الخليج

الرياض – القاهرة.. هدف واحد وشراكة فاعلية

وتعكس زيارة ولي العهد إلى جمهورية مصر العربية التزام القيادة بتطوير سياسات عربية مشتركة تخدم أهداف المملكة السياسية والاقتصادية والتنموية، وتسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030. وتأتي أهمية الزيارة أيضا لأنها تتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة ولبنان. وبالإضافة إلى التصعيد بين إسرائيل وإيران، تعمل المملكة بتناغم تام مع اللجنة الوزارية لجمهورية مصر العربية، المكلفة من قبل القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية بالعمل دولياً لإنهاء الحرب على غزة والبدء في عملية جدية. عملية سياسية واحدة لتحقيق السلام الدائم.

وتساهم الزيارة في تطوير العمل المشترك مع مصر، وفتح آفاق الشراكة والتعاون مع الدولة في مختلف المجالات، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتعزيز وتحفيز الاستثمارات المشتركة، وتطوير التبادلات التجارية. ثقلها الاقتصادي وموقعها في العالم الإسلامي.

وتعكس زيارة ولي العهد إلى جمهورية مصر العربية مكانته على المستوى الدولي والإقليمي، حيث تحظى زياراته لكل دولة يزورها باهتمام عالمي وإقليمي واحتفالات بارزة على المستويين القيادي والشعبي، مما يعزز مكانة المملكة على المستوى العالمي.

السعودية ومصر.. ركيزتا الاستقرار في المنطقة

تمثل العلاقات السعودية المصرية ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة العربية، وتتميز بالعمق التاريخي والتعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر في القضايا والأمور ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، وأبرزها القضية الفلسطينية وتطورات الأحداث في لبنان. المنطقة. ونظراً لمكانتهما الرفيعة على المستوى العربي والإسلامي والدولي، فإن البلدين ملتزمان بدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأكد زعيما البلدين الشقيقين موقفهما الثابت بشأن الدعوة إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية في غزة ولبنان، وحماية المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، وضرورة التوصل إلى حل سلمي ونهائي للقضية الفلسطينية. القضية بمبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، فضلا عن دعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وتحقيق آماله وطموحاته.

وأعرب البلدان عن قلقهما إزاء التصعيد الإسرائيلي في لبنان، وتضامنهما الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق في الأزمة الحالية، وضرورة تمكين الدولة اللبنانية، بكافة مؤسساتها، من القيام بواجباتها وتأكيد سيادتها على جميع اللبنانيين. وشددوا على أهمية تحمل المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، مسؤوليته ووقف القصف في كل من لبنان وقطاع غزة.

الشراكة الاستراتيجية والتواصل الدائم

– تطورت العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بدعم وتوجيه من قيادة البلدين الشقيقين من خلال إنشاء مجلس التنسيق السعودي المصري عام 2015م، والانتهاء من تطويره حوالي عام 2015م. 70 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة في البلدين.

وتسعى حكومتا البلدين الشقيقين إلى الحفاظ على التواصل الدائم من خلال الزيارات المتبادلة، والاجتماعات الثنائية، وعقد اجتماعات اللجان وفرق العمل المشتركة، فضلاً عن التواصل المستمر على كافة المستويات، بما يضمن التنسيق والتشاور المستمر حول سبل التطوير والتكامل. تعزيز العلاقات بين الجميع بما يعزز ويحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

ويعمل البلدان على تعزيز وتوسيع شراكتهما الاقتصادية إلى آفاق أرحب بحيث ترتقي إلى مستوى العلاقات التاريخية والاستراتيجية بينهما، وذلك من خلال تحقيق التكامل بين الفرص الناشئة عن رؤية المملكة 2030 ورؤية جمهورية العربية السعودية. مصر 2030، وزيادة وتيرة التعاون الاستثماري والتبادلات التجارية وتعزيز الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، فضلاً عن تضافر الجهود لخلق بيئة استثمارية مثمرة ومحفزة.

حجم التداول 12,798 مليار دولار أمريكي

وعززت المملكة وجمهورية مصر العربية علاقاتهما التجارية، حيث وصل حجم التجارة بينهما إلى 12,798 مليار دولار في عام 2023. ويتطلع مجلس الأعمال السعودي المصري إلى إقامة تحالف تجاري بين البلدين في أسواق ثالثة وتحقيق التكامل بين قطاعات الأعمال في المشروعات وفرص الاستثمار.

وساهمت المملكة وجمهورية مصر العربية بشكل فعال في جهود اللجنة الخماسية المكلفة من قبل القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية لقيادة حركة دولية لإنهاء الحرب على غزة والحث على بدء عملية سياسية جادة لإنهاء الحرب على غزة. تحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعترف بها، وأدت جهود اللجنة إلى اعتراف عدة دول بالدولة الفلسطينية، والإعلان عن تشكيل التحالف الدولي لحل الدولتين.

وتقود المملكة بمشاركة جمهورية مصر العربية وعدد من الشركاء الإقليميين والدوليين الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في السودان وتحقيق الأمن والاستقرار على الأراضي السودانية، بما في ذلك شراكتها في المجموعة. (التحالف لإنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان).

10.3 مليار دولار ودائع سعودية

تدعم جمهورية مصر العربية مبادرة الشرق الأوسط الأخضر وتستضيف نسختها الثانية في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022 بقيادة سمو ولي العهد، وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المبادرة يمثل فرصة ممتازة لتعزيز التعاون الدولي في التصدي لتحديات تغير المناخ.

كما دعمت المملكة مصر في التغلب على تحدياتها الاقتصادية، حيث تعد مصر الدولة الأكثر تلقياً للمساعدات من المملكة بقيمة 32.48 مليار دولار، وتبلغ قيمة الودائع المالية السعودية لدى البنك المركزي المصري 10.3 مليار دولار أمريكي. البيانات الخاصة بالبنك.

وتعمل المملكة ومصر على تطوير علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات بما يتوافق مع الأهداف المخطط لها، بما في ذلك زيادة مستوى التبادلات التجارية وزيادة الاستثمارات المتبادلة وغيرها من مجالات التعاون، وذلك إيماناً تاماً من قيادة البلدين بأن هذا إن التعاون يتجاوز الظروف والتحديات الراهنة ويدعم توجه البلدين نحو تحسين الأمن والاستقرار والرخاء للبلدين ولجميع شعوب المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى