتتعارض مع أهداف الشريعة السمحاء، سواء من خلال المنشورات العلمية التي يقدمها المجلس، أو من خلال الندوات والمؤتمرات التي تعقدها فهو ينظم مواجهة هذا النوع من الفكر، ونحاول – بإذن الله – توسيع استراتيجية المواجهة بما يروق للفئات الجماهيرية التي يخاطبها هذا الفكر، وخاصة الشباب، من خلال جرعة مكثفة من الأعمال المرئية و والمناقشات التي تدحض هذا التفكير بالمنطق، وتكشف أخطائه، وتحمي العقل من سمومه ومخاطره على المستوى الفردي والمجتمعي.

< ما هي خطة مجلس النواب لمواجهة الإلحاد بين الشباب؟

<< وعلى مستوى الإلحاد يمكن القول إن المسؤولين عن الإلحاد المعاصر لم يقتصروا على محاولة تفكيك الدين من حيث أصوله ومسائل الإيمان به، بل شملوا محاولة تفكيك الدين. الدين يفكك ويحلل وينتقد التشريع وتاريخه ونظامه وأهدافه، حتى وصلوا في النهاية إلى إنكار الوجود الإلهي في هذا الدين، الكون، حيث روج هؤلاء الكثير من الأفكار السخيفة، ومن هنا قمنا بتطوير نظام فعال خطة مواجهة الفكر والتي تتضمن حوالي سبعة محاور مهمة، هي: تجديد وسائل خطاب الفتوى وتطويرها، نقد الخطابات الملحدة، صناعة محتوى هادف من خلال الوسائل الفنية مثل الرواية والدراما والسينما وإشراك المسرح. من قبل الملحدين لترويج أفكارهم، على أن تتعاون المؤسسات الدينية والإفتائية في إنشاء وحدة بحث علمي تضم باحثين (القانون والفلسفة، علم النفس والاجتماع، العلوم الطبيعية والحياة) هدفها: استقراء وتفكيك أشهر العلوم. أعمال ملحد. تقديم النقد العلمي والموضوعي لها، وكذلك ضرورة تشكيل فريق من المترجمين المؤهلين لنقل هذه الأعمال إلى المكتبة العربية وترجمة ما أنتجه المفكرون والفلاسفة العرب إلى اللغات الأخرى والتمييز بين العلمية والدينية والإفتاء – تقوم المؤسسات بإعداد برامج تعليمية متخصصة تتضمن حزمة من الدورات المناسبة التي تهدف إلى تأهيل الأذكياء (الطلبة والباحثين والدعاة والمفتين) لنقد الخطابات الملحدة. ومن أهم هذه المقررات المقترحة دورة العلاج (النظريات العلمية الحديثة وأبعادها الدينية والفلسفية) ودورة نقد (الأسس الفلسفية والتاريخية والنفسية والاجتماعية للإلحاد). كما تتضمن هذه الخطة إنشاء مؤسسات فتوى لبرامج تأهيلية متخصصة تستهدف من يعانون من مؤثرات (التفكير الإلحادي) من خلال تقديم الدعم (النفسي والمعرفي) لهم، وفق دراسات ومنهجية محكمة، والمهم هو التوسع. المؤسسات الدينية من خلال عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل الهادفة إلى تعزيز اليقين وتشكيل لجان مؤهلة من (علماء وباحثين ودعاة ومفتين) لتوعية الشباب بأخطاء هذا الفكر الهدام. ولجان تعنى بنقد الخطابات الملحدة. يجب التوسع في إعداد المحتوى المرئي والتقارير والتوثيق وتسويقها بمستوى عالٍ من الاحترافية عبر وسائل الاتصال والإعلام المختلفة.

<أصبح التحول الرقمي حاليا أحد الخطوات التي تتخذها الدولة المصرية. وما هي أبرز الخطوات التي اتخذها المجلس في هذا الصدد؟

<< اتخذت الدار خطوات مهمة في مجال التحول الرقمي لتلبية رؤية الدولة المصرية وإحراز تقدم مهم في مجال تنمية المجتمع والذي يجب أن يتوافق مع تطورات وواقع العصر. وسبق أن قامت دار الإفتاء بتطبيق التحول الرقمي في نظام عملها الإداري وفي الخدمات العامة التي تقدمها لتسهيل العمل وزيادة معدلات الإنتاج اليومي على المستويين العلمي والخدمي، على سبيل المثال، ميكنة الفتاوى وإدخال نظام متكامل تتمتع من خلالها كافة الأقسام الشرعية بدورة عمل كاملة من بداية طلب الفتوى إلى مرحلة الموافقة النهائية، مما يساهم في الاستجابة بشكل أسرع وأسهل للفتاوى بأشكالها المختلفة سواء كانت مكتوبة أو شفهية، بالإضافة إلى الفتاوى القضائية، الفتاوى الإلكترونية الخ، ومن أبرز جوانب هذا التحول هو تطوير قطاع مؤشر الفتوى العالمي، الذي يرصد رصد جميع الآراء الصادرة عن جميع مؤسسات الفتوى، ويرصدها، ويستخلص بعض الاستنتاجات المهمة حول أتمتة الفتوى. البيانات المتعلقة بهم الموظفين وسير عملهم وسجلات خدماتهم والترقيات المتعلقة بهم وكذلك الأوراق الرسمية والقرارات الإدارية، وسيواصل المجلس – إن شاء الله – استكمال عمليات التحول وتطوير العمل الإداري في الفترة المقبلة وفقا لمعطيات العصر وتطوراته.

< شهدت الآونة الأخيرة هجوما حادا على الصوفية بسبب تصرفات بعض أعضائها وكيف تردون على من يهاجمها؟

<< التصوف يعني المعنى العام الصحيح الصحيح. وهو يمثل قمة الإسلام الصحيح لأنه يعبر عن مرحلة الخير. لكن هذا لا ينفي أن هناك من يقترب من الصوفية أو يمثل الصوفية ممن آذوا الصوفية بأشياء وادعاءات وأفعال وسلوكيات لا تتوافق إطلاقاً مع التصوف الحقيقي، لأن الصوفية في جملتها عقيدة روحية. الحياة مبنية على مراعاة الكتاب والسنة، وهذا ما قاله الإمام القشيري، وشرحه الجنيد زعيم الطائفة فقال: “علمنا بالكتاب والسنة محدود. فإذا رأيت الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء ويأتي فاعلم أنه مبتدع وأن هذه مشكلة. لقد أهان بعض المتصوفين الصوفية، ويعتبرهم المتصوفة الحقيقيون أدعياء، وفي الحقيقة فإن التصوف الإسلامي يمثل الجانب الروحي للإسلام المعتدل الذي يهتم فيه المسلم بأن يعيش الحياة الأولى والحياة بعد الموت، بين ذلك. مصير المرء في الدنيا ومصيره في الآخرة إن العالم المادي، حيث تغلبت المادة واختفى السلوك الجيد، ليس في الحقيقة هجوما على الصوفية، بل هو موجه ضد بعض الأدعياء وبعض الدخلاء بسبب أفعالهم، التي حتى غير – الصوفية يفتخرون بها، لكن المسلم العادي يرفض الأعمال التي لا تتوافق مع القرآن، ولا مع السنة، ولا مع العادات والعادات والتقاليد، والمقصود بذلك أشياء معينة، يعطى من خلالها بعض الناس فرصة أو رخصة لهم، وكل هذه لها أصلها.

<وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المقاطع على اليوتيوب تحاول إضافة أصوات موسيقية للقرآن الكريم وقراءته بالآلات الموسيقية وإنشاده.

<<القرآن الكريم كلام الله رب العالمين الذي أنزله على رسوله هدى للناس وبينة من هديه ومعياره ولم ينزله للناس ليفرح أو يغني عنه. وقد أمر الله المسلمين بفهم معانيه والتفكر فيما جاء فيه من مواعظ وآداب بكل قواعدها، وأن يستمعوا للقرآن الكريم كما تسمعونه. الأغاني تجعلها أداة للتسلية والمتعة يلهي فيها المستمع بما تحتويه من فرح وبهجة، مما أنزله القرآن عليه وعلى الناس من الهدى والهداية، والقرآن مؤلف من الموسيقى ليست القرآن الذي أنزله الله على رسوله والذي عبدناه بتلاوته التي تلقيناها عن رسول الله وعندما رخصنا لتلاوة القرآن باللحن الموسيقي من خلال الاستماع إليه مع الآلات الموسيقية لدينا كتاب الله وتشويهها وتغيرها، وفيها ضياع الدين وهلاك المسلمين. وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن يغني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النداء» أن الصلاة خفيفة وسهلة. فإن كان أذنك بسيطا، وإلا فلا تؤذنه» رواه الدارقطني في سننه. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك في الأذان فالأفضل أنه لا يجوز في القرآن محفوظ، قال وقوله الحق: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» وقال تبارك وتعالى «لا يأتيه الكذب من بين يديه ولا من خلف تنزيل الحكيم» والمحمود أن العلماء ذهبوا إلى أن قراءة القرآن بالتلحين والغناء والترنم حرام ومحرم، وأن هذا قطعا أنها محرمة مطلقا.

< كيف تقيمون إطلاق “المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية” – بداية جديدة للتنمية البشرية؟

<< تمثل هذه المبادرة أهمية كبيرة للارتقاء بالمواطن المصري وتحسين جودة الخدمات المقدمة في مجالات التعليم والصحة والرياضة والثقافة، بما يحقق جهود الدولة في تحسين قدرات المواطنين بما يتوافق مع التطورات في تطوير سوق العمل وتعزيز منظومة القيم والأخلاق المناسبة للشعب المصري وتاريخه وحضارته. نحن دار الإفتاء المصرية، ومن منطلق مسئوليتنا الدينية والوطنية، سنشارك بفعالية في المبادرة من خلال دعم القيم الاجتماعية والأخلاقية ونشر الرسائل الهادفة للمساعدة في مواجهة التحديات الثقافية والفكرية التي يواجهها الشباب، خاصة وأن هذه المبادرة تمثل حجر الأساس لاستعادة الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء من خلال البرامج التعليمية وثقافياً، فهي تستجيب لرغبات الشباب وتواكب العصر. كما يعكس رؤية متكاملة لبناء مجتمع قوي ومتماسك.

< وأخيراً: ما هي آمال وطموحات سماحة المفتي؟

<< الآمال لا حدود لها، والطموح في هذا المكان لا حدود له. وأدعو الله تعالى أن يوفقني في أمري، وأن يرزقني أساساً جيداً يعينني على تحمل هذه المسؤولية، وهناك أمل في تجاوز ما حققته دار الإفتاء، رغم الإنجازات والابتكارات ومراكز الأبحاث. والوحدات العلمية التي حققتها في الداخل وتصطدم بمشاكل الواقع الداخلي والخارجي، لكننا نسعى جاهدين لتجاوز ما هو أعظم وأكثر فائدة وتوافقًا مع لغة العصر. ونسعى لمزيد من الانفتاح في برامج ووسائل الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي وكيفية تطويعه للفتاوى وكيفية تغذيته بالفتاوى الصحيحة. كما نحاول إبراز الصورة الصحيحة للفتاوى العقلانية المتعلقة بمشاكل الوطن والمواطنين وقضايا المرأة. ونحاول إعادة النظر في الفتاوى القديمة وتقديمها بما يتناسب مع واقع العصر ولا يخرج عن حدود الشرع. إنشاء مجموعة من الوحدات التي يمكن أن تكون ذات توجه تكنولوجي أو بحثي. نسعى جاهدين لإيجاد نوع من المراكز العلمية والاستشارية ذات الأهداف المحددة والتعليمات الواضحة لخدمة الدين والأمة والإنسانية جمعاء إلى نوع بين البروتوكولات والاتفاقيات مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية والإفتائية داخل مصر وخارجها، نحاول أن مد الجسور مع الأمانات وهيئات الإفتاء الأخرى، باستثناء الهيئات التي تكون تحت رعاية الأمانة العامة لدور الإفتاء.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى